لقد ذهب بعض الكتاب في تحليل الربط بين إقامة حكومة وحدة فلسطينية، وصفقة تحرير الأسرى إلى القول: إن نجاح صفقة تبادل الأسرى سيفتح الطريق إلى نجاح الحوار الفلسطيني، الذي سيفضي إلى فتح المعابر، وتعمير غزة، بالتالي ترفض (إسرائيل) عملية التبادل في اللحظة الأخيرة كي تفشل الحوار الفلسطيني، ولكن موقع "دبيكا" العبري قال كلاماً غير ذلك، وربط بين موافقة واشنطن، وبروكسل على البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية العتيدة كشرط لإتمام صفقة تبادل الأسرى، أي أنه سيتم تحرير "شاليط" إذا تمت الموافقة الأمريكية على نسخة البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية، وإن لم يتم فلن يتحرر "شاليط".
المؤكد أن هنالك رابطاً ما بين إنجاح صفقة التبادل، وما يلي ذلك من تهدئة بين حماس وإسرائيل، وفتح المعابر، وتعمير غزة، وبين توقف كل ذلك للضغط على حماس كي توافق على شروط الرباعية، وهنا نحن أمام تفسيرين لتأخر صفقة تبادل الأسرى، وتحرير شاليط، ولأننا لا نفترض سوء النية المبيت، كذبنا الربط بين نجاح صفقة شاليط، وفتح المعابر، والتهدئة التي ستعطي لحماس قوة تفاوضية في حوار القاهرة، إلى أن جاء الخبر عن وكالة "رويتر" للأنباء ليصب في خانة الشك في وجود تنسيق ما بين عباس و(إسرائيل) يهدف إلى تأخير قضية الإفراج عن شاليط، وتأخير الاتفاق على التهدئة، وتأخير فتح المعابر إلى أن يتحقق التوافق الفلسطيني، وهذه بعض وسائل الضغط على حماس كي تبدي تنازلاً في حوارات القاهرة، ومن هنا يمكن تصديق تهديد عباس بحل السلطة الفلسطينية في حالة اتفاق (إسرائيل) مع حماس على التهدئة، وإطلاق سراح الأسرى، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، لأن ذلك سيشكل الضربة القاضية لسلطة أعطت كل شيء، وتنتظر الإسناد في المقابل.
ينهي موقع "دبيكا" تقريره بالقول: إن طريق تحرير "شاليط" طويلة ما دامت قد ارتبطت بالوحدة الفلسطينية، والتوافق على برنامج حكومة الوحدة الفلسطينية. ومعنى ذلك بالفلسطيني: إذا كانت صفقة تبادل الأسرى وسيلة للضغط على حماس، والأسرى الفلسطينيين، فما أطول بال حماس، وما أوسع صدرها، وما أعمق صبرها!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق