الأربعاء، 10 يوليو 2013

أحمد عاصم يصوّر مقتله بعدسة كاميرته ...في شريط سيكون دليلًا على ما حصل أمام مقر الحرس الجمهوري -



صور أحمد سمير عاصم، مصور جريدة الحرية والعدالة، الرصاصة التي أردته حين كان يوثق تسجيلًا لقناصة من الجيش المصري على الأبنية حين وقعت واقعة الحرس الجمهوري. وهذا التسجيل سيكون الدليل على ما جرى.


بيروت: الفيلم غير الواضح يظهر جنديًا يطلق النار من أعلى المبنى، ثم يحول فوهة بندقيته باتجاه عدسات الكاميرا، لينتهي الفيلم ومعه حياة أحمد سمير عاصم. وعاصم (26 عامًا)، مصور صحيفة "الحرية العدالة"، كان من بين نحو 51 شخصًا قتلوا، بعدما فتحت قوات الأمن النار على حشود كبيرة كانت متمركزة خارج دار الحرس الجمهوري في القاهرة، حيث يعتقد أن الرئيس المخلوع محمد مرسي يتمركز فيه. وكان يوثق الأحداث عندما كان عدد من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين يؤدون صلاة الفجر، فانتهى به الأمر وهو يصوّر لحظة وفاته. وانتشر نبأ وفاة عاصم بعد العثور على كاميرته وهاتفه المحمول المغطى بدمائه في موقع المخيم الموقت.
 
الفيديو الدليل
قال أحمد أبو زيد، رئيس تحرير الصفحة الثقافية في الصحيفة، وكان في منشأة بالقرب من مسجد رابعة العدوية: "عند حوالي الساعة السادسة، جاء رجل إلى المركز الاعلامي مع كاميرا مغطاة بالدماء وقال لنا إن أحد زملائنا قد أصيب، وبعد نحو الساعة، وصلتني أخبار تفيد بأن أحمد قد قتل برصاصة قناص في جبهته أثناء التقاطه صورًا لقناص من مبنى قريب من الاشتباكات"، مشيرًا إلى أن أحمد هو الوحيد الذي قام بتصوير الحادث بالكامل من اللحظة الأولى.
أضاف أبو زيد لصحيفة تيليغراف: "كان بدأ بالتصوير منذ بداية الصلاة، فالتقط صور المشاكل من البداية، وصوّر عشرات الضحايا، وكاميرا أحمد ستكون قطعا من الأدلة على الانتهاكات التي ارتكبت". 
من الصعب التأكد من الظروف التي أدت إلى إطلاق النار. مع ذلك، تحدث شهود لصحيفة ديلي تليغراف عن قناصة متمركزين على المباني التي تطل على الموقع، بحسب مقتطفات من شريط فيديو مدته 20 دقيقة سجله عاصم، يوصف بأنه دليل على حصول مجزرة في شوارع العاصمة المصرية.
ويقول أصدقاء عاصم إن الشريط الذي التقطه ترك شهادة حية عن الأحداث المثيرة للجدل، إذ يقول أنصار مرسي إنهم أطلقوا النار على الناس في ظهورهم من دون أي استفزاز من قبلهم، لأنهم كانوا يصلون.
أما الجيش فيصر على أن قوات الأمن اطلقت النار بعد أن حاول بعض المحتجين اقتحام منشأة الحرس الجمهوري. أما الاقتراح الآخر، فيشير إلى وجود طابور ثالث محرض، أثار موجة من العنف بين الطرفين.
 
أرداه قتيلًا
أيًا كانت الحقيقة، يقول الإخوان المسلمون إن الفيلم الذي صوّره عاصم سيتم استخدامه دليلًا على أن قوات الأمن اعتدت على المتظاهرين. ومع ذلك، قال إسلام (29 عامًا)، شقيق عاصم، إن الفيديو يوثق الثواني الاخيرة التي قام فيها الجندي بإطلاق النار على المتظاهرين من فوق سطح احد المباني، ثم أدار بندقيته نحو عاصم وأرداه قتيلًا.
زملاء عاصم، الذي تخرج من قسم الاتصالات في جامعة القاهرة، وصفوه بالمصور المتفاني والمحترف، وجمعوا له أرشيفًا من 10,000 صورة التقطها منذ انطلاق مسيرته كمصور قبل ثلاث سنوات. يشار إلى أن عمل عاصم في صحيفة الحرية والعدالة التابعة للجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وضعه في الخط الأمامي للاضطرابات السياسية في مصر، كما جعله على خلاف مع عائلته التي تؤيد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق