الأحد، 13 يوليو 2014

كتب سري عرابي عن عملية زكيم البحرية


كيف يمكن للغة أن تستوعب شأن هؤلاء الفتية الذين قطعوا البحر سباحة بحثًا عن الشهادة؟! لو كانوا يبحثون عن الموت ما استعدوا لهذه الشهادة.. كما أنهم ما كانوا يبحثون عن اختصار الطريق إلى الجنة وحسب.. كانوا يعلمون أنهم لن يموتوا، وفي شوق إلى مكانهم المختلف ووظيفتهم الفريدة الخالدة في الإنارة على هذه البشرية، إيمان مشوب بلهفة إلى اكتشاف الوظيفة والوعد الرباني.. ولكنهم كانوا يعلمون أن خوضهم البحر واشتباكهم مع العدو وارتقاءهم شهداء سيجعل أهلهم في حياة أحسن، لأنهم بعد أن يشعروا بالتميز بصنيع أبنائهم وإخوانهم سيبحثون عن سره في النفحة الربانية فيهم، وسيتلمسون موضع أقدامهم من وظيفتهم الشاقة تجاه البشرية كلها، ولكنها الوظيفة الشريفة.. كان هؤلاء الفتية يعلمون أنهم يحفظون للبشرية كرامتها، ولا يفعل أحد ذلك سواهم، لم يكن ينقص البشرية أكثر من فتية يخترقون قشر المادة لإثبات اختلاف هذا الإنسان المكرم.. كانوا يعلمون ذلك بصورة غامضة خفية فاعلة في نفوسهم، ولكنها قوية دافعة تبلغ درجة اليقين دون أن يهتموا بالتعبير عن هذه المعرفة بالفلسفة النظرية.. كم تشقى البشرية دون هؤلاء؟! وكم تخون الأمة وظيفتها دون هؤلاء وفيها من يقول: "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا"!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق