الأحد، 1 مارس 2009
قُبلة فلسطينية على جبين مصر!!! ...بقلم : د. فايز ابو شمالة
لا بد أن نشكر مصر، ونقدر لها إصرارها على احتضان الأمل الفلسطيني بإنجاح الحوار، ونعترف لها بجميلها في تحقيق اللقاء الفلسطيني بهدف المصالحة، ورغم ما يكتم أنفاس الفرحة من خوفٍ، ويخنق الثقة من حذرٍ لما قد تفاجئنا فيه الأيام، فإن مصر غيمة الفلسطينيين المحملة بالمطر، ومصر بساطهم الأخضر الذي يفترشونه وقت الخطر، وقد نجحت حتى اللحظة في تقريب وجهات النظر، وهي تدرك دلالة التقاء الطرفين المختلفين، وجدوى احتكاك المتحاورين بالملفات الساخنة، واحتكامهم للمصلحة الوطنية العليا، لقد أدركت مصر أن اللقاء الثنائي بين فتح وحماس هو الشرارة التي أشعلت نار الرغبة لديهم في التخلص من حالة الوجع الذي مغصت قلب كل فلسطيني مخلص، وعربي أمين. لم ينته الدور المصري في تحقيق اللقاء، وتوزيع العمل على اللجان، نحن بحاجة إلى مصر على طول الطريق، وإلى التأكيد على نقاء العلاقة المصرية الفلسطينية، وخصوصيتها، ونظافتها من شوائب الانقسام أكثر من قبل، ولاسيما أن الحرب على المصالحة الفلسطينية ستشتد، وكلما اقترب الطرفان المنقسمان إلى الوفاق، كلما تصاعد الهجوم على مصر الراعية للحوار أولاً، وعلى الأطراف المتحاورة ثانياً، لأن المتشككين، والمعترضين، والرافضين، والساعين بالضراء كثر، ولن ييأسوا أبداً في إفشال الحوار، ولاسيما أولئك الذي تبطش بهم المصالحة، وإذا كانت الدولة العبرية على رأس الكارهين للوفاق الوطني الفلسطيني، والساعين لإفشاله بكل الطرق، فإن في ساحتنا الفلسطينية من لم تصفُ سريرتهم، ومن يوجعهم الوفاق، ويحرق قلبهم اللقاء، ولن يكلوا أبداً، ولن يوقفوا حربهم على فلسطين، وستخرج علينا رؤوس الفتنة قريباً لتبدأ الوسوسة: أين دماء الضحايا؟ أين الشروط التي وضعت لتحقيق المصالحة؟ أين الكرامة الحزبية؟ وسيخرج من يحرض على الفتنة، ليقول: لا تصالح ولو منحوك الذهب، لا تصالح على الدم حتى بدم، وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك، بيدٍ سيفها أثكلك، وسيقال الكلام الكثير الهادف إلى العبث والتدمير لروح الأخوة الفلسطينية التي سادت في مؤتمر الحوار. لهؤلاء نقول: لا يوجد مهزوم ومنتصر بين الإخوة، والتنازل في البيت الواحد يؤدي للعمار، والتشدد على المواقف يقود للخراب، ولطالما كان إنهاء الخلاف بين المرأة وزوجها دون تفتيش لمصلحة الأولاد، ومصلحة الوطن التي هي أهم من الكرامة الشخصية لأحد الطرفين، وما دُمْنا نتحدث عن وفاق فإن الرابح الأكبر من تراجع طرف، أو تنازل آخر هو الوطن بمجمله، فالتنازل هنا واقع ضمن البيت الواحد، ومادام التنازل للأخ سيبني، فنعم التنازل، وبئس التشدد الذي ستكبر معه حصة طرف ليخسر الوطن بشكل عام. ستفضح الأيام الفلسطينية القادمة وجدان رعاة الخلاف، والشقاق، الذين تنفسوا راحة أغراضهم، واطمئنان مصالحهم طوال فترة الانقسام، ليختنقوا اليوم من هواء مصر الذي وحد أنفاس الفلسطينيين، وهم يشهقون الثقة بالنفس، ويزفرون الشك والأوهام.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق