الاثنين، 14 سبتمبر 2009

اعتبارات وطنية وليست شخصية / بقلم: ميراف ميخائيل / هآرتس - 14/9/2009

مرة اخرى تكتب وعودا بـ "تقدم صفقة شليت"، ومرة اخرى تكتب اعتراضات على هذه الصفقة سواء من قبل العسكريين – اللواء احتياط هرتسيل هاليفي "كل البنية التحتية للجهاد الاسلامي مكونة من السجناء الذين اطلق سراحهم في صفقة تيننباوم ويجب ان نعرف ما الذي نسير اليه ان عقدت صفقة بصدد شليت". (معاريف 4/9) وايديولوجيون – يسرائيل هارئيل "الابتزاز العاطفي يعود" (هآرتس 10/9).

"الابتزاز العاطفي وفقا لهارئيل هو نشر الرسالة المعبرة عن ضائقة جلعاد شليت، وهذا امر حسب رأيه يناقض بصورة تامة التحليل "العقلاني" للرجل العسكري ومفاده "(مجانين) خرج عدد من المخربين الانتحارين فقتل اربعون مدنيا اسرائيليا"، او المؤدلج اذ يقول "ان فضلت العائلة الاعتبار الوطني على الاعتبار الشخصي فان هذا الامر سيكون نافعا لجلعاد".

اي انه من الواضح كما يزعمون ان اطلاق سراح سجناء فلسطينيين يعني الخضوع لحماس والخطر الامني المحدق، ولذلك هو مناقض للمصلحة الوطنية، اما اطلاق سراح سجناء مقابل اطلاق سراح جندي واحد فهو مصلحة خاصة. كما يزعمون انه من الواضح ان هناك تناقضا بين المصلحة الوطنية والمصلحة الشخصية. وفقا لهذا المنطق يتوجب ان تتفوق المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية. ولكن هل هذا هو وجه الامور فعلا؟

ان تطرقنا لادعاءات "المصلحة الوطنية" بشكل موضوع والى الخوف من ان يتحول السجناء الذينن سيطلق سراحهم الى عامود فقري للانشطة الارهابية – فعلى كل الاحوال لا يعتبر اطلاق سراح هؤلاء السجناء شهادة تأمين على حياتهم. يجب الافتراض بان اسرائيل ستعرف كيف تقضي على الفلسطينيين الذين اخرجتهم من السجن او تشل قدراتهم عندما ترى حاجة لذلك.

بالنسبة للادعاء بأن هذا يمثل استسلاما لحماس – بنفس المقياس يمكن اعتبار نجاح حماس بابقاء جندي مخطوف في حوزتها واجراء المفاوضات عليه طوال اربع سنوات انتصارا لها.

وهكذا يبدو انه ليس هناك مكسب وطني في الابقاء على الوضع كما كان عليه فعلا.

بالنسبة للتعامل الموضوعي مع ما يعتبر "مصلحة شخصية" – قد قلنا بان جزءا من اتفاق اسرائيل مع فتيانها الذين يخرجون للمعركة ومع اهاليهم بانها ستبذل كل ما بوسعها لاعادتهم ان كانت هناك حاجة لذلك. لقد قيل ان جزءا من ما يمكن للاشخاص الشبان ان يسيروا عليه هو الصمود عموما في المسألة الصعبة المتمثلة بالمعركة والمخاطرة بالارواح. فهل هناك شك لدى احد ما بأن تغير هذا الاتفاق سيصعب على الجنود التوجه الى القتال وان تكون لدى اهاليهم دافعية اقل لارسالهم.

هل هذه مصلحة خاصة ام مصلحة وطنية من الدرجة الاولى؟ الجنود في الخدمة الالزامية لا يتطوعون لهذه الخدمة وانما ملزمون بها. هم ليسوا ملكا لانفسهم وانما ملك للجش والدولة وليس لديهم خيار يرتبط بانفسهم. هؤلاء ينفذون الاوامر التي تعطى لهم وهم لا يتطوعون للتضحية بارواحهم. وعندما يخطفون – لا يمكن للدولة ان تفرط بالاشخاص الموجودين تحت مسؤوليتها الكاملة.

اسرائيل تدفع ثمنا باهظا مقابل أمنها: هي تضحي بأرواح كثيرة مدنيا وعسكريا واشخاص رائعون يقتلون على مذبح أمن الدولة. اسرائيل تدفع مالا كثيرا طوال كل السنوات لاشخاص كثيرين ظلوا مقعدين وعجزة نتيجة المعارك. كل هؤلاء هم جزء من ثمن القتال دفاعا عن الارواح والبيت. اطلاق سراح السجناء في الصفقة التي تعيد جنديا مخطوفا واسيرا ليس بالامر المختلف. هذا جزء من نفس الثمن. كان من المتوجب دفعه منذ مدة طويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق