الثلاثاء، 3 مارس 2009

برزت "الثعالب" يوماً في ثياب "المانحين" ! .... بقلم : طارق شمالي


هرول زعماء أكثر من ثمانين دولة إلى منتجع شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر "إعادة إعمار قطاع غزة "، حيثُ المكان المفضل أمريكياً واسرائيلياً لعقد أي مؤتمر يخدم إسرائيل ويحافظ على أمنها .فتحدث الزعماء الذين حضروا من مختلف دول العالم عن "حرصهم" الشديد على إعادة بناء غزة من جديد ، وعبروا عن" بالغ أسفهم وحزنهم "على المئات من الضحايا والبيوت المدمرة التي سببتها تلك "الكارثة الطبيعية" .فما حدث في غزة لم يكن بفعل آلة الحرب الصهيونية التي لم تترك سلاحاً فتّاكاً إلا واستخدمته لقتل أطفالٍ في عمر الزهور وتمزيق أجساد النساء والشيوخ، وتدمير البيوت ودور العبادة والمدارس ورياض الأطفال والجامعات وحتى مقرات الأمم المتحدة .هكذا أراد المؤتمرون أنْ يُجَّمِلوا صورة الوجه الصهيوني القبيح ويُعلنوا براءة القادة الصهاينة الملطخة أيديهم بدماء الأطفال والنساء من جرائمهم القذرة . فما حدث في غزة سببه أهل غزة الذين ارتكبوا إثماً كبيراً عندما مارسوا حقهم الطبيعي في اختيار من يمثلهم عبر انتخابات حرة ونزيهة لم يسبق لها مثيل في المنطقة العربية من قبل .فاليوم تبرز جميع الثعالب في ثياب "المانحين" لتدَّعي أنها الحريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني، فهاهي تسعى لإعادة بناء ما تم تدميره أثناء العدوان على غزة .وكأنَّ الشعب الفلسطيني لا يعلم عدوه من صديقه، فمن شارك اليوم في هذا المؤتمر تحت شعار هذا الهدف المزعوم كان قد شارك قبل ذلك في تدمير القطاع والعدوان على غزة إنْ لم يكن بشكل مباشر كإسرائيل، فعبر التواطؤ والتآمر كما بعض الدول العربية ، أو بالدعم المالي والعسكري كما راعية السلام النزيهة "أمريكا" .واليوم قالتها وزيرة الخارجية الأمريكية صراحة أنَّ هناك حاجة لتحرك عاجل لتحويل "الأزمة" إلى "فرصة" تقربنا أكثر من الهدف المشترك .والحديث هنا موجه بشكل خاص إلى ما يسمى بمحور الاعتدال العربي، أن هذه الأزمة يجب أن تُستغل من أجل تحقيق الهدف المشترك وهو القضاء على حركة حماس لتمرير أي اتفاقية سلام ترضاها أمريكا وإسرائيل .فهل هناك وقاحة و-سفالة- وقلة أدب أكثر من ذلك !؟ ، أن تستغل ظروف الناس المأساوية حيث بيوتهم مهدمة ومصابهم جلل وهم في أمّس الحاجة لمد يد العون "الإنسانية" لهم ومساعدتهم للخروج من أزمتهم ، أن يستغلها البعض لتحقيق مصالح سياسية خسيسة لتلك الدولة أو ذاك !؟.فالهدف من هذا المؤتمر بات واضحاً وضوح الشمس وهو ما لم يتم تحقيقه عبر العدوان العسكري ، السعي لتحقيقه سياسياَ عبر استغلال تلك "المأساة" التي سببتها تلك "الثعالب" للشعب الفلسطيني .ولقد عبر الكيان الصهيوني عن" دعمه" لجهود مساعدة الفلسطينيين "بشرط" ألا تصل الأموال إلى حركة حماس .لذلك الشروط الإسرائيلية كانت حاضرة في هذا المؤتمر وقد لمسنا ذلك من خلال تصريحات جميع الزعماء الذين تحدثوا في هذا الموضوع ، فالأموال يجب أن تمر عبر محمود عباس المعتمد أمريكياً وصهيونياً فقط وإلا فلا إعمار لغزة !.وليست المشكلة في مرور تلك الأموال عبر عباس أو سلطة رام الله ، ولكن المشكلة أن هذه الأموال مرهونة بتنازلات سياسية أهمها تحقيق مطالب الرباعية الدولية ومن ضمنها الاعتراف بإسرائيل .وقد فشلت تلك الدول في تحقيق هذه المطالب والمصالح عبر الحصار والمقاطعة الإقتصادية منذ تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية قبل سنوات ، ومن ثم عبر الحرب الوحشية والعدوان الأخير على غزة .لذلك الحرب على غزة مستمرة وهذه المرة سياسياً ، فلا إعمار بدون تنازلات ، والابتزاز السياسي شعار وعنوان للحرب القادمة التي تقودها الثعالب الجرباء على أهل الطهر والعفاف في غزة الشموخ والإباء .لذلك ليكن شعارنا كما هو لن تخترق الحصون ..ولن تسقط القلاع ..ولن ينتزعوا منا المواقف ..فما تريده "الثعالب" لن يكون" فلغزة الكلمة الفصل" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق