الكاتب المصري يوسف السباعي، وإلياس فريج رئيس بلدية بيت لحم، والشيخ هاشم الخزندار، وظافر المصري رئيس بلدية نابلس، ومصطفى دودين رئيس روابط القرى، وأسماء فلسطينية كثيرة تمت تصفيتهم، أو اتهامهم بالخيانة لأنهم جنحوا للسلام، أو تجرؤوا في التحدث عن ضرورة التفاوض مع إسرائيل، لتصدر الأوامر بتصفيتهم من قيادات فلسطينية تتنقل اليوم عبر الحواجز الإسرائيلية، وتنسق مع إسرائيل، بينما الفلسطيني الذي نفذ القتل بدافع وطني ما يزال في السجن، وأعرف أحدهم، كان معي في إحدى غرف سجن نفحة الصحراوي!.
الغريب أن بعض أوامر تصفية المتهمين بالعمالة لإسرائيل قد تمت دون تحقيق، ودون محاكمة عادلة، ودون تروٍ، وقد صدرت أوامر التصفية عن مكاتب تشابه مكتب الأخ القائد الفتحاوي الكبير حكم بلعاوي، وعن مدير مكتبة القائد المناضل عدنان ياسين في تونس، والذي تبين فيما بعد أنه هو الجاسوس لإسرائيل، والأغرب أن الذي أصدر الأمر بتصفية من تم اتهامهم بالانهزامية، والتراجع عن خط الثورة، ورفض المقاومة، والدعوة إلى السلام مع إسرائيل، هو ذاته الذي يصدر اليوم الأوامر بتصفية المقاومين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، وقد صار من أنصار اتفاقية أوسلو، وصار مؤيداً للتفاوض مع إسرائيل إلى الأبد.
فما الذي استجد؟ هل انتهى الاحتلال؟ هل انتهى الاستيطان؟ هل تحررت القدس، هل تحرر الأسرى؟ هل هزمنا إسرائيل، وأخضعنا جيشها، ولذا يجب عدم التعرض للمستوطنين بالأذى أثناء رحيلهم عن فلسطين! ما الذي استجد ليحارب المقاومة من أطلق النار حتى الموت على من تجرأ، وقال يوماً: نعم للمفاوضات مع إسرائيل!.
فمن يا هذا نزّهَكَ؟ ومن الذي خلّاكَ صاحب الأمر والنهي، ومن الذي شرّع لسيفك قتل من تشاء باسم الثورة والنضال مرة، وقتل من تشاء باسم الثورة واتفاقية أوسلو مرة ثانية، وكأنك يا هذا من سلاسة الإمبراطور قسطنطين، عندما عبد الأوثان كان دين الإمبراطورية الرومانية كلها، وعندما اعتنق المسيحية صارت دين الإمبراطورية كلها، وصارت أمه هيلانة إمبراطورة. فمن خلاكم أباطرة أيها الغارقون، وأنتم المخطئون؟
على مؤتمر "فتح" أن يحاسب، وعلى شعبنا أن يحاسب، وعلى فلسطين أن تحاسب، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تأثر لدماء الفلسطينيين والعرب الأبرياء في المرتين، في المرة التي سبقكم فيها الشيخ الخزندار للذي أنتم له اليوم عابدون، وفي المرة التي تسيرون فيها أبعد مدى من طريق إلياس فريج، الذي لم يجعل من المقاومة خارجة عن الصف الوطني، فإذا بكم عليها حاقدون!! فمتى يا أباطرة الخديعة والمهانة، متى تنصرفون؟
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة - faye
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق