الأحد، 1 مارس 2009
مواطنو اسرائيل انتخبوا حماس / بقلم: شاؤول اريئيلي / هارتس1/3/2009
في انتخابات الكنيست الثامنة عشرة حسم مواطنو اسرائيل ايضا مستقبل القيادة الفلسطينية. احتمالية نجاح محمود عباس ونهجه السياسي في البقاء والصمود في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو، على غرار ياسر عرفات في 1996 ضئيلة جدا. غياب العملية السياسية وتعزز شكيمة حماس المتوقع بسبب ذلك، سيتسبب في رحيل فتح عن الحلبة السياسية والانضام لحماس او اخلاء مكانها لها. عرفات اضطر لمراقبة نتنياهو الذي اعتبر "دولة م. ت. ف" خطرا وجوديا، وهو يشكل حكومة اليمين. احداث "نفق المبكى"، والضغط الامريكي، والحرب المؤقتة ضد الارهاب وتأييد اغلبية الجمهور للعملية السياسية، كلها تمخضت فقط عن "ثمار سياسية – بروتوكول الخليل ومذكرة واي – الا انها منعت الغاء العملية". م. ت. ف لم تفقد صدارتها لحماس حتى عندما الغى نتنياهو المفاوضات حول التسوية الدائمة وقلص الانسحابات التي حددت في الاتفاق الانتقالي، وادى الى مضاعفة عدد الاسرائيليين في المناطق. عباس نجح في البقاء خلال فترة حكم ايهود اولمرت بفضل تأييد الدول العربية المعتدلة واغلبية الاسرة الدولية والمساعدة الامريكية ووجود الجيش الاسرائيلي في الضفة. حكومة نتنياهو الثانية تعني زيادة شدة الظروف التي يعيش فيها: رفض اسرائيلي للبحث في المبادرة العربية، وغياب وثيقة ملزمة اثر عملية انابوليس، وسيطرة حماس على غزة الاخذة في مراكمة الشرعية اثر عملية "الرصاص المصهور" وتعزز مكانة "المعسكر الايراني"، والاقتصاد المختنق وزيادة اضافية في عدد المستوطنين. ان نجح نتنياهو في التغلب على الضغط الامريكي وعلى المقاطعة من قبل اوروبا والدول العربية سيضطر فقط لتنفيذ "تركة" اولمرت وتسيبي لفني وايهود باراك على الارض فقط. ان نجح افيغدور ليبرمان في تقييد محكمة العدل العليا في القضايا الامنية، سيكون بامكان نتنياهو ان يستكمل الجدار الفاصل في مسار يقطع اوصال الضفة. بامكانه ان يستجيب لمطلب الاتحاد الوطني "بتبيض" البؤر الاستيطانية، بروحية الاتفاقيات التي عقدها ايهود باراك مع المستوطنين. هو سيطلق العطاءات للبناء في المستوطنات داخل الجدار و "الثلاثية" التي قدست مسار الجدار في الحدود المستقبلية، لا يمكنها ان تعترض من صفوف المعارضة. التململ والهيجان اللذان سيزدادان في الضفة سيصبحان بالنسبة لنتنياهو ذريعة للابقاء على مئات الحواجز العسكرية التي خنقت الاقتصاد الفلسطيني، ويمكن لباراك حينئذ فقط ان يملأ فمه بالماء. رد الفعل على الانتخابات في اسرائيل كان تسريع الحوار بين حماس وفتح بدعم مصري من اجل اقامة عنوان فلسطيني يواجه مغادرة اسرائيل المتوقعة لعملية انابوليس ومع مطلب ليبرمان بالقضاء على حماس، اي خرق اتفاق التهدئة الجديد ان تم التوصل اليه. ان نجحت عملية المصالحة الفلسطينية فستتنازل حماس عن بيانها بصدد اقامة م.ت.ف جديدة وتنضم للمنظمة القائمة – هذه الخطوة التي ستعزز النداءات الداعية لادخال "المقاومة" لبرنامج م.ت.ف واشتراط التزامها بالاتفاقيات باحترام هذه الاتفاقيات من قبل اسرائيل. غياب العملية السياسية الملموسة سيدفع فتح، بعد ستة عشرة عاما من اتفاق اوسلو للاعتراف بان قرارها الاستراتيجي باختيار الدرب السياسي والتخلي عن "الكفاح المسلح" قد فشل. ومن هناك سيصبح الطريق قصيرا لسيطرة الاجندة الحمساوية على م ت ف المعترف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وهكذا ولشدة الهزل، سنرى نتنياهو وليبرمان وهما يجريان المفاوضات مع م ت ف ذات المواقف الحمساوية بسبب الضغوط الدولية التي ستمارس على اسرائيل لدفع حل الدولتين لشعبين للامام. من الممكن الافتراض، انه لن يرغب احد في البحث في بديل الدولة الواحدة بين النهر والبحر، لان اغلبية المواطنين سيكونون في هذه الدولة من الفلسطينيين . "قانون المواطنة" الذي طرحه ليبرمان سيكون مثل الضربة المرتدة بالنسبة لنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق