الاثنين، 14 سبتمبر 2009

رواية حماس:وجلعاد شليت وحده نسي / بقلم: غونين غينات / اسرائيل اليوم

09-14-2009

الشهادات المزعومة عن مصير جلعاد شليت، والتي نشرت في نهاية الاسبوع، لمست الاعصاب الاكثر انكشافا لدى كل واحد منا. الاوصاف عن الجندي الاسير الذي يصرخ "يا أمي"، فعلت آلة الابتزاز العاطفي لدينا حتى الحد الاقصى. هذا لا يمكن ان يكون خلاف ذلك، فليس ثمة اسرائيلي يمكنه أن يبقى غير مكترث. منذ ثلاث سنوات وجلعاد شليت هو ابننا جميعنا، وفي الحملة الاخيرة للجيش الاسرائيلي في القطاع سمعنا جميعا المرة تلو الاخرى جنود يقولون: "لن نعود بدون جلعاد".

هذا هو الجرح الوطني النازف والاكثر انكشافا عندنا. بتعبير آخر المعلومات التي اعطاها رجال حماس لسليمان الشافعي، كي ينشرها في يديعوت احرونوت تشهد بيقين على أمر واحد فقط: انهم يعرفون من نحن. يعرفوننا، على علم جيد بكل عناصر عالمنا العاطفي. واضح لهم اننا لن نبقى لا مبالين. يعرفون اين يضغطون.

المشكلة هي أن هذا هو الامر المؤكد الوحيد في كل المنشورات الاخيرة عن وضع جلعاد شليت.

في هوامش التقرير الذي نشر في نهاية الاسبوع، اختبأت جملة واحدة لعلها هي الاهم فيه: "الكتاب يستند الى محادثات مع محافل في حماس ومصادر داخل غزة تعود لـ "ملحق سبعة ايام" (ملحق يديعوت احرونوت) ولا توجد قدرة لفحص مصداقيتها".

بئسا

بتعبير آخر، ما تقوله هذه الجملة هو التالي: نحن نعرف بالضبط من هي حماس. واضح لنا أنه لا يمكننا أن نصدق أي كلمة لهم – ولا ريب عندنا بان كل جملة يقولونها تحتاج الى التأكيد. كما أننا نعرف بانهم قادرون على استخدامنا لاغراض تهكمية. ولكن ما هي الحقيقة مقابل التجارة. لدينا كتاب يصدر عن دار نشر لـ "يديعوت احرونوت" ونحن نحتاج لان نحث تسويقه.

نعم، قالوا بصمت لانفسهم، نحن نعرف من هي حماس. نذكر أنهم في السنة الاخيرة نظموا مرتين على الاقل عروضا تظاهرية لبس فيها احد الحماسيين بزة الجيش الاسرائيلي، زج في قفص، ولعب دور جلعاد شليت الباكي الصارخ للنجدة. هم في غزة هناك يعرفون اننا سنرى، سنصدم وسنكون مستعدين لان ندفع كل شيء من أجل تحريره. كل شيء.

نعم، يقولون لانفسهم، نحن نعرف بالضبط من هم اولئك النماذج البائسة – ونحن نعرف انه لا يمكن الثقة باي كلمة لالة ابتزاز المشاعر التي يستخدمونها ضدنا. نحن ايضا نعرف بان لديهم أقدمية في المحاولات الانتهازية الرخيصة.

ورغم اننا نعرف كل هذه الامور، قررنا بتفكير بارد ان نصدر كتابا وان نحث تسويقه في الصحيفة. من طبع هذه القصص – وهو يعترف بان ليس لديه أي سبيل لتأكيد مصداقيتها، فعل ذلك رغم ان كل ذي عقل كان يمكنه أن يحذره من أنه يخدم مصالح حماس.

الان يمكن قول بضعة كلمات جميلة عن "حق الجمهور في المعرفة". غير أن هذه ليست صدفة كون الناشر يعلن على الملأ بان ليس لديه حقا أي سبيل لتأكيد ما يسوقه لنا ادعائيو حماس بانه حقيقة.

القصص عن مطابقة كل التفاصيل من بضعة مصادر تبعث على السخرية. فلم يمر وقت طويل منذ أن سوقت لنا الحركة الشقيقة لحماس حبكات تقشعر لها الابدان عما مر في الاسر على تاجر المخدرات الحنان تننباوم. وعندها، بعد أن لعبت اسنانه المقتلعة زعما دور النجم في العناوين الرئيسة، وصل تننباوم الى البلاد، وتبين أن احدا ما اشترى بسهولة كبيرة جدا خدع حزب الله.

لا تقل اثارة للاعصاب عن النشاط في خدمة حماس هي الحقيقة أن آلة ابتزاز العواطف لحث الكتاب عن جلعاد شليت، تجاهلت بتهكم تام تأثير حملة التعري هذه على مصير شليت. هل الان، في أعقاب موجة النشر في الاسبوع الماضي، وضعه أفضل؟ يبدو أن لا. لحماس يوجد الان كل الاسباب لان تشعر بان موقفها في المفاوضات تحسن: المنشورات في موضوع شليت عززت قدرة مساومة الحركة وهي يمكنها الان أن تطرح على حكومة اسرائيل مطالب من الصعب الاستجابة لها.

من جهة اخرى، هل يحتمل أن يكون هناك اسرائيلي مسؤول قادر على أن يفكر بان كل الاحترام لجلعاد شليت، من هو على الاطلاق مقابل السطر الاخير في ميزان التغطية الاعلامية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق