الأحد، 25 أغسطس 2013
نيويورك تايمز: حماس تعيش أزمة خانقة لكن إسقاطها صعب
قالت صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية في تقرير لها "أن حركة حماس تأثرت كثيرا من الواقع الإقليمي الذي تعيشيه المنطقة ابتداءً من الاضطرابات والصراع الدائر في سوريا التي بحسب ما تحدثت الصحيفة عنه من أن شرياناً قطع بين حماس وبين اثنين من أبرز الداعمين لها في السابق وهي إيران وسوريا، لكنها تمكنت ومن خلال ما تبين من الحرب الأخيرة في نوفمبر الماضي من اجتياز ذلك".
وأضافت الصحيفة في تقريرها "أما بالنسبة للأوضاع المتواترة في مصر والتي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد في قطاع غزة، وافتقارها للدعم الاقتصادي والسياسي، وذلك نتيجة لمحاولة تفكيك جماعة الإخوان المسلمين في مصر من خلال حملة الاعتقالات في صفوف أبنائها من قبل الجيش المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي".
وفي هذا الموضوع تشير الصحيفة إلى أن الحكومة في غزة شكلت لجنة وزارية لمعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ظهرت مؤخراً نتيجة لتأثرها من الأحداث التي جرت في مصر بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وإغلاق المئات من الأنفاق التي حكومة غزة كانت تعتمد بشكل كبير عليها بسبب فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2007م.
ولفتت الصحيفة إلى سبب آخر ربما سبَّبَ في تعقيد الأمور بالنسبة لقطاع غزة وهي "وقف نقل البضائع عن طريق الأنفاق التي توقف أكثر من 90% منها، ما أدى إلى عدم الحصول على مواد البناء والوقود من مصر، والاضطرار للتوجه إلى البضائع الإسرائيلية التي تكلفتها تزيد عن تلكفة البضائع المصرية أكثر من الضعف".
وأشارت الصحيفة إلى إغلاق معبر رفح الشريان والمنفذ الوحيد للمسافرين الفلسطينيين، حيث تقطعت السبل بآلاف الطلاب ورجال الأعمال والمرضى والأجانب وسكان غزة الذين يعيشون في الخارج، كل ذلك وسائل ضغط كبيرة على حركة حماس التي تحكم القطاع منذ سنوات في محاولة إلى عزلها دولياً، لكن الصحيفة تشير إلى أن الحركة استطاعت على مر السنوات الماضية من اجتياز تلك الضغوطات بل وكانت أكثر تعقيداً.
وأوضحت الصحيفة "أن قيادة السلطة الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح تحاول اغتنام تلك الضغوط الدولية على حماس والانقضاض عليها من خلال التخطيط لإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس غزة "إقليم متمرد"، الأمر الذي سيزيد من تشديد الخناق على حماس عن طريق تقليص تمويل السلطة الفلسطينية للأنشطة والعمليات في قطاع غزة".
ويبقى الوضع في قطاع غزة مرهون بالأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية، في حين أن قادة حركة حماس تنظر ببالغ القلق والترقب للأوضاع الجارية هناك وما ستؤول إليه الأمور هناك، معربين عن خشيتهم من تأثر سكان القطاع اقتصادياً وسياسياً من ذلك.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "على الرغم من كل الظروف المحيطة بحماس في قطاع غزة وتأثيرها على الحركة، إلا انها لا تزال حركة قوية لا يمكن إسقاطها بالمقارنة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر".
وعزت الصحيفة أسباب عدم تمكن أي طرف من الأطراف محاولة إسقاط حماس إلى "انتشار شعبيتها الواسعة بين أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، كما أنها تسيطر على قوات أمنية وأجهزتها الأمنية المتعددة، ولها العديد من المؤسسات الخدماتية، إضافة إلى وجودها المتعمق في واقع الحياة في غزة"، على حد قولها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق