16-9-2009
تشهد القاهرة لقاءات سرية وعلنية مكثفة تشارك فيها القيادات المصرية وقيادات حماس وقيادات اسرائيلية وأخرى من السلطة الفلسطينية توجت مؤخرا بالزيارات التي شهدتها العاصمة المصرية مؤخرا وقام بها رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هذه الزيارات بحثت العديد من الملفات، وواشنطن ليست بعيدة عما يدور في القاهرة ، وكذلك دول عربية وأوروبية، وصيغ التفاهمات والاتفاقيات تجمعت في رزمة واحدة واتفقت الجهات ذات العلاقة على تمريرها بهدوء كل في ساحتها، ولعدم الاحراج ليس مطلوبا ان تعلن هذه الجهات عن موافقات علنية، على بعض البنود التي قد تسبب احراجا لها.
وفي القاهرة تمت صياغات لتفاهمات تساعد وتساهم في تهيئة الاجواء للرئيس الامريكي لكي يطرح مبادرته للسلام التي أعدتها طواقم خاصة باشرافه، وحصلت على موافقة العواصم العربية، وتعهدها بتمرير هذه المبادرة في الساحة الفلسطينية، وأيضا فتح الباب واسعا لانجاز المصالحة الفلسطينية وهذا يعني أن المنطقة مقبلة على تطورات وحلول لملفات عالقة، وهي حلول (الرزمة الواحدة).
وقد كشفت مصادر مطلعة لـ (المنـــار) أن القيادة المصرية سلمت "حل الرزمة" الى اسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، وأطلعت دولا عربية على تفاصيلها، وتلقت مباركة الادارة الأمريكية عليها، وأشارت المصادر الى أن القاهرة تلقت ردودا ايجابية أولية من رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وما يجري حاليا هو أن كل جانب يحاول تمرير حل الرزمة في ساحته، وسوف تتلقى القيادة المصرية الردود النهائية بعد عشرة أيام، وقالت المصادر ان مرافقة رئيس حركة شاس ايلي يشاي رئيس وزرائه في زيارته لمصر تندرج في اطار مساعي نتنياهو لتمرير الحل في ائتلافه الوزاري، وجاء في مقدمة "حل الرزمة" الذي أعدته مصر: ان نجاح هذا الحل هو في صالح الاطراف ذات العلاقة، ويمهد الطريق لاستقرار متين دائم للاوضاع في المنطقة، ويمنح الادارة الامريكية أحد اهم عوامل انجاح مبادرتها، وكذلك، فان هذا الحل يمنح فوائد لاسرائيل، ويصون وحدة الساحة الفلسطينية.
وكشفت المصادر لـ (المنـــار) بنود الحل على النحو الآتي والذي يشمل حلولا لملفات عدة، في رزمة واحدة:
اولا: الاعلان عن نجاح صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، حيث هذه الصفقة باتت جاهزة من كافة الجوانب، تنفذ في وقت واحد مع باقي الملفات.
ثانيا: خلق واقع جديد على المعابر الحدودية مع قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح، والابقاء على هذه المعابر مفتوحة بشكل دائم، تقوم بتشغيلها طواقم من حرس الرئاسة وبوجود ممثل لحركة حماس، مع تعهد كافة الاطراف بعدم وقوع خروقات أمنية.
ثالثا: تهدئة طويلة الأجل وبضمانات، والتزام حركة حماس بعدم القيام بعمليات مسلحة في الضفة الغربية أو انطلاقا من قطاع غزة، مع سيطرة حماس وضبطها للاوضاع في غزة، وافشال أية مخططات للجماعات المتطرفة.
رابعا: موافقة اسرائيلية غير معلنة على حكومة وحدة في الساحة الفلسطينية كمدخل لوضع حماس على مسار العملية السلمية، مع تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية.
خامسا: أن تتعهد حماس بعدم معارضتها لأية نتائج مستقبلية قد تسفر عنها المفاوضات التي ستديرها اسرائيل مع السلطة الفلسطينية .
سادسا: انهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وبدء عملية الاعمار من خلال ضخ الأموال الى قطاع غزة وفق آليات محددة ترضى عنها الاطراف ذات العلاقة، وعدم عرقلة اسرائيل أو السلطة لهذه الخطوة.
سابعا: فتح حوار مباشر وعلني بين حركة حماس من جهة وبين اوروبا والولايات المتحدة من جهة ثانية.
وأضافت المصادر لـ (المنـــار) أن الرؤية المصرية هذه أو ما يسمى بـ "حل الرزمة" استندت الى حقيقة أن أي حل عسكري لن ينهي سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وكذلك التوجه الاوروبي والامريكي للحوار مع الحركة استنادا الى تقارير وتوصيات تقدمت بها طواقم مختصة الى قادة اوروبا وأمريكا.
وقالت المصادر أن الرئيس الامريكي باراك اوباما معني باحتواء حركة حماس في اطار العملية السياسية التي يدعو لها، وأن تنفيذ ونجاح "حل الرزمة" الذي اعدته وصاغته مصر يحقق رغبة الادارة الامريكية هذه.
وذكرت المصادر أن حركة حماس اتخذت قرارا بالتحرك سريعا لانتزاع اعتراف امريكي اوروبي بها، بعد ادراك الجهات ذات التأثير اقليميا ودوليا ان الحركة لاعب اساس لضمان الاستقرار في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة.
وأوضحت المصادر أن نجاح "حل الرزمة" هو الطريق الاسلم والأقصر لتغيير الواقع الفلسطيني بالكامل وليس فقط احتواء حركة حماس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق