الأربعاء، 16 يوليو 2014

عاموس هرئيل في هارتس : حماس لا تلعب حسب شروط مصر

\كتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، تحت عنوان " حماس لا تلعب حسب شروط مصر " عن فشل المبادرة المصرية لتحقيق وقف اطلاق النار امس، وبالتالي استمرار القصف المتبادل بين إسرائيل وحماس والذي اوقع اول قتيل اسرائيلي منذ بدء الحرب.
ويقول: "ان إسرائيل يمكنها كما يبدو اعطاء فرصة اخرى للجهود المصرية، لأنه بدون وقف اطلاق النار، وتحت وطأة الضغط الشعبي المتزايد والانتقادات الفظة من قبل وزيرين في المجلس الوزاري المصغر، يمكن لنتنياهو ان يغير توجهه ويصعد الخطوات العسكرية في قطاع غزة."
ويضيف هرئيل ان مصر بادرت الى وقف اطلاق النار دون الحصول على موافقة مسبقة من قادة حماس،وحددت القاهرة موعد سريان وقف اطلاق النار واملت الشروط: الهدوء مقابل الهدوء، العودة الى تفاهمات "عامود السحاب" واستعداد مصر الغامض لإعادة فحص مسالة التسهيلات على معبر رفح."
"وكما كان متوقعا فقد تجاوبت اسرائيل مع المبادرة، وارسلت إسرائيل ناطقيها الرسميين، ومن بينهم عاموس غلعاد، رئيس القسم السياسي في وزارة الأمن، لتسويق الاتفاق ونجاح اسرائيل في عملية "الجرف الصامد". وقالت لإذاعة الجيش ان الاتفاق سيوقف العمل العسكري لحماس فوق وتحت الأرض، أي في الانفاق أيضا. وكان يمكن للمستمعين الاذكياء ان يفهموا بأن إسرائيل كانت على علم مسبق بتفاصيل المبادرة المصرية. ومن يعرف، ربما كان لغلعاد نفسه، المقرب من السيسي، دور فيها."
" لكن حماس رفضت اللعب حسب الشروط التي املتها مصر. وحتى ساعات صباح الثلاثاء اعلن المتحدثون باسمها تحفظهم من الاتفاق، وبعد ذلك اعلنت الذراع العسكرية للحركة رفضها للاتفاق. وهكذا عاد القصف. وكانت رسالة حماس واضحة: الاملاء المصري ليس مقبولا".
ويشير هرئيل الى تكهنات الجيش مساء الاثنين بأن حماس ستوافق على وقف اطلاق النار بسبب الضربات التي تلقتها، وان موافقتها منوطة بـ"الجزر" الذي ستحصل عليه من مصر. لكن جوهر المشكلة لا يكمن بشكل مباشر في إسرائيل. فحماس تواجه ازمة اقتصادية واستراتيجية كبيرة وقفت، كما يبدو، في مركز قرارها بتصعيد الاوضاع. ولكي يكون الاتفاق مقبولا عليها، يجب ان يشمل تسهيلات كبيرة تمنحها لها مصر، بالسماح بحركة البضائع والناس عبر معبر رفح، وحل مسألة رواتب المستخدمين، خاصة بعد فشل الاتفاق بين حماس وفتح بحل هذه المسألة. ولكن الاقتراح المصري تضمن وعود اقتصادية بشأن المعابر".
وللرد على السؤال حول سبب سلوك حماس يوم امس، يكتب هرئيل "ان اسرائيل والفلسطينيين عايشوا اتفاقيات تم خرقها في السابق، منذ الانتفاضة الثانية وحتى جولات العنف الأخيرة في غزة. وغالبا ما يميل الشرح الاسرائيلي الى الادعاء بأن الفلسطينيين يحاولون تحديد صورة انتصار بواسطة توجيه اخر عملية قصف مكثف، (والتي يفترض بإسرائيل ان تتجاهلها) او بدل ذلك حدوث "مساحة كبح" في الأراضي الفلسطينية، أي فترة زمنية تتراوح بين يوم وثلاثة ايام تعمل خلالها القيادة على فرض سيطرتها على آخر النشطاء. ولكنه ليس هذا ما حدث هذه المرة. ففي القيادة الجنوبية يعتقدون ان منظومة القيادة والسيطرة في حماس لم تتغير، ولم تكن هنا حالة خروج احد القادة المحليين عن صلاحياته واطلاق النار على غوش دان، وانما جاء القرار من الجهات العليا."
"ويبدو هذه المرة ان التفسير المحتمل هو ان حماس غضبت على محاولة مصر دفعها الى الزاوية وتطالب بتحسين شروط الاتفاق في الجانب الاقتصادي. والاحتمال الثاني وربما المقلق، هو ان قيادة حماس استنتجت انه لم يعد هناك ما ستخسره ولذلك سعت الى جر الجيش الى داخل القطاع، من خلال الافتراض بأن المنظومة الدفاعية لحماس ستتمكن هذه المرة من جباية ثمن باهظ من إسرائيل يتمثل بعدد كبير من الخسائر، وبالتالي عرض الموقف الفلسطيني كإنجاز."
وحول احتمال شن هجوم بري على غزة، يكتب هرئيل انه "الى ما قبل المبادرة المصرية ساد الحديث عن عملية برية محدودة، ولكن الآن بعد رفض حماس لوقف اطلاق النار ومقتل اول إسرائيلي جراء القصف، يمكن للوزراء الشعور بأنهم يملكون شرعية تفعيل قوة اضخم في سبيل تحقيق وقف اطلاق النار. ويمكن ان ينعكس ذلك في تضخيم الهجمات الجوية وتقليص القيود المتعلقة بقصف مناطق المدنيين الفلسطينيين. بل يمكن توسيع الهجوم بتوغل بري وتجنيد عدد اكبر من جنود الاحتياط لهذا الغرض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق