وذكرت أنّ الصيام يعمل على إراحة أجهزة الجسم وخصوصًا الجهاز الهضمي والعصبي بعد فترات عمل طويلة ممّا يعمل على تجديد أنشطة أجهزة الجسم والأعضاء و تقويتها وزيادة كفاءتها، كما أنّ الصيام مفيد لتحسين نسبة الدهون في الدم وبخاصة الكوليسترول.
وقالت إنّ خلوّ المعدة والأمعاء من الطعام لساعات طويلة يساهم في تخلّص الجسم من بقايا الأطعمة والإفرازات التي تؤدّي عادةّ إلى تكاثر الجراثيم، كما يتيح للجسم التخلص من الكثير من السموم والمواد الضارّة المتراكمة والتي تمثّل أخطارًا عديدة على كافّة خلايا الجسم وبخاصة الكليتين.
وأكّدت أنّ الصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسيّة، حيث يساعده الصيام في التخلص من التوتر والقلق ويساهم في الوقاية من الكثير من الأمراض النفسية والعصبية.
كما نصحت الغاوي بأنّه بعد يوم كامل من الصوم يشتهي المرء الكثير من الأطباق الشهية ولكن عليه أن يتذكّر أنّ تناول ثلاث وجبات خلال الليل بدلاً من الاعتماد على وجبة غذائية كبيرة في الإفطار سوف يقلّل من مشاكل التّخمة وسوء الهضم حيث تكون هناك وجبة إفطار خفيفة ووجبة بعد صلاة التراويح ووجبة عند السحور.
إرشادات إفطار رمضان
وحول وجبة الإفطار قالت الغاوي: "تبدأ وجبة الإفطار بعد فترة راحة طويلة للجهاز الهضمي لمدة تزيد على 12 ساعة، لهذا يجب عدم تأخير وجبة الإفطار. ولإفطار شهي وصحي معًا، على الجميع أن يتبع عدّة إرشادات منها أنّه يفضّل أن تكون وجبة الإفطار خفيفة فيفطر الصائم على عدد من حبّات التمر وماء فاتر أو عصير غير مثلج، ثم يذهب للصّلاة لكي تأخذ المعدة والأمعاء قسطًا من الراحة وليتمّ تنبيهها لاستقبال جرعة أخرى من الطعام".
واستدلّت الاستشاريّة بقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنّه بركة فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنّه طهور)، مشيرةً إلى أنّ التّمر يحتوي على عناصر غذائيّة عالية الجودة ويمدّ الجسم بالطاقة بعد تناوله بوقت قصير جدًّا إذ إنّ السكريّات الموجودة في التّمر سريعة الامتصاص، وبما أنّ الجسم يفقد طاقة كبيرة خلال النهار فحكمة أكل التمرهي لإعطاء دفعة من الطاقة المباشرة للجسم.
ونصحت بالبدء بطبق حساء دافئ ثمّ السلطة للتمهيد لباقي الوجبة التي يفضّل ان تتكوّن من صنف واحد فقط، أي أن تكون طبق ثريد أو هريس أو أرزّ وليس مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الأصناف المختلفة، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تناول كميّات كبيرة من الطعام ويرهق المعدة فيصاب الصائم بعدها بالتعب والدوخة وأعراض عسر الهضم.
ووجّهت الصائم إلى تناول الطعام بطريقة بطيئة وبكميات بسيطة لكي يضمن أفضل طرق للامتصاص، قائلةً بوجوب أن تكون الوجبة الرئيسة متكاملة بحيث تشتمل على جميع العناصر الغذائية، إذ يجب أن تحتوي على البروتينات المستمدّة من اللحوم أو الأسماك أو الدّجاج، والأرز أو الخبز كمصدر رئيس للطاقة، والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف من الخضروات في السلطة.
وجبة السحور: الإستفادة والمحاذير
قالت الدكتور الغاوي إنّه يفضّل تأخيرالسّحور لتمكين الجسم من الاستفادة من العناصر الغذائية لأكبر قدر من ساعات النهار وذلك لإمداد الجسم بالطاقة وتخفيف المشقة، ولأنّ وجبة السحور تحلّ مكان وجبة الإفطار العاديّة، عليها أن تتألّف من الأطعمة نفسها، ويبقى الخبز الأسمر ومشتقّات الألبان (الجبن أو اللبنة أو الروب) من أفضل الوجبات على السحور.
ونوّهت بأنّه من الخطأ أن نستهلك على السحور طبق الوجبات السريعة إذ إنّها غنيّة بالدهنيات والملح وتزيد من الإحساس بالعطش في اليوم التالي، ويفضّل الابتعاد عن تناول الأغذية المالحة مثل المخللات والجبن والزيتون وغيرها، كما أنّ كثرة السكّر في الكاسترد والمهلبية في وجبة السحور تزيد من الإحساس بالجوع في اليوم التالي.
وقالت: "إذا كان الطّعام قبل النوم مباشرة يسبّب بعض اضطرابات المعدة، يمكن لوجبة السّحور أن تقتصر على الفاكهة الطازجة أو المجفّفة كالموز أوعصير التفّاح الطازج".
ووجّهت استشارية التغذية في ختام حديثها مجموعة من النصائح داعيةً الصائم إلى تناول الطعام على فترات محدّدة وثابتة حتّى ينتظم إفراز المعدة ويصبح الهضم سليمًا ولكي يحتفظ الجسم بطاقته خصوصًا أنّ الأكل بشكل متقطّع منذ لحظة الإفطار إلى السّحور يربك المعدة ويسبّب عسر الهضم.
ونصحت بتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين بدلاً من واحدة كبيرة، حيث يمكن مثلاً أن تتناول الحساء والسلطة أوّلاً ثمّ الطبق الأساسي بعد ساعة أو ساعتين. إنّ ذلك يقلّل من الإحساس بالتّعب وعسر الهضم ويمنع حدوث التخمة، كما فضّلت شرب كميّة كافية من الماء بعد الوجبة وليس خلالها، وذلك عبر شرب لتر ونصف اللتر من الماء من ساعة الإفطار حتى وقت النوم وليس وقت السحور فقط والتقليل من المشروبات المحتوية على كافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
وفضّلت تناول كميّة كافية من الأغذية الغنيّة بالألياف مثل الخضار والفواكه والبقوليات لأنّها تقلّل من الإحساس بالعطش في اليوم التالي، كما أنّها تمدّ الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمّة لوظائف الجسم المختلفة، كما نصحت بتناول طبق كبير من السلطة يوميًّا، وكذلك ربع كوب من الفواكه المجفّفة والمنقوعة مثل المشمش والخوخ والتين المجفّف. وحثّت على ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار بساعتين يوميًّا أو خمس مرّات في الأسبوع على الأقلّ.
عادات غذائية خاطئة خلال شهر رمضان المبارك
وتطرّقت الإستشارية الغاوي إلى عدد من العادات الغذائية الخاطئة وهي:
ــ بدء الإفطار بشرب الماء المثلج قد يؤدّي إلى حدوث مغص حادّ وتقلّصات في عضلات المعدة وجدارها، لذلك ينصح بشرب الماء المعتدل البرودة.
ــ شرب الماء بكميّات كبيرة وقت السحور لتعويض العطش المتوقّع خلال النهار لن يفي بالمطلوب وتأثيره موقّت والأفضل تناول الخضروات الطازجة الورقيّة ذات المحتوى العالي من الماء في الوجبات أثناء فترة الإفطار.
ــ إنّ غالبيّة الصائمين يفرطون في تناول الدهون والسكريات ممّا يتسبّب عادة في اضطرابات الجهاز الهضمي كعسر الهضم والإمساك ويصاحب ذلك أيضًا زيادة في الوزن وتراكم الدهون وارتفاع سكرالدم، كما أنّ الحلويات المركّزة مثل الكنافة والبقلاوة، والمكسّرات والأطعمة الدسمة أو المقلية تسبّب العطش الشديد أثناء النهار، لذا ينصح بتناول كميّة صغيرة من هذه الأطعمة مرّتين في الأسبوع فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق