الاثنين، 27 أبريل 2009

في ذكرى شطب الثورة: م.ت.ف مماليك بلا مملكة...!! بقلم: عماد عفانة

كان الوجوم يعلوا وجه اغلبهم بينما كانت الابتسامة الصفراء ترتسم على وجوه القليل منهم، هذا الخليط من المشاعر والإيماءات المتناقضة، هو ما ميز الفلسطينيون الذين انقسموا على أنفسهم. في ذلك اليوم المشؤوم يوم شطب الثورة في 24/ 4/ 1996 م أو ما يسمى بتعديل بنود الميثاق الوطني الفلسطيني أي ميثاق الثورة، لتسجل هذه الثورة اول سابقة في التاريخ وهي تعديل ميثاقها ليرضى عنها المحتل الغاصب وأعوانه في الغرب.

وتسجل هذه الثورة انقلابا على نفسها وتشطب ثورتها لتتعاون عوضا عن ذلك مع محتليها، فيما يبقي الجزء الآخر والأكبر من شعبنا متمسكا بما انطلقت م.ت.ف من اجله الا وهو تحرير فلسطين من الماء الى الماء

في ذاك اليوم المشؤوم يوم شطب الثورة كان الجو يبدوا حارا جدا مليئا بالقرف والملل فقد اكتظت الزنزانة في سجن الوقائي بغزة بالنزلاء الطارئين، او ما سموا بالمخربين المحتملين خوفا من قيامهم برفع صوتهم بكلمة لا مما قد يعكر صفو كلنتون الذي ما جاء الا ليسمع كلمة واحدة وهي كلمة نعم، ولا ليشاهد إلا أيدي مرفوعة تعبر عن الاستسلام لكل املاءاته واشتراطاته التي جرت على شعبنا وقضيتنا مزيدا من الويلات والخيبات.

فلا ضير أن يتنفس أحرار فلسطين في ذلك اليوم رائحة عرق بعضهم في الزنازين المكتظة في سجون السلطة التي بنيت بأموال الدول المانحة.

في ذلك اليوم الحار صادق أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في غزة الذين فقدوا أهليتهم في تمثيل شعبنا منذ زمن منذ تحولوا من ثوار إلى رجال مال واستثمار لهذه الثورة لتحقيق مصالحهم الشخصية، صادقوا بكل ذلة وخسة على إلغاء مواد الميثاق الوطني الفلسطيني التي تؤدي إلى القضاء على دولة إسرائيل وتعديل بعضها الآخر التزاما لاتفاق واي بلانتيشن.

وكي لا ننسى وتنسى اجيالنا، وكي لا يذهب هؤلاء بعيدا في التغني كذبا وزورا ودجلا بالوطن والوطنية والاسرى والقدس، فنذكر المواد الملغاة وهي 6 و7 و8 و9 و10 و15 و19 و20 و21 و22 و23 و30، أما المواد التي حذفت منها مقاطع فهي 1 و2 و3 و4 و5 و11 و12 و13 و14 و16 و17 و18 و25 و26 و27 و29.

فمنذ هذا التعديل وطبقا للمادة رقم 6 لم يعد اليهود الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى بدء الغزو الصهيوني فلسطينيون، بل نواة دولة صهيون.

وطبقا للمادة رقم 7 لم يعد الانتماء الفلسطيني والارتباط المادي والروحي والتاريخ بفلسطين حقيقتان ثابتتان، فقد اصبحتا من الأوهام.

و وطبقا للمادة رقم 7 اصبحت تنشئة الفرد الفلسطيني تنشئة عربية ثورية واتخاذ كل وسائل التوعية والتثقيف لتعريف الفلسطيني بوطنه تعريفا روحيا وماديا عميقا وتأهيله للنضال والكفاح المسلح والتضحية بماله وحياته لاسترداد وطنه حتى التحرير جريمة وطنية وليس واجب قومي بل جريمة يتهم من اجلها بالارهاب.

وطبقا للمادة رقم 8 لهذا التعديل فقد اصبحت المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مرحلة سلام وليس مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين؛ فقد عادت فلسطينهم حسابات في البنوك وفيلات سوبر لكس في عدد من العواصم العربية والغربية، وكراسي فارهة ومناصب ورتب عاليه.

كما اصبحت التناقضات بين القوى الوطنية الفلسطينية تناقضات رئيسية والتناقض مع الاحتلال هو تناقض ثانوي، وعلى الحركة الوطنية ان تتوقف لصالح التناقض الأساسي فيما بين القوى الفلسطينية، بينما تبقى اجواء الوئام والسلام هي السائدة بين الصهيونية والاستعمار من جهة وبين الشعب العربي الفلسطيني من جهة ثانية، وعلى هذا الأساس فإن الجماهير الفلسطينية، سواء من كان منها في أرض الوطن أو في المهاجر تشكل منظمات وأفرادا جبهة وطنية واحدة تعمل لتأمين حياة وأمن اليهود المحتلين وتحارب كل من يرفع السلاح في وجههم.

وطبقا للمادة رقم 9 لهذا التعديل فقد اصبح الكفاح المسلح هو الطريق الممنوع والمحظور والمجرم لتحرير فلسطين، والسلام والمفاوضات هو الخيار الإستراتيجي وليس التكتيكي لاستعادة الحقوق المسلوبة.

وأكد مدعي تمثل الشعب الفلسطيني في هذا التعديل ان الشعب الفلسطيني مصمم تصميما مطلقا وعزما ثابتا على متابعة المفاوضات والغاء الكفاح المسلح والسير قدما نحو طاولات المفاوضات لتحرير وطنه والعودة إليه وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه، فالوطن في تعريفهم اصبح الكانتونات المقطعة في الضفة المحتلة وغزة المخنوقة المحاصرة.

وطبقا للمادة رقم 19 لهذا التعيدل فقد اعتبر الموقعون المستسلمون ان تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل هو حق للمحتلين، اما حق تقرير المصير التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة فهو باطل من أساسه وذلك استجابة لإرادة الشعب الفلسطيني .

وطبقا للمادة رقم 20 فقد اعتبر هؤلاء ان وعد بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما فهي حقائق واقعية، وأن دعوى الترابط التاريخية والروحية بين اليهود وفلسطين تتفق مع حقائق التاريخ و مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح. وأن اليهودية بوصفها دينا سماويا هي قومية ذات وجود مستقل وكذلك فإن اليهود هم شعبا واحدا له شخصيته المستقلة ومواطنون في دولة اسرائيل.

وطبقا للمادة رقم 21 فقد اقر الموقعون في هذا التعديل العار بان الشعب العربي الفلسطيني معبرا عن ذاته بالمفاوضات وليس بالثورة المسلحة، يرفض كل الحلول البديلة عن المفاوضات كخيار لتحرير فلسطين التي ليس لها حدود، ويقبل بقوة كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها فقد مل الثوار.

اما الصهيونية فقد اصبحت وطبقا للمادة رقم 22 لهذا التعديل حركة سياسية مرتبطة ارتباطا عضويا بالانسانية العالمية، وهي حركة غير عنصرية تعصبية في تكوينها، وغير توسعية استيطانية في أهدافها، وغير فاشية نازية في وسائلها، وأن إسرائيل هي الثمرة الحرة للحركة الصهيونية وقاعدة بشرية جغرافية للسلام العالمي ونقطة ارتكاز ووثب لها في قلب الوطن العربي لتحيقي أماني الأمة العربية في التحرر والوحدة والتقدم.

وإن إسرائيل مصدر دائم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، ولما كان تحرير فلسطين يقضي على الوجود الصهيوني والإمبريالي فيها ويؤدي إلى الحروب في الشرق الأوسط، لذلك فإن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نصرة جميع أحرار العالم وقوى الخير والتقدم والسلام فيه وعلى رأسهم اليهود والحركة الصهيونية ويناشدهم جميعا على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم تقديم كل عون وتأييد لإسرائيل فهي التي ستحرر لنا وطننا.

وطبقا للمادة رقم 23 ويقول الموقعون ان من دواعي الأمن والسلم ومقتضيات الحق والعدل تتطلب من الدول جميعها حفزا لعلاقات الصادقة بين الشعوب واستبقاء لولاء المواطنين لأوطانهم أن تعتبر الصهيونية حركة مشروعة وتشرع وجودها ونشاطها.

اما المقاتلون وحملة السلاح في معركة التحرر وطبقا للمادة رقم 30 فهم نواة الإرهاب الشعبي الذي سيكون رأس الحربة ضد مكتسبات الشعب العربي الفلسطيني، لذا علينا محاربتهم وملاحقتهم لسجنهم أو قتلهم.

ويلكم أيها الموقعون على شطب الثورة، فالثورة اولا هي ملك للشعب والوطن وليس ملك احد، ولم يخول شعبنا ولا وطننا ومقدساتنا السليبة احدا ليوقع باسمهم على شطب الثورة وبيع الوطن

وإذا استمرأ أزلام م.ت.ف وأذنابها فيما يسمى بالمجلس الوطني شطب الثورة ليتحولوا من ملوك للثورة إلى مماليك لدى مملكة يهود، فان شعبنا لم يوقع ولم ولن يتنازل عن ذرة تراب من حقه في تراب فلسطين التي هي وقف للأمة الإسلامية جمعاء.

وإذا كان زعيم الثورة السابقة ياسر عرفات هو قدوتكم وهو أول من رفع يده مستسلما ومؤيدا شطب الثورة، فانظروا كيف تحولت مملكته في المقاطعة إلى سجنه ثم قبره وخذوا منه العبرة والعظة وإلا فإنكم لا تعقلون، وإذا كنتم كذلك فسحقا لكم من مماليك أغبياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق