وحين أمر الرئيس ورئيس فتح . بحلّ كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكري لفتح ، قامت اسرائيل بالتنكيل بالشعب الفلسطيني فواصلت الاعتقالات والاحكام العالية واجتياح مدن الضفة واهانة السلطة وتعمّد اهانة الاجهزة الامنية الفلسطينية ، ومحاصرة الموظفين في السلطة ماليا لدرجة غضب الشعب الفلسطيني تحوّل في فترة من الفترات ضد القيادة الفلسطينية ولماذا لا تزال حتى الان تفاوض مثل هذه القيادة الاسرائيلية . ومع ذلك وفي مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي قبل اكثر من سنة قال ابو مازن : انه مستعد ألا يعود الى مدينة صفد ( مسقط رأسه ) من اجل صنع السلام . ولكن اسرائيل زادت صلفا وعنجهية . ورد مكتب نتانياهو على هذا القول ( انه مجرد كلام لا يعني شيئا لحكومة اسرائيل ) .
تضاعف الاستيطان عشرات المرات ، واقتحام الاقصى وجرائم المستوطنين وانتشار الفاشية والعنصرية والدعوات الى طرد العرب ، فشعر الشعب الفلسطيني بالقهر ، وجاع أهل غزة ، وكاد اهل الضفة يموتون من القهر ، وصار التمييز العنصري داخل الخط الاخضر سمة العصر .
اما اليوم وحين ترى تل ابيب ومدن الساحل تنوء تحت صواريخ المقاومة ، فان الجبهة الداخلية الفلسطينية وفي ردة فعل تلقائية التفت حول المقاومة ، ويشعر كل فلسطيني وعربي ان هذا ما تستحقه اسرائيل فعلا ، وان هذه الصواريخ قد تعيد الى الاحزاب الصهيونية رشدها ، فلا الولايات المتحدة ولا وزير الدفاع الامريكي هيجل ولا الامم المتحدة ولا القبة الحديدية تستطيع ان تحمي تل ابيب من غضب الجياع ، وان هذا يوم " التشفّي " باسرائيل وجيشها وشرطتها العنصرية وبرلمانها العنصري واحزابها الفاشية .
نسبة ضئيلة في فلسطين لا تزال تؤمن السلام مع اسرائيل ، وهي نسبة مشابهة لنسبة اليسار في المجتمع الاسرائيلي وليس أكثر . امّا باقي الشعب الفلسطيني والامة العربية فانهم يفضّلون الموت تحت قصف الطائرات الاسرائيلية على ان يروا غطرسة اسرائيل وسفالة احزابها وجنون قادتها .
ولعل الصحفيين الاسرائيليين يعرفون اكثر بكثير من كل الوزراء والاحزاب الاسرائيلية ، ان الشعب الفلسطيني " اختنق " من القهر والفقر والبطالة والاحتلال والاعتقالات ، ويدرك معظم الصخفيين الاسرائيليين ان القادم أخطر بكثير ، وان الامور لن تقف عند هذا الحد . وان ابو مازن اّخر زعيم عربي يمكن ان يمدّ يده للسلام مع قادة اسرائيل ، وان غالبية المواطنين العرب لا يريدون التفكر بمنطق وتوازن ، وانما يريدون ان " ينتقموا " من غرور اسرائيل وأن يروا تل ابيب " دلوعة اسرائيل " وهي تحترق بالصواريخ ، فهي ليست أغلى من يغداد ودمشق وطرابلس وعدن وصنعاء وبيروت والقاهرة .
ومهما كانت نتيجة هذه الحرب المجنونة فان غالبية الشعب الفلسطيني انتصر في اليوم الاول لهذه الحرب ، انتصر حين شاهد سكان تل ابيب يركضون للاختباء والمبيت في بيت الدرج .
وحين يسقط الصاروخ القادم فوق صفد ، سيعرف كل عربي وفلسطيني الحقيقة السائدة في الشرق المتوحش : من لا تقنعه قوة المنطق يقنعه منطق القوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق