الثلاثاء، 16 يوليو 2013
مصادر خاصة تكشف المزيد عن الأسرار المتعلقة بالغارة البحرية الإسرائيلية على ضواحي اللاذقية
نائب رئيس "الجيش الحر"، العقيد البحري مالك الكردي، زود الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة بمعلومات مفصلة عن المستودعات البحرية التي جرى استهدافها
أكدت صحيفة "ذي صندي تايمز" البريطانية الصادرة يوم أمس دقة المعلومات التي كانت نشرتها"الحقيقة" في السابع من الشهر الجاري نقلا عن مصدر في قيادة القوى البحرية في ضواحي اللاذقية، لجهة أن الغارة الإسرائيلية على اللاذقية في الخامس من الشهر الجاري استهدفت مستودعات القوى البحرية في قرية "السامية" التي تبعد حوالي 20 كم إلى الشرق من المدينة، وحوالي 9 كم (خط نظر) عن مقر القيادة المذكورة. وقال مراسل الصحيفة في إسرائيل،عوزي مهنايمي، في تقريره للصحيفة، إن الغارة، التي نفذت من قبل غواصة إسرائيلية من طراز"دولفين"، والتي أطلقت صواريخ "هاربون" التقليدية على المستودعات ، استهدفت 50 صاروخا مخزنة فيها من طراز "ياخونت ـ بي 800" المضادة للسفن كان النظام السوري حصل عليها هذا العام. وأكدت الصحيفة أن الغارة نفذت بالتفاهم ما بين إسرائيل والولايات المتحدة، وربما بريطانيا. إذ تخشى الدول الثلاث من وجود هذا النوع من الصواريخ في أيدي السوريين، بالنظر لأن سفن الأسطول السادس الأميركي والسفن التابعة للبحرية البريطانية دائمة الحركة في شرق البحر المتوسط. أما إسرائيل فتخشى، فضلا عن وجودها في أيدي السوريين بحد ذاته، إمكانية نقلها إلى حزب الله.
ليس هذا كل شيء لجهة ما يتعلق بالغارة. فقد حصلت "الحقيقة" و ECNERS على معطيات ومعلومات موثقة جديدة تتعلق بدور العقيد الفار / المنشق مالك الكردي، نائب رئيس ما يسمى"الجيش السوري الحر"، في التحضيرات التي سبقت تنفيذها.
مصادر تركية مقربة من قيادة "الجيش الحر" في استانبول، كشفت لنا أن العقيد الكردي ، الذي كان ضابطا في قيادة القوى البحرية في اللاذقية قبل انشقاقه وفراره في آب / أغسطس من العام 2011، أرسل مؤخرا رسالة خاصة إلى ملحق البحرية في السفارة الأميركية في أنقرة ، الكولونيل بيتر كاتالانو Peter Catalano ، عبر ضابط الاتصال في المخابرات التركية، طلب فيها الاجتماع به في أقرب فرصة "لأن لديه معلومات خطيرة تهم الولايات المتحدة وإسرائيل ، وتتعلق بالنظام السوري وحزب الله". وطبقا للمصادر التركية نفسها ، فإن الكردي أشار في رسالته إلى أنه"وباعتباره ضابطا سابقا في قيادة القوى البحرية السورية باللاذقية، ومنحدرا من بلدة الحفة التابعة لها، يمتلك أسرارا عسكرية مهمة تتعلق بوصول صواريخ ياخونت إلى سوريا"، وأن "النظام السوري بصدد تسليم بعضها إلى حزب الله". وقد أشار الكردي في رسالته إلى أن زملاءه في قيادة القوى البحرية ، الذين يتواصل معهم، هم من أخبروه بهذه المعلومات، وحددوا له مستودعات قرية "السامية" الواقعة على يسار طريق اللاذقية ـ الحفة.
وتقول هذه المصادر"إن ملحق البحرية الأميركي ، الكولونيل كاتالانو، وبعد أن التقى العقيد الكردي بحضور ضابط الاتصال التابع للمخابرات التركية، طلب منه تحديد المستودعات التي جرى فيها تخزين هذه الصواريخ بدقة "بالنظر لأن المجمع العسكري ،الذي أشار إليه (والذي كان هو طلب منه في وقت سابق من العام 2011 جمع معلومات عنه ) يمتد على مساحة تقارب 4.5 هيكتارات ويضم أكثر من 60 مستودعا يبعد كل منها عن الآخر ما بين 70 إلى مئتي متر، الأمر الذي يجعل من البحث عن بضعة صواريخ ياخونت في هذا الكم الكبير من المستودعات أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش".
وطبقا للمصادر نفسها، فإن العقيد الكردي وعد الكولونيل كاتالانو بتأمين المعلومات المطلوبة في أقرب وقت ممكن، وهو ما جرى فعلا. فقد عاود الكردي اجتماعه به في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي بعد أن حصل على معلومات دقيقة من زملائه في قيادة القوى البحرية السورية في اللاذقية، وفي المجمّع ـ الهدف بشكل خاص، الأمر الذي مكن الإسرائيليين، بعد مشاورات وتنسيق مع الإدارة الأميركية، من تحديد ثلاثة مستودعات على الأقل للصواريخ جرى تدميرها بثلاثة صواريخ "هاربون" بحر ـ بر.
هذه المعلومات أكدتها مصادر بريطانية، مشيرة ، فضلا عما تقدم، إلى أن العقيد الكردي "التقى ضباطا إسرائيليين ثلاث مرات على الأقل خلال العامين الماضيين في تركيا وبلدان أوربية أخرى"، كما أنه" الضابط المكلف من قبل الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة بجمع المعلومات عن القوى البحرية السورية وما يتصل بها في منطقة الساحل السوري".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق