الأربعاء، 16 يوليو 2014

مصر وإسرائيل صاغتا نص المبادرة من وراء ظهر الفصائل الفلسطينية ولم ترغبا بدور اميركي

\كشفت صحيفة "هآرتس" أن ممثلين إسرائيليين شاركوا في صياغة المبادرة المصرية، وأن المبادرة اعتمدت على مقترح قدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشيرة إلى أن مصر وإسرائيل لم ترغبا بدور أمريكي في اتفاق وقف إطلاق النار فسارعتا إلى صياغة المبادرة والإعلان عنها.
ويشير تقرير للصحيفة إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تبلغ بالاتفاق، وأن مصر ردت على سؤال إسرائيل حول الرد المتوقع لحماس بالقول: إذا وافقت إسرائيل فلا خيار أمام حماس إلا القبول.
وبحسب الصحيفة فإن وزراء الكابينيت، ومن بينهم وزير الخارجية ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت لم يكونا على علم بالاتصالات الجارية مع المصريين وفوجئا بالإعلان عنها.وقالت الصحيفة أن الاتصالات بين مصر وإسرائيل لوقف إطلاق النار كانت بطيئة في الأيام الأخيرة، لكن حصل تحول ظهيرة يوم الإثنين حينما أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلسلة اتصالات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياه، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وجهات أخرى.
وقال موظفون إسرائيليون كبار إن كيري حاول حث المصريين والإسرائيليين على دفع مبادرة لوقف إطلاق النار واقترح عقد اجتماع في القاهرة أو تل أبيب بمشاركة الولايات المتحدة لبلورة اتفاق، لكن تل ابيب والقاهرة رفضتا اقتراح كيري بطريقة ديبلوماسية، وقالتا إنهما في مرحلة متقدمة من المحادثات ولا حاجة للوساطة الأمريكية.
وتضيف الصحيفة أن القاهرة لم ترغب بتدخل كيري، لكي تظهر أن السيسي قادر على لعب دور مصر التقليدي في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بقطاع غزة، دون تدخل خارجي. وفي تل أبيب تحفظوا من تدخل كيري كي لا تتعرض إسرائيل لضغوط أمريكية مما قد يؤدي إلى تحقيق إنجازات لحماس.
ويشير التقرير أن نية كيري التوجه إلى المنطقة للدفع باتفاق وقف إطلاق النار شكلا ضغطا على إسرائيل ومصر فكثفتا الاتصالات بينهما لبلورة اتفاق. وقال مسؤول إسرائيلي إن المبادرة المصرية هي عمليا تبني لمقترحات طرححها عباس قبل عدة أيام. فقد اقترح عباس على المصريين الإعلان أولا عن «وقف العمليات العدائية من الجانبين» وبعد ذلك البدء بمفاوضات حول بنود الاتفاق كالمعابر ومناطق الصيد ألخ.
ويشير التقرير أن بلورة صيغة المبادرة جرت بمشاركة إسرائيل ودون علم حماس، ويضيف: " "عمل على صياغة المبادرة مسؤولو المخابرات المصرية بمشاركة وزارة الخارجية المصرية، ومن الجانب الإسرائيلي شارك في المفاوضات كل من مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة يتسحاك مولخو، ورئيس الشاباك يورام كوهين، ورئيس قسن السياسات والأمن في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، ورئيس قسم التخطيط في القيادة العامة، نمرود شيفر. واستبعدت الخارجية الإسرائيلية من اللقاءات.
ويشير التقرير إلى أن الفصائل الفلسطينية فوجئت من الإعلان عن المبادرة. وتقول الصحيفة إن حماس والجهاد الإسلامي علموا بوجود اتصالات من أجل بلورة اتفاق لكنهم لم يتوقعوا أن يسمعوا عن المبادرة في وسائل الإعلام وأن الاتفاق تمت صياغته بمشاركة إسرائيل.
وبحسب التقرير فإن مصر كانت تتوقع أن يقبل الفلسطينيون ما تقبله إسرائيل. ويقول التقرير: "حينما سأل أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي المصريين إذا ما كانت حماس ستوافق على المبادرة. حاول المصريون طمأنة الإسرائيليين وردوا عليهم بالقول: إذا وافقت إسرائيل فحماس لن يكون أمامها خيار إلا الموافقة".
ويشير التقرير إلى أن المصريين لم يبلغوا حماس بالتطورات ولم يرسلوا لهم اية رسالة بهذا الشأن.
وعن إقرار المبادرة في الكابينيت الإسرائيل يقول وزير شارك في الجلسة لهآرتس: عرض نتنياهو صيغة الاتفاق على أنها أمر منته لا يقبل التحفظات. وقال نتنياهو ويعلون للوزراء: الرد الإيجابي على المبادرة المصرية سيمنحنا الكثير من النقاط في العالم ويعزز شرعية توسيع الحرب إذا ما تطلب ذلك. ويضيف الوزير: "وافق الوزراء على المبادرة لكن بعد ساعة اتضح لنا أننا عقدنا اتفاق مع أنفسنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق