السبت، 12 يوليو 2014

كتب كيم الشاذلي

ولعلي بسائل : ما جدوى المقاومة في فلسطين، ما دام القتلى معظمهم في صفوف الفلسطينيين؟.
ـ أولاً في تاريخ الحركات المقاومة كانت الغالبية العظمى من القتلى تقع في صفوف الشعوب المحتلة، وذلك لأن خسة ونذالة المعتدي وقوته كانت تدفعه لضرب المدنيين، أو على أفضل تقدير عدم التمييز في الضرب والقصف بين محارب ومدني.. وعندما تعيد النظر في عدد من سقطوا في غزة ستجد أن النسبة الغالبة من المدنيين العُزل، ومن النساء والأطفال .
ثانياً ليس هدف المقاومة دائماً هو الأرواح، كل حركة مقاومة تتعامل وفق رؤيتها، أو بمعنى أدق وفق ما ترى بأنه موجع للطرف المحتل، بالنسبة للكيان الصهيوني مجرد دوي صفارات الإنذار في جنبات الدولة اللقيطة يحقق مكاسب كبيرة وفق ما كتبوه هم في صفحاتهم ومنها :
ـ أصبح عدد المهاجرين من اسرائيل كبير، بالاضافة إلى أن كل رجال الأعمال الاسرائيليين لهم بيوت وأعمال خارج الكيان تحسباً للحظة انهيار الدولة.
ـ مصطلح "انهيار أو انتهاء اسرائيل" هو كابوس حاضر دائما، ويؤرق كل السياسيين الاسرائيليين، لأن قلة الهجرة الوافدة ـ خصوصاً من ذوي الإمكانات المادية والفكرية والعلمية ـ يمثل عائق حقيقي أمام الأزمة الديمغرافية التي تلعب لصالح الفلسطينيين، والسبب في ذلك هي صواريخ القسام.
ـ من حوالي خمس سنوات، أسس ابن أخت "موشى ديان" موقعاً على الانترنت يُعلم فيه الشباب الاسرئيلي طرق التهرب من الخدمة العسكرية، وهذه أزمة خطيرة تواجهها اسرائيل وهي "أزمة انعدام الانتماء لدى الجيل الجديد".
ـ عدد من يتمسكون بالبقاء في فلسطين مهما حدث هم نسبة تقل عن 30% وفق دراسة نشرتها صحيفة هارتس .
ـ عدد الذين يشعرون بالأمان هم نسبة تقل عن 20% "نقلاً عن د. عبدالوهاب المسيري" رحمه الله والسبب كما قال "المقاومة".
ضف فوق كل هذا أن قوات الاحتلال تقوم بعملية كتمان شديد عن أثر ضربات المقاومة حتى لا تزيد من توتر المستوطنين ورعبهم .. وتمنع منعاً باتاً أي تصوير لحرائق أو إصابات أو تدمير وتقوم بمصادرة حتى الهواتف النقالة إذا ما قام صاحبها بالتقاط صورة أو أكثر .
ببساطة شديدة مقولة( كم جندي اسرائيلي قتل ) هي مقولة خاطئة،وتنبئ عن عدم فهم لأبعاد القضية، الجزائر أراقت دم مليون ونصف مليون شخص من أجل حريتها، وفي فيتنام التي أذاقت أمريكا أكبر هزائمها في القرن العشرين، قُتل من الفيتناميين مليون ومئة ألف بجانب ثلاثة مليون جريح، في مقابل أقل من 60 ألف جندي أمريكي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق