من الناحية العسكرية، أضاف ميلمان، الطرفان منهكان والحملة العسكرية تتحول إلى حرب ساكنة، نوع من حرب الاحتكاك، التي تشبه أكثر الحرب مع لبنان في عام 2006 ضد حزب الله من الحملتين الإسرائيليتين الأخيرتين في قطاع غزة في 2008-2009 و2012، مشيرًا إلى أنّ الشبه واضح في العدد المرتفع للضحايا الفلسطينيين المدنيين والجنود الإسرائيليين، وأيضًا في استراتيجيات القتال ومحاولات التسلل إلى داخل إسرائيل. وقال أيضًا لقد كشفت إسرائيل حتى كتابة هذه الأسطر 31 نفقاً مؤدياً إلى إسرائيل وقامت بتدمير 9 منهم، وأنّ الأنفاق هي الهدف المعلن لإسرائيل لعمليتها البرية، مشيرًا إلى أنّه حتى الآن، أطلق نحو 2300 صاروخ وقذيفة من قطاع غزة، أيْ بمعدل 140 إطلاق في اليوم، لكن المعدل اليوميّ، أضاف، انخفض بنسبة 25% منذ بدء التوغل البري قبل أسبوع، وادّعى أنّ أجهزة المخابرات الإسرائيلية تُقدّر أنّ حركة حماس ما زالت تملك ما بين 4000 و5000 صاروخ، من ضمنها بضعة مئات القادرة على الوصول إلى مركز وشمال الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وزاد: كلا الطرفين يدفعان مبالغ باهظة من ناحية عدد الضحايا، إسرائيل فقدت حتى الآن 32 جنديًا وضابطًا، جندي واحد ما زال مفقودًا، وثلاثة مدنيين. أكثر من 700 فلسطيني قتل جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي الكثيف، من ضمنهم أكثر من 250 مسلح والباقي مدنيين، من ضمنهم أكثر من 100 صبي.
وكشف النقاب عن أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ أسقط أكثر من 3000 طن من المتفجرات، وحجم الدمار في غزة مذهل، وسيتطلب الأمر سنين لإعادة بناء ما دمر.
وبرأيه، وجه شبه آخر، هو القلق المتزايد من أنّ إسرائيل مبلبلة بالنسبة لإستراتيجية الخروج وكيفية إنهاء الحرب، موضحًا أنّه بما أنّ التكتيكات والنماذج المستعملة في حرب غزة تشابه تلك التي استعملت في حرب لبنان، يجب أخذ الحلول أيضًا من التجربة اللبنانية.
وأضاف أنّ حرب عام 2006 انتهت بقرار رقم 1701 لمجلس الأمن الدوليّ وتساءل إذا كان من الممكن تطبيق قرارًا مُشابهًا في غزّة؟ وقال: يمكن لقرارات مجلس الأمن إنهاء الاعتداءات والتوصل لوقف إطلاق نار. يمكن للقرار أنْ يدعو إلى إعادة الحكومة الشرعية في قطاع غزة، السلطة الفلسطينية والتي تمّ الإطاحة بها من قبل حركة حماس بانقلاب عسكري، وذلك لنزع سلاح حماس، ووضع منظومة مراقبة عالمية لمنع تهريب الأسلحة. مقابل ذلك، أوضح، سيتّم رفع الحصار عن غزة، وستُفتح المعابر مع مصر وإسرائيل، وسيتم زيادة المساحة المائية التي يسمح الصيد بها، وسيتم إقامة صندوق عربيّ ودوليّ من أجل إعادة بناء المكان. وخلُص إلى القول: لكنّ حماس يرفض نزع سلاحه، وهي مصدر القلق الأساسيّ لإسرائيل، والفجوة بين الطرفين تبدوا وكأنّ لا يمكن إغلاقها، على عكس الحملات السابقة في غزة، حين لعبت مصر دور الوسيط الصادق، فإنّ هذه المرة مصر متحيزة لإسرائيل، وتأمل بتسديد ضربة قاضية لحركة حماس المكروهة، مؤكدًا على أنّه عدم وجود وسيط صادق المقبول على الطرفين هو عامل أخر في الصعوبة للتوصل لحل وسط، على حدّ قوله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق