الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

الرياض تضع عصا الصفقات في طريق صواريخ موسكو لطهران

متخصص في صناعة الاسلحة: السعوديين يشترون الأسلحة رشوة للقوى الكبرى للحصول على دعمها.


تتحرك الحلقات الدبلوماسية السعودية باتجاه موسكو للحصول على تعهد بعدم تسليم شحنة صواريخ أرض ـ جو متطورة إلى ايران.

وتغري الرياض موسكو مقابل تعهدها بذلك، بصفقة مقابلة كنوع من التعويض لشراء أسلحة روسية متطورة.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر الاربعاء عن مصادر دبلوماسية مطّلعة على سير المفاوضات بين الرياض وموسكو قولها "إن قيمة الصفقة السعودية المقترحة تصل إلى ملياري دولار، ويمكن أن تصل إلى سبعة مليارات دولار، وتشمل نظاماً يُعد الأكثر تطوراً من نوعه في أنظمة الدفاع الجوي الروسية وهو صواريخ (إس 400)، التي تحاكي نظام الدفاع الصاروخي الأميركي (باتريوت).

في وقت نفت الرياض عقد اجتماع مع الاستخبارات الإسرائيلية في لندن اتفقا خلاله على انه في حال قيام إسرائيل بضرب المنشأة النووية الإيرانية الجديدة، فإن المملكة ستغض الطرف عن قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" عن مصدر سعودي مسؤول قوله حول ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في الثامن والعشرين من ايلول/سبتمبر من أن رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية الموساد قد اجتمعوا مع مسؤولين سعوديين في لندن وأنه قد اتفق خلال الاجتماع بأنه في حال قيام إسرائيل بضرب المنشأة النووية الإيرانية الجديدة فإن المملكة العربية السعودية ستغض الطرف في حال قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضي المملكة.

وأكد المصدر"أن ما جاء في تلك الصحيفة أمر عار من الصحة جملة وتفصيلا".

وطالب "القائمين على الصحيفة البريطانية بتكذيب الخبر الذي لا أساس له من الصحة التزاماً بالمصداقية الصحفية".

وذكرت فاينانشيال تايمز "إن روسيا تتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة ومن دول عدة في الشرق الأوسط بما فيها السعودية وإسرائيل كي لا تتم صفقة سابقة ببيع النسخة الأقدم من هذا النظام "إس 300" لطهران، والتي كانت إيران قد أعلنت عنها أول مرة عام 2007.وسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما حين زارموسكو في تموز/يوليو الماضي إلى الحصول على تأكيدات من المسؤولين الروس بعدم إتمام الصفقة.

وتتوقع صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن تكون روسيا قد قدمت للولايات المتحدة تأكيدات غير رسمية بعدم المضي في عقد نظام "إس 300".وسيمنح امتلاك ايران للنظام الروسي، قدرة دفاعية جوية متطورة ورادعاً قوياً ضد أي هجوم يهدف إلى تدمير منشآتها النووية.

وتقابل "فاينانشيال تايمز" بين قيمة الصفقة السعودية التي قد تصل إلى 7 مليارات دولار والإيرانية التي تتراوح قيمتها مابين 750 مليون إلى مليار دولار.

وقال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنية في موسكو للصحيفة البريطانية: "الصفقة السعودية مع روسيا حافز لقتل الصفقة الايرانية"، واصفاً الضغوط الأميركية على موسكو بالعصا، وشراء السعودية أسلحة ضخمة منها، هي الجزرة، كي لا تسلم نظام الدفاع الصاروخي إلى طهران".

واضاف بوخوف المتخصص في مجال صناعة الاسلحة "كلنا يعلم أن السعوديين يشترون الأسلحة كرشوة للقوى الكبرى للحصول على دعمها، لكن في حال امتنعت روسيا عن بيع نظام الدفاع الصاروخي إلى ايران، فإن ذلك سيضر بسمعتها في أسواق السلاح العالمية".

ونسبت الصحيفة الى مراقب غربي في السعودية قوله بأن "ايران من بين الأسباب الاستراتيجية وراء سعي السعودية لشراء النظام الدفاعي الصاروخي الروسي (إس ـ 400)، لأنه سيجعلها تتقدم على طهران وسوريا اللتين تسعيان لشراء الجيل السابق من هذا النظام (إس ـ 300)".

واضاف المراقب "إن نظام (إس ـ 400) سيمنح السعوديين فرصة ترجيح كفة ميزان الدفاع الاستراتيجي لصالحهم، كما أن ابرام هذه الصفقة مع روسيا سيجعل الرياض توجه رسالة إلى شركات الأسلحة الغربية بأن لديها مصادر بديلة".

وأكد رجال استخبارات بريطانيين للصحيفة نفسها قيام إيران بتصميم رؤوس نووية منذ عام 2004 أو 2005، بسرية وأنها تنفذ الخطوات الأخيرة لاكتساب القدرة على صنع الأسلحة النووية.

وتعتقد بريطانيا أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد أصدر أوامره باستئناف برنامج التسليح النووي الإيراني قبل أربعة أعوام.

وتظل الاستخبارات الأميركية -حسب الصحيفة البريطانية- على يقينها بأنه بينما ترغب إيران في الحصول على القنبلة النووية إلا انها أوقفت أعمال التصمميم عام 2003، وربما لم تستأنفه حتى عام 2007.

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت تقييمها في تقرير"التقديرات الاستخباراتية القومية" عام 2007، وذلك في خضم الحديث عن الرعب الذي يسود أوساط وكالة الاستخبارات الأميركية بسبب ما ارتكبته من اخطاء حول أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق والتي ثبت عدم وجودها لاحقاً.

وأعربت بريطانيا بشكل سري عن شكوكها في التقييم الأميركي حول إيران، إلا أنها الآن فقط أخذت تؤكد بصلابة على أن برنامج الأسلحة النووية استؤنف في الفترة بين عامي 2004 ـ 2005.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق