السبت، 12 يوليو 2014
كتب سري عرابي
العقبة التي تحول دون القدرة على رؤية إنجاز المقاومة، هي تقييمها بناء على افتراض أساسي يحسب كلفتها إلى قدرتها على الإثخان المحسوس في العدو (خسائرنا مقبل خسائرهم)، وإلى قدرتها على تحقيق إنجاز سياسي واضح ويمكن الإمساك به، وبصرف النظر عن كون هذا الافتراض كثيرًا ما يسقط الاعتبارات الموضوعية وخصوصيات كل حالة وكذا إغفاله التجربة الإنسانية مع الاستعمار والنزعة العدوانية للعدو المحتل بمعزل عن مقاومة المسضعفين، فإن هذا الافتراض أسير دخل غشاوة مادية عاجزة عن رؤية إنجاز المقاومة في الحفاظ على "روح الشعب" وتعزيز إرادته التي تعطي وجوده واستمراره المعنى وتبقي عدوه في أزمة وجودية مزمنة ومستحكمة، إضافة إلى زعزعة أيديولوجيا الوجود الاحتلالي، وهي في الحالة الصهيونية (الأمن).. هذا لا يعني استهانة بحيوات الناس، ولا تعظيمًا للتضحية على حساب الإنجاز العسكري والسياسي، ولكنه يضع الحياة في سياق وجودي أوسع ويمسك بالإنجاز الأهم للمقاومة فلسطينيًا والتي تجعل وجود العدو في قلق دائم واحتمالات زواله ممكنة في سياق عربي أوسع، كما أن هذا لا يخلي المقاومة من مسؤولياتها في ضرورة السعي لتعزيز قدراتها وتجنيب شعبها الخسائر قدر الإمكان (وهذا الذي ثبت أن المقاومة في غزة تفعله في حدود ظروفها الخاصة)، بيد أن المسؤولية هي مسؤولية الشعب أولا وأخيرا، فلو لم توجد مقاومة لكان واجبًا على الشعب خلقها، فمسؤولية المقاومة جزء من مسؤولية الشعب.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق