الأربعاء، 19 أغسطس 2009

يا «حماس».. مالكم وللسلفية الجهادية .... صالح بن شعيب

لا ادري في أي قرن نحن أو أي سنة أو أي شهر أو أي يوم، هل هي الأيام الخداعات التي تحدث عنها الرسول محمد عليه السلام؟، أي إنسان هذا الذي يقتل أخيه الإنسان بدم بارد؟ وأي ايدولوجيا أو دين هذا الذي يمنح الحق لبشر أياً كان أن يسفك دم الآخر؟، إنها الجاهلية العمياء، ليست جاهلية القرن العشرين وإنما جاهلية القرن الواحد والعشرين يا «حماس».

ليس غريباً أن تدافع الشعوب عن نفسها في مواجهة المحتل والغازي وليس غريباً أن تكون المذابح بينهما وتسيل الدماء شلالات ولكن الغريب ما نراه بعصرنا أن يقتل أبناء الدين الواحد بعضهم بعضاً، وان يباع الدم ويشترى في سوق النخاسة وان تتسابق قيادات الأنظمة والتنظيمات والقبائل ممن يدعون الإسلام لخدمة أعدائهم في مسلسل من الهزائم لا ينتهي ولا نرى له أفقاً.

كنا نحذر «حماس» من دخول أتون السياسة تحت الاحتلال لكن الدنيا الغرورة تأبى إلا أن تجر الطالبين لزينتها إلى مهالك الردى، وها نحن أمام حالة إجرامية نرفضها من أعداء هذه الأمة فكيف ممن يدعون أنهم حماتها، فماذا أبقت لنا «حماس» لندين به الأعداء بعد أن استهدفت مسجداً من مساجد الله واستهدفت رجالاً يعدون أنفسهم لملاقاة أعداء الله وقتلت منهم اكثر من عشرين رجلاً مؤمناً يحتاج العدو حرباً شاملة ليصل إليهم، فهنيئاً لك يا «حماس» بانجازك الرائع وهنيئاً لليهود والأمريكان بقدرتكم على ضبط الأمن ومنع استمرار الاشتباك معهم.

كنا نشتم حركة «فتح» بمنهجها وطريقة تعاملها مع الحالة الإسلامية والجهاد في بيت المقدس وها انتم سبقتم «فتح» في الإيذاء والقتل في مشهد دموي يفوق الأحد الأسود، وانتهاك مسجد خليل الرحمن من قبل المتطرف اليهودي باروخ جولدشتاين مع الفرق أن هناك من الإذاعات من يطبل ويزمر لكم ويغطي إجرامكم.

ما ذنب السلفية الموحدة يا «حماس»، ولماذا كل هذه الأكاذيب والتلفيقات التي أصبحت ممجوجة وأصبح ظاهراً للعيان أنها حالة جنونية من الاستفراد والإقصاء لكل من يخالف رأيكم دون النظر إلى شرع أو دين، فالشرع ما تريدون والدين ما تقرون والكل مدان إلا إذا وافقكم الرأي؛ ومع أن خطيبهم ابو النور المقدسي قال «نحن خدماً لكم ان طبقتم الشرع والحكم بما انزل الله» إلا أنكم آثرتم قتله إرضاءً لمن؟ لا ندري!.

وفي الواقعة نتوقف عند بعض النقاط :

أولاً : رحم الله من استشهدوا قتلاً وغدراً على يد «حماس» وجنودها وتقبلهم الله في عداد الشهداء وجعلهم في طوبى الغرباء الذين أرادوا أن يصلحوا ما أفسدت «حماس».

ثانياً : إن الذين استشهدوا ليس لهم ذنب إلا أن قالوا ربنا الله وأرادوا أن يعلنوا للعالم أن فلسطين وبيت المقدس امارة إسلامية وليست يهودية كما تتسابق «حماس» و«فتح» على الرضى بدويلة داخل حدود مايسمى بـ (67).

ثالثاً : ليست أول مرة تقتل فيها «حماس» وتتهم من قتلتهم بتهم جاهزة معلبة، فلم يسلم من شرها احد منذ انفصالها عن السلطة «غير المفهوم» فهو أمر دبر بليل استجابة للقرارات الخارجية التي تستقي وترضع من نفس مشرب الصهيونية فقد قتلت «حماس» أبناء الشعب الفلسطيني من (فتح، والجهاد الإسلامي الذين سبقوهم في الجهاد، والسلفية الجهادية) وهي على استعداد لقتل كل من يعارض لهم رأياً، عدا عن المعتقلين من كافة التنظيمات السلفية مثل : (جيش الإسلام، وجيش الأمة).

رابعاً : إن قرار استئصال أبناء السلفية أُخذ على جميع المستويات : السياسية والعسكرية والأمنية مسبقاً فالجيش والامن الحمساوي يحاصر مسجد ابن تيمية منذ أسبوع، وفي يوم الجمعة ومن على المنبر يعطي إسماعيل هنية الأمر بالقتل الجماعي قائلاً: «لا يوجد احد من هذه التنظيمات على ارض غزة»، والمقصود من ذلك!!: «لا تبقوا أحداً منهم على ارض غزة» هكذا تفهم يا إسماعيل.

خامساً : الى خالد مشعل.. إذا كان المهاجر السوري قدم بإيعاز منك وكنت تعلم صدق سريرته وقدراته ليدرب شبابكم في غزة وكنت تريد من دخوله إلى القطاع الالتفاف على السلفية المتحولة في «حماس» واستيعاب الصادقين منهم واستخدامهم للضربات الداخلية ضد المعارضين وأبناء الشعب الفلسطيني وكما أفاد شخص مقرب منك «انك كنت تخطط مع الإيرانيين لتشكيل نهج سلفي على الخط الإيراني» وبالتالي تنفذ مخطط إيران في ضرب المعارضين لنهجها وتشوه صورة السلفية، ولكن المهاجر تبين له الأمر فآثر الموت وهو في صف الدين والمسلمين موحداً لله على أن ينفذ برنامجك التآمري.

سادساً : من يقتل المسلمين الموحدين من السلفية في غزة الآن يا «حماس»؟ أليسوا هم الذين تدربوا في إيران ممن يظنون أنكم على حق وأنكم تريدون تحكيم كتاب الله في غزة؟ تغرر بهم القيادة السياسية التي تلتقي مع الأمريكان واليهود والرافضة التي تعبث في الأمن المصري والسعودي حيث يذهب الشباب الصادق ليتدرب في إيران عبر مصر والسعودية، يذهب وهو من أهل السنة وتغير له الجوازات من السفارات الإيرانية والمكاتب الخاصة بالشيعة ليعود متشيعاً سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً يرتبط بالأمن الإيراني وينفذ مشروع الشيعة ويعتقد انه سني!! أليس هؤلاء من يقتلون السلفية الذين يعرفون خباياكم ويصدحون بالحق في غزة؟.

سابعاً : إن ما يستغرب حقيقة، انه كان بالإمكان تفادي كل هذه الإشكالية لكن لله أمر في فضح نوايا «حماس»، وإسقاط ورقة التوت عن «الإخوان المسلمين» الذين ساعدوا بإسقاط طالبان ونواة الدولة الإسلامية في أفغانستان، والذين شاركوا في إسقاط العراق وتولوا أول حكومة (حكومة بريمر) في العراق، وهم الذين تآمروا على عبّاس مدني وعلي بالحاج في الجزائر ....الخ. وهم الذين يخدعون ويتاجرون بـ «حماس» في فلسطين فكانت إرادة الله أن يكشف سترهم بموت ابناء مسجد ابن تيمية ليسقط آخر ورقة توت عن الإخوان وليبعث الله ممن سعوا لتجديد هذا الدين في اكناف بيت المقدس شهداء وقادة.

ثامناً : إلى ابناء «حماس» الصادقين.. انتم على مفترق طرق وعليكم حسم أموركم، هل تتحملوا وزر هذه الدماء؟ أم تعلنوا موقفاً لله ورسوله وللمؤمنين؟.

تاسعاً : إلى أبناء السلفية في كل مكان تريثوا واصبروا وصابرو وادعوا إلى الإسلام الصحيح البين.

والى هؤلاء الذين يقدمون المال دعماً لـ «حماس».. انتم شركاء في هذا الدم لأن «حماس» لم تصن ما تقدموا لهم واختلط المال الصالح من أيديكم بمال إيران الفاسد فأفسده وانقلب فساده على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المخلصين من أبناء السلفية.

عاشراً : سينال كل من شارك في هذه الجريمة عقابه في الدنيا والآخرة وكل من سكت عليها وكل من سخر بوقه الإعلامي لخدمتها، «والدم دين يا حماس» وليس أسوأ عند الله من القتل العمد وانتم الآن قتلة، وقد بدأتم مشوار الدم والقتل البارد، وأثبتم في كل أقوالكم أنكم حركة سياسة بل حركة باطنية وليست إسلامية، وتخليتم عن مسؤولية التحرير بأطروحاتكم وأوغلتم صدور الناس عليكم، فهل ستنام لكم عين قريرة بعد هذه المجزرة؟؟ أم ستقولون كما قال الحجاج في موت سعيد ابن جبير (مالنا وللسلفية الجهادية)؟».

ومهما تكن التبريرات غير المقنعة التي ساقتها «حماس» لقتل هذه الفئة المؤمنة إلا ان التبرير الاقوى هو ان مشروع «حماس» السياسي ارادت به ان تقدم اوراق اعتماد للمشروع الدولي وفي مقدمتها محاربة الارهاب (الاسلام والمسلمين) فتجرأت الى حد سفك دماء الشباب المسلم دون أي اعتبار شرعي او قيمي لعلها تلقى القبول في المحفل الدولي، لكننا نتساءل : هل ستلقى «حماس» القبول عند الله الذي تهون عليه حجارة الكعبة ولا يهون عليه دم المسلم؟.

على «حماس» ان تراجع دينها وتحاسب نفسها قبل ان يحاسبها الناس ورب الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق