ويؤكد الطبيب محمد الدويري رئيس شعبة أمراض الدم في مستشفى البشير في الأردن وجود ظاهرة نقص هذا الفيتامين بشكل عام لدى الكثير من المرضى ، وطالب بضرورة إخضاع هذه الظاهرة المرضية للدراسة أسوة بالأمراض الأخرى كالسكري وأمراض القلب.
وتكمن أهمية فيتامين B12 لجسم الإنسان في محافظته على سلامة أنسجة الأعصاب ، كما يدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء ويحافظ عليها بشكل جيد ، ويساعد أيضا على تحويل الطعام إلى طاقة وتقوية الجهاز المناعي عند الإنسان.
من الامثلة على المصادر التي يتواجد فيها: كبد البقر، وكبد الدجاج، والساردين، والسلمون المعلب، والتونة المعلبة ولحم الضأن والزبادي واللبن بدون دسم والبيض.
ما هي استخدامات فيتامين ب 12؟
يعتبر فيتامين ب 12هام جدا لتشييد الاحماض النووية التي تقوم بنقل الصفات الوراثية عبر الأجيال خلال الخلايا ولذا فان الخلايا التي تنقسم وتتكاثر بسرعة تحتاج الى كمية كبيرة من هذا الفيتامين الذي يعمل يدا بيد مع حمض الفوليك.
كما ان هذا الفيتامين يساعد على المحافظة على سلامة نخاع العظم، كما يساعد على تكوين مادة الميلين (Myelin) التي تغطي وتحمي الاعصاب، وحيث ان النباتيين الذين يتغذون فقط على المشتقات النباتية هم اكثر عرضة لمرض الانيمياء الخبيثة حيث لا يتناولون اللحوم او المصادر التي يوجد بها مثل هذا الفيتامين والاطفال الذين يعانون يولدون من أمهات نباتيات يعانون من نقص في هذا الفيتامين حتى لو كانت الأمهات صحيحات ويجب تعويض هؤلاء الأطفال بفيتامين ب 12، وذلك باعطائهم اطعمة تحتوي على هذا الفيتامين.
ما هي الجرعة المطلوبة يوميا من فيتامين ب 12؟
إن الجرعة اليومية المطلوبة من هذا الفيتامين صغيرة جدا فهي تعادل 2ميكروجرام في اليوم للشخص البالغ اما المرأة الحامل أو المرضع فانها تحتاج الى 2.2ميكروجرام في اليوم.
متى يحدث النقص هذا الفيتامين؟
يحدث النقص في هذا الفيتامين لدى الأشخاص الذين لا يتناولون طعاما متوازنا لمدة طويلة، وعلى هذا فالنقص في فيتامين ب 12ليس شائعا الا في الأشخاص الذين يتغذون فقط على النباتات، والشخص الذي يتناول طعاما متوازنا يكون لديه مخزون في الكبد من فيتامين ب 12يكفيه لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
من أعراض نقص هذا الفيتامين الهام للغاية : فقر الدم والإصابة بالأنيميا وهشاشة العظام وتلف دائم بالمخ والأعصاب والشعور بالتعب والإرهاق العام والدوار واضطراب الذاكرة ، والإمساك وفقدان الشهية للطعام ونقص الوزن والشحوب وحدوث نمنمة في الأطراف ، واضطراب التوازن والشعور بالكآبة والارتباك والانطواء وحدوث تقرحات في الفم واللسان.
ويؤكد الدكتور الدويري أن الأسباب الحقيقية وراء نقص فيتامين B12 غير معروفة تماما ، ولكن يمكن ربطها بعوامل بيئية أو غذائية أو مائية أو وراثية ، ويضيف الدويري أن عدم تناول الإنسان للمواد الغذائية من أصل حيواني كاللحوم والدجاج والبيض والحليب والألبان و الاسماك بكميات كافية لمدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات كفيل للإصابة بأعراض نقص الفيتامين B12 .
كما بينت الدراسات الطبية أن من أحد عوامل نقص فيتامين B12 في جسم الإنسان يعود إلى فقدان المعدة لإنزيم خاص يساعد على امتصاص المواد الغذائية في الدم مرورا بالأمعاء الدقيقة ، ويوضح الدكتور الدويري أن علاج المرضى المصابين بنقص هذا الفيتامين يكون في إعطائهم لحقن ( إبر) شهرية خاصة تساعد الجسم على امتصاص المواد الغذائية ، وقد يستمر هذا العلاج للأبد في حال كان نقص فيتامين B12 حادا لدى المصاب.
من جهة أخرى أكد الكثير من الخبراء على ضرورة إجراء فحوصات الدم الشاملة بشكل دوري مع ضرورة التوقف فورا عن الحمية الغذائية غير المبررة أو المدروسة ، وأن يكون غذاء الإنسان متوازنا وشاملا لكافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق