السبت، 26 يوليو 2014

خزاعة- كفن شقيقه وتركه تحت وقع القصف

كفّن أخاه الشهيد بكفن وقرأ عليه القرآن" هكذا ودع الدكتور رمضان قديح أخيه الشهيد محمد قديح "64 عاما"، ثم خرج من بيته في بلدة خزاعة المنكوبة شرق خان يونس أمس الجمعة أملا منه أن تستطيع الطواقم الطبية الدخول لانتشال الجثة.

في خزاعة كما في الشجاعية ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء الماضي مجازر بحق المدنيين وقتلتهم ودمرت المنازل على رؤوسهم، هذا هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة أوجاع وآلام على فراق أبنائهم وأحبتهم.

يروي الدكتور قديح لحظة استشهاد أخيه فيقول: "لحظة الهجوم على بيتي من قبل الجيش الإسرائيلي أخي كان متواجدا عندي، فسمع صوت القنابل والقصف ينهال على البيت، فهو كان في الملجأ "بدروم" فخرج رافعا يده الشمال حاملا راية بيضاء وتحدث مع الجيش بالغة العبرية قائلا لهم إن عندنا أطفال ونساء لماذا تقتلونا؟ نحن مدنيون، فأطلق عليه الجيش رصاصة أصابته بالقلب أسقطته شهيدا، وحاولت أن أخرجه من البيت، ولكن الجيش رفض وقال "الميت لا تشيلوه اتركوه هنا"، فكفنته وأغلقت عينيه و قرأت عليه القرآن وودعته ثم أخرجنا الاحتلال من البيت".

وأكد قديح أن الجيش أخرج جميع المتواجدين في البيت من نساء وأطفال ورجال و أخذوا الأطفال دروعا بشرية، ثم سيطروا على المكان وحاولنا التحدث معهم للرأفة بالأطفال ومحاولة إخراجهم سريعا من المكان الذين باتت عليهم معالم الخوف والذعر والبكاء الشديد من شدة ما يسمعون من قذائف وإطلاق للرصاص، لكن دون جدوى. 

وأردف قديح "أخي استشهد أمامي وبيتي دمر واشتعلت النيران فيه وأبنائي خائفين وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا". 

وأوضح قديح أن أهل خزاعة حاولوا الاتصال بسيارات الإسعاف والصليب الأحمر لمساعدتهم وانتشال الشهداء والجرحى ولكنهم ردوا أن الاحتلال الإسرائيلي يمنعهم من الدخول ويجب أن يتم التنسيق معهم.

قديح الذي واكب وشاهد حروب عديدة في العالم العربي وقطاع غزة، أكد لـ معا إن هذه أصعب الحروب التي مرت علينا وأشبهها بحرب هيروشيما وناجازاكي التي دمرت كل شيء أمامها، فالاحتلال كالجزار الذي لا يعرف غير الذبح والقتل كما فعل مع أهالي غزة.

وأشار إلى أن البلديات لم تكن جاهزة من إمكانيات ومعدات لمساعدة أهل خزاعة في إخراج الأهالي والجرحى والشهداء من المكان ، مضيفا أنه إذا وجدت هذه الإمكانيات لكان الدمار أقل من ذلك.

"وبالأمس عند سماع خبر التهدئة وإعلانها صبيحة هذا اليوم انتظرنها بفارغ الصبر، فخرجنا إلى خزاعة لانتشال الشهداء وتفقد المنازل ، تفاجأنا بأنها مغلقة والدبابات الإسرائيلية ما زالت متمركزة هناك، وحاولنا الدخول إليها فالاحتلال أطلق النيران علينا"، هذا هو حال قديح وكغيره من مئات المواطنين الذين فوجئوا بقرر المنعي الاسرائيلي دخول منطقة خزاعة. 

ودعا قديح مؤسسات حقوق الإنسان والعالم الحر لمساندة ومساعدة أهالي قطاع غزة الذين يكتوون بنار العدوان الإسرائيلي.

يذكر أن العشرات من أهالي منطقة خزاعة ينتظرون ويصطفون في منطقة أبو عامر الحدودية التي تبعد عن خزاعة كيلو متر، لعل أحدا يساعدهم ويدخلهم ليتفقدوا ما تبقى من منازلهم وإجلاء جثامين شهدائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق