الأربعاء، 9 يوليو 2014

الإعلام المصري يشمت في قصف غزة ويصفق لإسرائيل

لم يكن أكثر العرب تشاؤما يتخيل -منذ عدة أعوام فقط- أن يوما على الإعلام المصري سيأتي ويجهر فيه بتأييده لإسرائيل وجيشها في عدوانها على الشعب الفلسطيني، بينما الصواريخ الإسرائيلية تدك منازل الفلسطينيين العزل وتقتل منهم العشرات في قطاع غزة.

ويبدو أن اختلال الموازين وخلط الأوراق -عن عمد أو غير عمد- دفع الإعلاميين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري إلى تأييد إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين ومهاجمة المقاومة الفلسطينية، بعد أن تم اختزال فلسطين في غزة، ثم اختزال غزة في حركة حماس، التي بدروها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عدو الانقلابيين الأول في مصر منذ يوليو الماضي.

وتشن الحكومة المصرية وذراعها الإعلامي المتمثل في عشرات القنوات الفضائية الداعمة للانقلاب، حملة متواصلة لمهاجمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ أكثر من عام.


مسرحية هزلية

وقالت الإعلامية أماني الخياط -مقدمة البرنامج على قنوات “أون تي في” المملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس- إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس إلا “مسرحية هزلية”.

وتساءلت “الخياط” عبر تويتر: “لماذا لا يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي كما أسمتها “بؤر حماس الإرهابية” وهم يعلمون أماكنها جيداً؟ لماذا كل القتلى والمصابين من المواطنين المدنيين؟”.

واختتمت تدوينتها بمطالبة الحكومة المصرية بإغلاق الحدود مع قطاع غزة، وعدم السماح بعبور الجرحى الفلسطينيين إلى مصر.

وبينما كانت شاشات التلفزيون تنقل مشاهد الدمار والقتل في غزة، والرد الصاروخي من قبل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وجه الإعلامي المصري أسامة منير انتقادات شديدة للمقاومة الفلسطينية، وحملها مسؤولية الحرب على القطاع.

وقال منير -خلال حلقة برنامجه “90 دقيقة” على قناة المحور- إن كتائب المقاومة الفلسطينية هي التي تقوم باستفزاز الجيش الإسرائيلي حتى يقوم بشن غاراته على قطاع غزة لكسب التعاطف الشعبي معها، دون أن يكون لدى المقاومة القدرة على صد العدوان أو الرد على القصف الإسرائيلي.

وتابع: “كتائب القسام أعلنت قصف قاعدتين عسكريتين في إسرائيل، لكن إسرائيل أكدت أن صواريخ المقاومة غير مؤثرة، وفي المقابل استدعت تل أبيب 40 ألف جندي من الاحتياط لأنها جادة في حربها على غزة بعكس المقاومة!”.

وفي محاولة لإيهام المشاهد بأن حماس تتهرب من المواجهة مع إسرائيل، قال منير: “انتظرت الرد المزلزل الذي توعدت به القسام، لكنها أظهرت بدلال منه صمتا مزلزلا أثبت أنها لا تمتلك إمكانية للرد، وبعد ذلك استغاثت حماس بالدول العربية لتوريطها في حرب مع إسرائيل”.

ربنا يكتر من أمثالك

وكانت عزة سامي نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية قد وجهت الشكر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي مع بدء التصعيد الإسرائيلي تجاه غزة، وقصف طائرات الاحتلال للقطاع، مطالبة إياه بالقضاء على حركة حماس.

ووصفت “سامي” نفسها بأنها “وطنية مصرية تحب بلدها وتكره حماس”، معلنة تأييدها الكامل للجيش الإسرائيلي في حربه ضد غزة، حيث كتبت على فيس بوك: “كتر خيرك يا نتانياهو، ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس، أس الفساد والخيانة والعمالة الإخوانية” على حد قولها.

وتابعت: “وقسما بالله اللي حيقولى حرام مش عارفة ممكن أعمل ايه، تخيلوا الحمساوية الأفاقين زعلانين قوى إني بشكر نتانياهو، طب شكر خاص جدا لكل من سيساهم فى القضاء على الحمساوية”.

وردا على الانتقادات التي وجهت لها بعد هذا الموقف، قالت نائب رئيس تحرير الأهرام: “في حملة اخوانية حمساوية على النت والتويتر لكل من يقترب من هبلهم وعبطهم، أحب اقولهم طظ، أنا انقلابية متعفنة وافتخر”.

إرهاب غزة

أما شبكة قنوات “سي بي سي” الفضائية المملوكة لرجل الأعمال المصري محمد الأمين -أحد أشد الداعمين للإنقلاب- فكتبت الأحد الماضي على صفحتها على فيس بوك خبرا عن أن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تغير على 12 هدفا إرهابيا في غزة الليلة الماضية”، في إشارة لمواقع تابعة للمقاومة قصفتها الطائرات الإسرائيلية.

وبعد انتقادات عديدة لتلك الصياغة التي لا تستخدم إلا في الإعلام الإسرائيلي فقط، أضطرت “سي بي سي” إلى تقديم اعتذار عن هذه التغطية.

وقالت الشبكة في بيان لها: “نحن نعتذر عن هذا الخطأ من أحد العاملين في قسم شبكات التواصل الاجتماعي، ونؤكد التزامنا بالثوابت العربية الممثلة في دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي”.

واتهمت حكومة الانقلاب في مصر حركة حماس بقتل الجنود المصريين في مدينة رفح عام 2012 بالإضافة إلى اتهامها بالوقوف وراء عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر.

كما أعلنت محكمة مصرية في شهر مارس الماضي حركة حماس مننظمة إرهابية، وأمرت بحظر أنشطتها في مصر، وغلق مقراتها ومصادرة ممتلكاتها وأموالها في البلاد.

واستندت المحكمة إلى ارتباط حماس بعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها الحكومة في وقت سابق هي الأخرى منظمة إرهابية.

قتل الفلسطينين أصبح مقبولا؟

لكن الفنان المصري عمرو واكد، كان من القليلين من المشاهير المصريين الذين أبدوا استنكارهم البالغ وحزنهم للعدوان على قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن تضامنه مع القضية الفلسطينية.

وقال واكد عبر تويتر: “هذا التضامن مع غزة لا يرجع لما يتردد من شائعات حول أصولي الفلسطينية، وإنما لكوني مصريا”.

وتساءل: “هل فعلاً خلاص بقيت تتفرج على الفلسطينيين بيطحنوا ومتقبل عادي كده يعني؟ هل حتى بتتفرج أصلاً؟ ولا كاس العالم أهم؟ طب هل بيعت فلسطين اليوم؟.

وقالت الرئاسة المصرية إن عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفيا من الرئيس الفلسطيني تم خلاله استعراض آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والتدهور الحالي في الأوضاع على الأرض.

وزعمت الرئاسة -في بيان لها- أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية الفاعلة بهدف تجنيب الشعب الفلسطيني ويلات ومخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية، و تحميل إسرائيل مسؤولياتها كاملةً عن تأمين أرواح المدنيين الفلسطينيين بوصفها قوة احتلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق