الاثنين، 14 يوليو 2014

إسرائيل تخشي من نجاح حماس عبر عشرات المسلحين من التسلل إلى بعض المستوطنات والسيطرة عليها

اعترفت إسرائيل اليوم رسميًّا أنّ المقاومة الفلسطينيّة تمكنت من إرسال طائرة بدون طيّار من قطاع غزّة إلى مدينة أسدود الجانبيّة، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ إنّ سلاح الجو تمكّن من إنزالها، ولم يُعرف حتى اللحظة في ما إذا كانت محملّة بالمتفجرات.
وهذا الإنجاز ينضاف إلى سلسلة الإنجازات العسكريّة التي حققتها المقاومة في المواجهة الدائرة حاليًّا مع الاحتلال. وبحسب المصادر العسكريّة في تل أبيب، أظهرت القدرات الصاروخية التي تمتلكها حركة حماس مدى جاهزيتها للدخول في معركة كبيرة مع إسرائيل، فصواريخها لم تعد تستثني إلا القليل من المدن الإسرائيلية، لكن كل ذلك اصبح معلوما لدى المؤسسة الأمنية التي باتت تتخوف مما هو مجهول لدى المقاومة.
ولعل عملية تسلل (كوماندوز القسام) إلى كيبوتس زيكيم في مجلس عسقلان، ضاعفت من المخاوف الإسرائيلية التي ظهر عليها الإرباك بعد العملية وأعلنت منذ وقوعها أن عدة مسلحين آخرين حاولوا التسلل بحرًا إلى ساحل عسقلان قبل أن تعود وتنفي ثم عادت فجر اليوم الجمعة لتقول أن مسلحين تسللوا عبر خليج إيلات للمدينة، وأغلقت كافة الطرق فيها وبدأت عملية كبيرة في المدينة قبل أن تعود وتنفي تسلل أي مسلح. كما اعترفت تل أبيب بأنّ الوحدة النخبويّة (شاييطت13) التي وصلت إلى شاطئ غزّة سرًا، كُشفت من قبل المقاومة، ودار بين الطرفين تبادل لإطلاق النار أسفر عن جرح أربعة جنود إسرائيليين بجراح متفاوتة.
هذا الهوس الأمني الكبير لدى إسرائيل، عاد مجددًا ينتاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي قررت، وفقا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، زيادة قواتها الجوية في سماء قطاع غزة تخوفًا من أن تستخدم حماس طائرات صغيرة بدون طيار تحمل متفجرات واستخدامها كوسيلة هجوم ضد أهداف إسرائيلية.
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيليّ للصحيفة، إنّه على الأرجح أن الطائرات التي تمتلكها حماس هي طائرات صغيرة كتلك التي تستخدم في عمليات التصوير، موضحًا أنه يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا في حال انفجرت أي منها في مستوطنات الجنوب والتي فقط يمكن أن تستطيع الوصول إليها. وحسب المسؤول فإنّ القوات الجوية أوكلت طائرات في سماء غزة بمهمة اعتراض أي طائرات بدون طيار مجهولة قد تطلقها حماس. فيما قالت الصحيفة إنّ هذا يمكن أن يكون جزءً من المفاجآت التي تستعد حماس لإظهارها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال عملية عامود السحاب عام 2012، نجح سلاح الجو الإسرائيليّ في رصد إجراء تجربة تسيير طائرات استطلاع وقد رصد فيما بعد المخزن الذي بداخله الطائرات وتمّ تدميره. في السياق ذاته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر والمؤسسة الأمنية بأكملها يؤخران العملية البرية تخوفًا من التهديد الأكبر ممثلا بـ الأنفاق الهجومية التي جهزتها حماس للمعركة الكبرى. وبحسبه، فإنّ حماس حفرت تلك الأنفاق للتسلل منها خلف السياج الأمني لقطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ هذه الأنفاق تسببت في انقسام واضح بين من يطالب بالاقتحام البري لاكتشافها وتدميرها وبين الخشية من أن الدخول قد يعرض القوات البرية لخطر تفجير كميات كبيرة من المتفجرات في القوات المتوغلة، وبين من يطالب بعدم الدخول حتى لا يتسلل العشرات من المسلحين عبرها إلى داخل المستوطنات ويصبح ذلك فضيحة بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
ونقل عن مصادر عسكرية قولها إنّ حماس شكلّت قوة خاصة للعمل في الأنفاق وتولي مسئولية تنفيذ العمليات عبرها، لافتةً إلى أنّ حماس أظهرت تطورًا مهمًا في القتال، كما أنّ بإمكانها إطلاق عشرات الصواريخ بسهولة من خلال شبكة الأنفاق أسفل الأرض وليس كما كانت تعاني في الحربين الأخيرتين. وأضاف أنّ عدم قدرة وصول الأمن للصواريخ دفع الجيش لمحاولة تنفيذ اغتيالات ضد عناصر حماس واستهداف منازل عائلاتهم بهدف الضغط عليهم.
من جهتها قالت صحيفة (معاريف) إنّ حماس نجحت في إفشال المخطط العسكري بتوجيه ضربات عنيفة ضد قيادات الحركة من خلال إخفائهم عن الأنظار، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل كانت تبحث عن قيادي في حماس يمكن من خلاله بدء المعركة إلا أنها فشلت ونجحت حماس إسرائيل بجرها إلى الحرب في وقت غير مناسب. أمّا مراسل الشؤون العسكرية في القناة السابعة، فقال إنّ الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل تخشي من أنْ تنجح حماس عبر عشرات المسلحين من التسلل إلى داخل سديروت وبعض المستوطنات وإمكانية السيطرة عليها بعد معركة كبيرة مع الجيش قد يقتل فيه العشرات من الجنود ومن المهاجمين، مبينًا أنّ مثل هذه العملية ممكنة جدًا تزامنًا مع إطلاق صواريخ وإطلاق نار من القناصة.
زهير أندراوس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق