الأربعاء، 25 مارس 2009

عباس، وشاليط، ودبيكا، والمنطق ....بقلم: د. فايز أبو شمالة

نقل عن وكالة رويترز للأنباء؛ أن السيد محمود عباس دعا الأوروبيين إلى عدم تخفيف الحظر المفروض على التعامل مع حماس، ويحذر من أن خطوة كهذه قد تعيق المصالحة الفلسطينية، وتشجع حماس على عدم الاعتراف بشروط الرباعية، ورغم نفي "رياض المالكي" أنه نقل رسالة سابقة المضمون إلى بروكسل، إلا أن وكالات الأنباء ذاتها قد نقلت عنه شخصياً القول: إن خطوات التقارب الأوروبية مع حماس قد تقوض محادثات الوحدة بإعطاء حماس انطباعاً عن تغيير مواقف الاتحاد الأوروبي منها سواء وافقت على الاتفاقات الانتقالية أم لم توافق. إن في هذا الكلام الخطير نفي للنفي الذي صدر عن المالكي نفسه، ويعيدني إلى خبر نشره موقع "دبيكا" العبري التابع للمخابرات الإسرائيلية منذ عدة أيام، ورفضت تصديقه؛ إذ قالت المصادر الشرق أوسطية في الموقع: بعدما تم تبادل الأسماء بين حماس و(إسرائيل) بشأن إتمام صفقة تبادل الأسرى، جاء من القاهرة يوم الخميس الماضي في 19-3 أن المحادثات قد توقفت لأجل تسهيل إقامة حكومة وحدة فلسطينية.

لقد ذهب بعض الكتاب في تحليل الربط بين إقامة حكومة وحدة فلسطينية، وصفقة تحرير الأسرى إلى القول: إن نجاح صفقة تبادل الأسرى سيفتح الطريق إلى نجاح الحوار الفلسطيني، الذي سيفضي إلى فتح المعابر، وتعمير غزة، بالتالي ترفض (إسرائيل) عملية التبادل في اللحظة الأخيرة كي تفشل الحوار الفلسطيني، ولكن موقع "دبيكا" العبري قال كلاماً غير ذلك، وربط بين موافقة واشنطن، وبروكسل على البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية العتيدة كشرط لإتمام صفقة تبادل الأسرى، أي أنه سيتم تحرير "شاليط" إذا تمت الموافقة الأمريكية على نسخة البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية، وإن لم يتم فلن يتحرر "شاليط".

المؤكد أن هنالك رابطاً ما بين إنجاح صفقة التبادل، وما يلي ذلك من تهدئة بين حماس وإسرائيل، وفتح المعابر، وتعمير غزة، وبين توقف كل ذلك للضغط على حماس كي توافق على شروط الرباعية، وهنا نحن أمام تفسيرين لتأخر صفقة تبادل الأسرى، وتحرير شاليط، ولأننا لا نفترض سوء النية المبيت، كذبنا الربط بين نجاح صفقة شاليط، وفتح المعابر، والتهدئة التي ستعطي لحماس قوة تفاوضية في حوار القاهرة، إلى أن جاء الخبر عن وكالة "رويتر" للأنباء ليصب في خانة الشك في وجود تنسيق ما بين عباس و(إسرائيل) يهدف إلى تأخير قضية الإفراج عن شاليط، وتأخير الاتفاق على التهدئة، وتأخير فتح المعابر إلى أن يتحقق التوافق الفلسطيني، وهذه بعض وسائل الضغط على حماس كي تبدي تنازلاً في حوارات القاهرة، ومن هنا يمكن تصديق تهديد عباس بحل السلطة الفلسطينية في حالة اتفاق (إسرائيل) مع حماس على التهدئة، وإطلاق سراح الأسرى، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، لأن ذلك سيشكل الضربة القاضية لسلطة أعطت كل شيء، وتنتظر الإسناد في المقابل.

ينهي موقع "دبيكا" تقريره بالقول: إن طريق تحرير "شاليط" طويلة ما دامت قد ارتبطت بالوحدة الفلسطينية، والتوافق على برنامج حكومة الوحدة الفلسطينية. ومعنى ذلك بالفلسطيني: إذا كانت صفقة تبادل الأسرى وسيلة للضغط على حماس، والأسرى الفلسطينيين، فما أطول بال حماس، وما أوسع صدرها، وما أعمق صبرها!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق