وقال المسئول عقب مغادرة موفدين إسرائيليين القاهرة بعد محادثات حول ملف شاليط: حصل تقدم في موضوع الصفقة، إلا أن الخلافات لا تزال على حالها، الجانب الإسرائيلي قدم مقترحات جديدة، وهذا لا يعني أن الصفقة باتت قريبة".
ذكر المراسل العسكري يؤاف ليمور للتلفزيون الإسرائيلي نقلا عن مصادر عسكرية مطلعة أن المباحثات التي أجراها رئيس الشاباك يوفال ديسكن والمبعوث عوفر ديكل حول قضية شليت اقتربت من النهاية والخلاف الوحيد الذي بقي بين إسرائيل وحماس هو شرط إسرائيل إبعاد 100 أسير من الأسرى ( الكبار ) الذين قتلوا عدد كبير من الإسرائيليين فإسرائيل طالبت بإبعادهم إلي كل من اليمن وسوريا ودول أوربيه أما حماس قد رفضت الأمر ووافقت علي إبعاد عدد اقل من 100 أسير .
وأضاف المراسل يقول بان وزراء الحكومة الذين سيجتمعون غدا الثلاثاء سيصابون بالذهول عندما سيسمعون أسماء الأسرى الذين وافقت إسرائيل الإفراج عنهم مقابل استعادة شاليت.
يشار هنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يجتمع في هذه الأثناء مع كل من ديسكن وديكل في مقر وزارة الحرب في تل أبيب ويستمع إلي تقريرهما حول المفاوضات التي أجروها في القاهرة
من جانب آخر ذكر مصدر عسكري بان الإفراج عن المعتقلين الكبار الذين قتلوا عدد كبير من الإسرائيليين في الضفة الغربية يعني عودة العمليات الاستشهادية في عمق المدن الإسرائيلية وفي قلب المستوطنات في الضفة الغربية.
الثاني: مهندس إسرائيل في صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني..
أحمد الجعبري وعوفر ديكل لاعبان جديدان شهدتهما المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر حاليا بين إسرائيل وحماس بشأن مبادلة الأسرى، والمنتظر أن تحسم خلال الأيام القليلة المقبلة.
فبينما يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت في مبعوثه الجديد للمفاوضات "ديكل" ورقة إنقاذ يختتم بها ولايته بصفقة مشرفة لاسترجاع الجندي الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية وقضايا الفساد الداخلي، حشدت "حماس" كل ما تستطيع من قوى في وفدها المفاوض لانتهاز ما تراه "فرصة سانحة" لإطلاق سراح نحو ألف أسير فلسطيني بينهم 450 من قيادات الحركة وفصائل المقاومة الأخرى.
وكشفت مصادر سياسية فلسطينية مطلعة لمراسلنا أن الجعبري الذي يوصف بأنه "رئيس أركان" كتائب القسام قد وصل إلى القاهرة قبل أربعة أيام ليرأس وفد حماس في مفاوضات تبادل الأسرى التي يرأس الوفد الإسرائيلي بها "ديكل".
ونسب الإعلام الإسرائيلي للجعبري التخطيط لعملية أسر شاليط في منتصف يونيو 2006، وللجعبري تاريخ مع الأسر منذ كان في الـ17 من عمره حيث حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 13 عاما، قضى منها 11 عاما، وعرض عليه الإفراج بعدها شريطة توقيع تعهد بترك العمل العسكري فرفض وقضى باقي محكوميته، وبعد خروجه أنشأ "جمعية النور للأسرى والمحررين" وتقلّد مسئولية لجنة الأسرى بحركة "حماس".
مع قرب مرور ألف يوم على أسر شاليط، وفشل كل الوسائل الأخرى في استرجاعه، وفيها حرب الـ22 يوما على غزة، والحصار واعتقال نواب ووزراء من "حماس"، فضلا عن قضايا الفساد التي أثقلت ملف أولمرت، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل الاستعانة بـ"ديكل" لإنهاء الصفقة التي جعلت إسرائيل التقدم فيها شرطا لتهدئة أوسع مع حماس وإنهاء حصار غزة، والسماح ببدء إعادة إعمارها.
والتحق ديكل بجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" وهو في الـ25 من عمره، وقضى به قرابة 30 عاما، أتقن خلالها اللغة العربية وتدرج في عدة مناصب كان أبرزها رئيس قسم "شئون إسرائيل والأجانب" بالجهاز.
كما تولى رئاسة منطقة رام الله بالجهاز، ومنطقتي القدس والضفة المحتلتين عام 2000، ما أتاح له فرصة إقامة صداقة قوية مع أولمرت الذي كان وقتها رئيسا لبلدية القدس، وجمعهما حبهما لرياضة الجري.
وبعد أيام قليلة من انتهاء حرب لبنان في يوليو 2006، وتحديدا في 18 أغسطس استدعى أولمرت ديكل ليقلده منصبه الجديد كمبعوثه في مفاوضات تبادل الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف الأسيرين لدى حزب الله، واستطاع ديكل إقناع معارضي الصفقة من أعضاء الحكومة آنذاك، بأن ثمن الصفقة منخفض نسبة إلى صفقات أخرى.
وفي يوليو 2008 سجل ديكل في تاريخه إتمام صفقة التبادل ما بين إسرائيل وحزب الله بوساطة ألمانية، والتي تم بموجبها إعادة رفات الجنديين الإسرائيليين وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم سمير القنطار، إلى جانب نحو 195 جثمانا لمقاومين عرب.
رسالة شاليط
ويواجه أولمرت ضغوطا من الرأي العام الإسرائيلي لبذل مزيد من الجهد وإبداء قدر أكبر من المرونة للإفراج عن شاليط، الذي تتفاعل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع قضيته بقوة في محاولة لاستدرار التعاطف معه.
ومن آخر ما نشر في هذا الشأن رسالة طويلة أوردتها عائلة الجندي الأسير على لسانه، ونشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الإثنين، قال فيها: "لـو تعـلمون ما يمـر عليّ وكيف أعيش يـوما بيـوم وساعة بساعة ولحظة بلحظة، لأدرّكتم أنه لا يوجد ثمن للخوف ولا للاشتياق ولا لخيبة الأمل، أحلم كيف سأعود إلى البيت وكيف سيكون اللقاء مع الأهل، ولكن الأمر في كل ليلة يعود لنقطة البداية، وأبقى أفكر في نقطة واحدة يجب عليكم أن تسمعوها.. أنقذوني".
وتعرض أولمرت لضغوط متزايدة لإعادة شاليط وهو حاليا في الأيام الأخيرة بفترة ولايته التي استمرت ثلاثة أعوام وشهدت حرب لبنان في عام 2006 التي اعتبرها كثير من الإسرائيليين فاشلة، ومحرقة غزة التي استمرت 22 يوما وانتهت دون تحقيق هدفها المعلن بوقف إطلاق صواريخ المقاومة، فضلا عن اتهامه في العديد من قضايا الفساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق