الأحد، 27 يوليو 2014

إسرائيل تسوق صور الدمار بالشجاعية للخروج من العملية العسكرية

 أشارت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الاحد، أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تبحث عن مخرج لإنهاء العملية العسكرية على قطاع غزة يجنبها انتقادات الرأي العام وسائل الاعلام.
وذكر المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه، موشيه يعالون، والجيش يبحثون عن طريق لإنهاء العدوان على غزة، لكنهم يخشون من ردة الفعل في الرأي العام كما يخشون الانتقادات في الإعلام.
وحسب الكاتب يخشى نتنياهو كذلك أن يظهر وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، كالمنتصر لأنه "الوحيد الذي تجرأ" على المطالبة بالاستمرار في العملية العسكرية، والذي استغلها من أجل الإعلان عن انفصال حزبه إسرائيل بيتنا عن حزب الليكود بزعامة نتنياهو لأهداف شخصية ولتشكل له رافعة في اية انتخابات قادمة.
وخلُص برنياع إلى أن أمام المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابنيت إما قبول مقترح كيري مع بعض التعديلات وإما السعي لوقف لإطلاق النار من جانب واحد، وقال الكاتب في تقريره بأن "أبو مازن وليس كيري هو القناة الصحيحة بين إسرائيل وحماس".
وكتب المحلل في صحيفة يديعوت أحرنوت، والذي رافق قوات من الجيش الإسرائيلي داخل غزة، أن كابنيت الذي فتح الباب أمام التدخل الأميركي توقع ضغطًا أميركياً على قطر لكي تضغط على حركة حماس لقبول مبادرة لإطلاق النار شبيهة بالمبادرة المصرية، إلا أن الأمر كان معاكسًا، إذ ضغطت حماس على قطر التي فرضت موقفها على وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بخصوص شروط وقف النار، حسب الصحيفة.
وقال برنياع إن ما أقترحه كيري هو عملياً "المباشرة في محادثات تقارب بين إسرائيل وحماس برعاية أميركية، وخلال المحادثات ستعلو مطالب حماس كافة لرفع الحصار عن القطاع ولتحويل الأموال للحركة.
وقال أن محادثات بين إسرائيل وحماس جرت في الماضي، لكنها كانت برعاية مصرية وليس أميركية، وتأثيرها على حجم الحصار كان هامشيًا، وأن التدخل الأميركي الحالي يعزز الاعتراف الدولي في حماس، ويخرج الحركة  من الحملة مع إنجاز جدي".
وأوضح برنياع أنه لو تقدم أي طرف آخر، أوروبي أو عربي، بهذا المقترح لرفضته إسرائيل، لكنها فضلت رفض مقترح كيري بلطف من خلال المطالبة بإجراء تعديلات لن تتم على الأغلب.
وتناقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الأحد صور الدمار الواسع في حي الشجاعية في قطاع غزة، في محاولة لربما "لإشفاء غليل" الرأي العام الإسرائيلي على وقع الخسائر غير المتوقعة في صفوف جنود الاحتلال، والتي تجاوزت الأربعين قتيلاً.
وتحدث أكثر من مراسل ومحلل عن الدمار الواسع في الشجاعية وأنه يشبه الدمار الذي تسبب به الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية في بيروت خلال حرب تموز في العام 2006.
واختارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صورة للدمار في الشجاعية وكتبت تحتها: "مدمرة. حي الشجاعية في غزة أمس"، وفوقها نشرت صور 10 جنود قتلوا في غزة.
وكتبت الصحيفة أن إسرائيل وافقت على "الهدنة الإنسانية" في غزة لسببين؛ الأول، لأن الهدنة تمنح الجيش المزيد من الوقت لتدمير الأنفاق من دون مقاومة.
والسبب الثاني لأن إسرائيل ترغب بأن يخرج أهالي غزة إلى الشوارع لمشاهدة الدمار الذي خلفته وبالتالي الضغط على حماس كي لا تجدد إطلاق الصواريخ، والعودة إلى معادلة "الهدوء يقابله الهدوء" من دون الحاجة لإعلان وقف إطلاق نار رسمي من الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن قادة الأولوية المقاتلة في غزة قولهم إن الجيش استغل "الهدنة الإنسانية" لتدمير الأنفاق من دون مقاومة وأن الجيش على وشك إنهاء عملية تدمير الأنفاق الحدودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق