الأحد، 16 أغسطس 2009

أبشروا... عاد الرجوب ودحلان.... داود الشريان


منذ قيام إسرائيل على ارض فلسطين، يُنتخب السياسيون فيها استناداً الى إنجازاتهم، ويتغير الوزراء والقادة في كل مرحلة. وعلى مدى اكثر من خمسة عقود تكرست أسماء، وغابت أخرى. وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان (تموز – يوليو 2006) شهدنا حملة ضارية في الصحافة العبرية على قادة الحرب، وتدخلت تلك الحملة في تغيير خريطة الأسماء والأحزاب.

وفي الجانب الفلسطيني لم يرسب أحد منذ قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وسيطر «أبوات» الثورة على نتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة في حركة «فتح»، رغم فشلهم في الحرب والسلام، وإدارة شؤون الحكم، وصراعهم على وكالات الطحين، ومطاعم الأكل الجاهز. واكتسح الرئيس محمود عباس ومساعدوه نتائج الانتخابات، وفشل معارضوه من الشباب، وتحولت العملية الانتخابية الى صراع أجيال على سلطة لم تفلح في إدارة الشؤون البلدية، فضلاً عن تحرير الأرض.

لا شك في أن الفلسطينيين استنسخوا النظام «الديموقراطي» العربي بكل تزويره وتزييفه، ولم يبق عليهم سوى التوريث، وفي انتخابات بيت لحم فاز الرئيس «أبو مازن» وأركان إدارته، وكأن ليس في الشعب الفلسطيني غيرهم ، فضلاً عن ان الانتخابات عززت مواقع قادة أمن سابقين، تركوا مواقعهم لسوء الأداء، وإذكاء الاضطرابات، والخلط بين أمن إسرائيل وأمن المواطن الفلسطيني، وظن البعض انهم خرجوا من السلطة الى الأبد، وهم جبريل الرجوب القائد السابق للأمن الوقائي في الضفة الغربية، ومحمد دحلان القائد السابق للأمن الوقائي في قطاع غزة، وتوفيق الطيراوي المدير السابق لجهاز الاستخبارات.

ان نتائج الانتخابات التي شهدها مؤتمر «فتح» في بيت لحم، مؤشر لا يقبل الجدل الى ان السياسيين الفلسطينيين يعيشون حالاً من الصراع المرير على السلطة. فعودة قادة الأمن السابقين تعني أننا سنشهد قريباً تكراراً للصور المؤسفة التي شهدناها قبل انتخابات العام 2005، وإن «فتح» أصبحت تتصرف كمنظمة أمنية، وليست منظمة للتحرير، فهذا التحالف الأمني بين «خصوم» الأمس، لا يبشر بهدوء أو انسجام بين «فتح» و «حماس»، ولا حتى بين الفتحاويين أنفسهم، ومعاودة اختيار هذه الأسماء، تعني ان الوفاق بين الفلسطينيين اصبح سراباً، وتكريساً لحماية المصالح وطموحات السلطة والصراع من اجلها، واستمراراً لحال العبث المهيمن منذ قيام الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق