الثلاثاء، 15 يوليو 2014

إسرائيل توافق على المبادرة المصرية و"القسام" ترفضها

وافقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة، إثر اجتماعها اليوم الثلاثاء، على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين رفضت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، فجر اليوم هذه المبادرة.
وقالت كتائب القسام في بيان: "لم توجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام. إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلا وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
وتابعت: "معركتنا مع العدو ستستمر وستزداد ضراوة وشدة وسنكون الأوفياء لدماء الشهداء ونعد شعبنا أنها لن تضيع سدى ولن يجهضها أحد كائنا من كان".

رفض حماس

وكانت حركة حماس أعلنت ليل الاثنين-الثلاثاء رفضها أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل، مؤكدة أن المبادرة المصرية لم "تصلها بشكل رسمي".
كما أعلن سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس في بيان أن "ما يتم ترويجه بشأن نزع سلاح المقاومة غير خاضع للنقاش، ونحن شعب تحت الاحتلال، والمقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب".
وبدوره، صرح اسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في كلمة متلفزة مساء الاثنين: "نقول بشكل مبسط وواضح ليست المشكلة في التهدئة ولا العودة لاتفاقيات التهدئة لأننا نريد وقف هذا العدوان على شعبنا، ولكن المشكلة هي واقع غزة من حصار وتجويع وإغلاق للمعابر وإهانة للناس".
وتابع هنية: "يجب أن يتغير هذا الوضع وينتهي الحصار، يجب أن يعيش شعبنا في غزة حراً كريماً يتمتع كما باقي شعوب العالم، وأن يعيش أهلنا في الضفة الغربية في أمن من استباحة العدو لمدنهم ومنازلهم والاعتقالات التي ينفذها الاحتلال".

تأييد نتنياهو

وفي سياق متصل، عقدت الحكومة الإسرائيلية الأمنية الإسرائيلية اجتماعا، فجر اليوم الثلاثاء، وافقت إثره على المبادرة المصرية.
وصرح اوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تويتر أن "الحكومة قررت الموافقة على المبادرة المصرية من أجل وقف إطلاق نار يبدأ عند الساعة 09:00 (06:00 بتوقيت غرينتش)".
ومن جهتها، أوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة الأمنية، التي تضم أبرز الوزراء، أعطت الضوء الأخضر على الاقتراح قبل دقائق فقط على انتهاء المهلة. إلا أنها لم تعط أي تفاصيل حول عدد مؤيدي المقترح، إذ كانت هذه الحكومة منقسمة حول مسألة تهدئة "من جانب واحد" مع حماس.
واعتبر وزير مقرب من نتنياهو، اليوم الثلاثاء أن "حماس تخرج ضعيفة بعد هذه المواجهات فقد ألحقنا أضرارا كبيرة بقدرتها على إطلاق وتصنيع الصواريخ".
وكان المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، باراك رافيد، قد أفاد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤيد وقفا لإطلاق النار مع حركة حماس.
وكتب باراك رافيد على حسابه على موقع "تويتر"، نقلا عن مصدر لم يحدده أن "رئيس الوزراء نتنياهو سيؤيد وقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر"، موضحا أن رئيس الوزراء سيطلب من أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة التصويت تأييدا لوقف إطلاق النار.

ترحيب أوباما

ومن جهة أخرى، رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمبادرة المصرية، معربا عن أمله في أن تتيح هذه المبادرة العودة الى الهدوء.
وأكد أوباما، خلال حفل إفطار رمضاني استضافه في البيت الأبيض، أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر"، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه "مأسوي".
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يزور القاهرة اليوم الثلاثاء للتشاور بشأن اقتراح وقف العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أسبوع.
 

تفاصيل المبادرة المصرية:

طلقت مصر، الاثنين، مبادرة لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية إنه "استكمالاً للجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تجريها مصر على أعلى مستوى على مدار الأسبوعين الماضيين مع مختلف الأطراف المعنية والإقليمية والدولية، وانطلاقا من مسؤولياتها تجاه أشقائها الفلسطينيين وحقنا لدمائهم والحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية، فقد أطلقت مصر مبادرة اليوم تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك في ظل اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، بما يؤدي إلى وقف كافة الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
وتابع المتحدث: "تؤمن مصر أن نجاح هذه المبادرة ووقف كافة الأعمال العدائية سوف يسهم دون شك في تهيئة المناخ لاستئناف مفاوضات جادة، وفق إطار زمني محدد وعلى أساس المرجعيات والمبادئ الدولية المتفق عليها، وتقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الضمانة الوحيدة لاستدامة الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة".

نص المبادرة


1- انطلاقاً من المسؤولية التاريخية لمصر، وإيماناً منها بأهمية تحقيق السلام في المنطقة وحرصاً على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء، تدعو مصر كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فورى لإطلاق النار، نظراً لأن تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد وما سيسفر عنه من ضحايا لن يكون في صالح أي من الطرفين ومن هذا المنطلق يلتزم الطرفان خلال فترة وقف إطلاق النار بالآتي:

أ- تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.
ب- تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.

ج- فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.

د- أما باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن سيتم بحثها مع الطرفين.
2-

- أسلوب تنفيذ المبادرة


أ- تحددت الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، الثلاثاء  15 يوليو 2014،  لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
ب- يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة (طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012).
جـ- يلتزم الطرفان بعدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين حال القيام بأي أعمال تعرقل استقرارها.  

هنية يطالب برفع الحصار

هذا ورفض اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أي تهدئة لا تضمن رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس.
وقال هنية في كلمة متلفزة، مساء الاثنين، إن المشكلة بشكل مبسط ليست في التهدئة بل في الواقع الذي تعيشه غزة من خلال الحصار، نقلا عن وكالة "معا" الفلسطينية.
وأضاف: "يجب أن يتغير هذا الوضع وأن ينتهي الحصار وأن يعيش الشعب حرا مثل كل شعوب العالم".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق