الخميس، 10 يوليو 2014

العدوان على غزة و...الوعد الكاذب!

جأة، بلعوا ألسنتهم!

بالأمس القريب، كانوا يؤكدون قدرتهم ليس على تدمير إسرائيل، فحسب بل على محو إسرائيل عن الخارطة، أيضا.

بالأمس القريب، رفعوا سباباتهم، ورفعوا صراخم، واهتزت الأرض تحت منابرهم.

واحد منهم فقط إختفى عن المسرح السياسي. محمود أحمدي نجاد" الأبوكاليبسي". علي خامنئي لا يزال هو نفسه مرشد الجمهورية الإسلامية. حسن نصرالله لا يزال هو نفسه الأمين العام لحزب الله.

أصواتهم لا تزال تطنّ في الآذان. كلماتهم لا تزال ثابتة مام العيون. مناظرهم لا تختفي من الذاكرة.

أتتهم فرصة تأكيد صدقيتهم.

أعطاهم إياها بنيامين نتنياهو بعدوانه المفتوح على قطاع غزة.

عشرات الشهداء سقطوا. مئات المراكز دُمّرت. اجتياح برّي يتحضّر، ولكنهم كمن لم يسمع وكمن لم يرَ.

عادوا الى بياناتهم نفسها. لوم الآخرين على صمتهم. كأن الآخرين هم من وعدوا بمحو إسرائيل عن الخارطة ب11 يوما(القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية- الجيش الإيراني عطاء الله صالحي)، وبتدمير تل أبيب وحيفا وتسويتها بالأرض( علي خامنئي)،وبأن زوال إسرائيل "مصلحة وطنية عربية ولبنانية"( حسن نصرالله).

فجأة أصبح ما يحصل في فلسطين مجرد مسألة قطرية، وكأن غير نصرالله هو من صرخ معلنا:"نحن شيعة علي ابن أبي طالب في العالم، لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين".

مسكين شعب فلسطين، كم تاجر به من يسمون أنفسهم "شيعة علي بن أبي طالب"، وهم في الواقع "شيعة الولي الفقيه"، ومسكين الشعب العربي كم غشّه هؤلاء.

فهم ما هددوا يوما من أجل فلسطين، ولا بذلوا نقطة دماء من أجلها. كل ما فعلوه كان من أجل التمدد الإيراني، حصرا. جل ما قامو به أنهم غذوا الإنقسام الفلسطيني، ولعبوا على تناقضاتهم، وأباحوا دماءهم أمام آلة الموت الإسرائيلية.

المقارنة بين ما فعلوه في سوريا وما فعلوه في العراق وبين ما يفعلونه في فلسطين، تُظهر حقيقتهم.

يبذلون الغالي والنفيس من أجل نظام بشار الأسد، ومن أجل نظام نوري المالكي، فيما يبيعون الفلسطينيين كلمات.

شركاء في القتل في كل مكان، ومجرد ثرثارين في إسرائيل.

جل ما يسعون اليه هو تذكير إسرائيل، بين فترة وأخرى، بعدم خربطة قواعد اللعبة. هم يلعبون مع إسرائيل، وفق اتفاق سري معقود بينهم وبينها. اتفاق سري يحمي النظام السوري الساقط تحت الهيمنة الإيرانية، بمنع ضربه دوليا، ويحمي الهيمنة الإيرانية على لبنان بواسطة "حزب الله"، بإعطائه مبرر التسلح عبر مناوشات "لفظية"، ويحمي النظام الإيراني في عبثه باستقرار العالم العربي، من خلال ادعاء عداوة لا تستكين "تهديداتها" اللفظية.

مثل "شيعة الولي الفقيه" يتصرف "سنة الدولة الإسلامية".

يعادون " اليهود" ولكنهم يقاتلون السنة الآخرين. يعادون إسرائيل ولكن عينهم على المملكة العربية السعودية. يرسلون صواريخ في أفلام فيديو الى إسرائيل، ولكنهم يرسلون رجالهم لينحروا من يريدون نزع السلطة والثروة منه.

فلسطين لن يصيبها مكروه وجودي، ففيها رجال يقاومون منذ وعد بلفور، ولكن انتصارهم الحقيقي يبدأ في اليوم الذي يكف بعضهم عن شراء وعود "شيعة ولي الفقيه" والرقص مع "سنة الدولة الإسلامية".

وحدهم الفلسطينيون أعداء وجوديون لإسرائيل. الآخرون عداؤهم لإسرائيل مجرد خدعة للإستقواء بها ...علينا!

فارس خشّان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق