السبت، 12 يوليو 2014

خبيرة إعلامية: 10استراتيجيات لتعاطي إعلام مصر مع قصف غزة.. "تشويه" و"اختزال" و"تحريض"

"تشويه" و"اختزال" و"تحريض".. تلك أبرز ثلاث استراتيجيات من أصل 10، استخدمتهم وسائل إعلام مصرية في التعاطي الإعلامي مع عملية "الجرف الصامد" التي أطلقها الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة، الإثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل 121 شخصا على الأقل.

تلك الاستراتيجيات استهدفت بالأساس "نزع" العملية العسكرية ضد غزة من بؤرة اهتمام الرأي العام المصري، ودفعه إلى اختزال القضية الفلسطينية في قطاع غزة، و"حمله على الخلط بين فصائل المقاومة والعدو"، حسب ما قالته نيرمين عبد السلام، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريحات للأناضول.

عبد السلام أوضحت أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، الحكومية والخاصة، استخدمت 10 آليات أو استراتيجيات في التناول الإعلامي لعملية "الجرف الصامد"، هي تفصيلا:

استراتيجيات ما قبل "العدوان"
1- التشويه والترهيب:

بدأت هذه الاستراتيجية قبل العملية الصهيونية بشهور، وهدفت إلى تهيئة الرأي العام المصري؛ لأي "عدوان" يواجهه القطاع ودفعه لتقبل الأمر، وتمثلت تلك الاستراتيجية في "التشويه والترهيب".

وبدأ تنفيذ تلك الآلية من خلال اتهام وسائل إعلام مصرية لحركة "حماس" بدعم العمليات الإرهابية في سيناء ، دون تقديم دليل ملموس على ذلك، كما اتهموا الحركة بقتل جنود مصريين في رفح خلال هجوم في أغسطس 2012  رغم أن التحقيقات لم تتوصل بعد لمنفذي الهجوم. كما حملت وسائل إعلام، حركة حماس مسؤولية الأزمات الحياتية التي عاناها المصريون إبان حكم الرئيس محمد مرسي، حيث اتهمت الحركة بتهريب المحروقات عبر الانفاق الحدودية، وفق حديث الخبيرة الإعلامية مع وكالة الأناضول.

2 - الاقتران:

تقوم هذه الاستراتيجية على إقران اسم حركة حماس بلفظ "الإرهاب" في كل الأخبار التي تبث عنها.

3- الاختزال والاستبدال:

تستند هذه الاستراتيجية على اختزال فلسطين وقضيتها في قطاع غزة، ثم استبدال صورة حماس في الأذهان بصورة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها الحكومة المصرية "جماعة إرهابية" منذ ديسمبر الماضي.

استراتيجيات بعد "العدوان"
4- التعميم:

مع بدء العدوان الصهيوني الحالي على غزة، شرعت وسائل اعلام مصرية في استخدام هذه الآلية، وبمقتضاها لا يتم التفرقة في الخطاب الإعلامي بين حركة حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام" وبين المدنيين العزل.

5-  تحويل الانتباه:

تستهدف هذه الاستراتيجية صرف تركيز الرأي العام عن أخبار الحرب من خلال جذبه لمساحات أخرى كمباراة كأس العالم الشهيرة بين البرازيل وألمانيا التي أسفرت عن فوز الأخيرة بـ7 أهداف مقابل هدف واحد الأسبوع الماضي، وتزامنت مع بدء العملية الصهيونية.

6- التعتيم:

تقوم هذه الاستراتيجية على التركيز على خسائر قطاع غزة جراء القصف الصهيوني، مع إغفال الخسائر التي لحقت بالضفة الغربية التي تشهد اشتباكات متقطعة منذ مقتل الفتى محمد أبو خضير (17 عاما) على يد مستوطنين صهاينة، لإيهام الرأي العام أنها حرب محدودة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة فقط.

7- التهوين:

تقوم هذه الاستراتيجية على "التهوين" من الخسائر الفادحة التي مني بها الفلسطينيون في الأرواح والممتلكات ونشر آراء "غير إنسانية"، مثل ما قاله المذيع أحمد موسى على شاشة قناة التحرير الخاصة وكان نصه "أطالب الجيش المصري بضرب هذه المعسكرات في غزة مش عايزين حاجة تجيلنا من عندهم..اللي يموت يموت هناك..لا هنعالج - اشارة إلى فتح معبر رفح لاستقبال المصابين في الغارات الصهيونية لساعات أمس الأول- ولا عايزين حد يدخل عندنا..اضرب حماس"،  وهذه النظرية تهدف لتحويل حماس من رمز للمقاومة إلى رمز للعدو في نظر الرأي العام المصري، وفق ما أفادت به الخبيرة الإعلامية للأناضول.

8- تزييف الوعي الجمعي:

قامت وسائل إعلام مصرية بالترويج إلى أن الحفاظ على الأمن القومي المصري يتطلب قطيعة كاملة مع قطاع غزة، في محاولة لـ"تزيف وعي" الرأي العام، وهي الاستراتيجية التي اتبعتها قناة فضائية خاصة عندما بثت خبرا بعنوان "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تغير على 12 هدفا إرهابيا في غزة الليلة الماضية"، في إشارة لمواقع تابعة للمقاومة، وبعد انتقادات حادة للخبر، اضطرت القناة إلى حذفه والاعتذار عنه.

9- التحريض:

وتعني هذه الاستراتيجية "التحريض" على "إبادة" حماس ولو على أيدى الكيان المحتل، وهي الآلية التي كانت حاضرة بقوة من خلال خطاب بعض الإعلاميين وضيوفهم ؛ كالمحامية تهاني الجبالي، التي حلت ضيفة على برنامج "صباح أون" على قناة "أون تي في" الخاصة، الأربعاء الماضي، وصرحت بأن الكيان الصهيوني هو الذى أنشأ حركة حماس لشق الصف الفلسطيني. وفي نفس الحلقة، وصفت مقدمة البرنامج أماني الخياط هجوم صهيوني على غزة بـ"التمثيلية والمسرحية الهزلية التي تديرها حماس"؛ مضيفة أن حماس تتاجر بدماء أهالي قطاع غزة وأنها سعت لهذا المشهد حتى تكون بطل المقاومة من جديد.

10- الإيهام بالحياد والتوازن:

وهي الاستراتيجية التي استخدمها بعض الإعلاميين المصريين، ومن بينهم المذيع جابر القرموطي، حينما قال في إحدى حلقات برنامجه "مانشيت" على قناة "أون تي في" الخاصة: "وجود إسرائيل في المنطقة مرفوض تمامًا، لكن حماس كانت بتلف على الحدود المصرية والجنود المصريين مقتولين مكنش حد بيقول لهم عيب"، فالرجل هنا ينتقد الجانبين و يظهر بصورة محايد يحمل كل طرف ما ارتكبه من أخطاء.

ويشن الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية، مساء الاثنين الماضي، سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، تسببت بمقتل نحو 122 فلسطيني وإصابة أكثر من 900 آخرين حتى الآن من اليوم السبت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق