الأحد، 25 أغسطس 2013

تقديرات إسرائيلية: أوباما جاد في التعامل عسكرياً مع الأسد -

تؤكد التقديرات في إسرائيل أن الولايات المتحدة ستشرع قريباً في عمل عسكري ضد النظام السوري، إذ تضع قبالة الشواطئ السورية أربع مدمرات بغرض إطلاق صواريخ بحرية على سوريا، وأن اوباما ينتظر أدلة تورط الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

القاهرة: عكفت دوائر تقدير الموقف الاستراتيجي والعسكري في تل أبيب على دراسة التصريحات والمواقف الأميركية ذات الصلة بالوضع في سوريا، لا سيما ما يتعلق منها باحتمال تبني إدارة اوباما للخيار العسكري مع نظام بشار الأسد، وساد الاعتقاد لدى تلك الدوائر بأن واشنطن باتت قاب قوسين أو أدنى من التعامل عسكرياً مع دمشق، وربما يجري ذلك خلال ساعات، خاصة في أعقاب الهجوم المنسوب لقوات بشار الأسد، والذي استهدف ضواحي العاصمة السورية بالأسلحة الكيميائية.
اتصالي هاتفي حول الأسلحة الكيميائية
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، تناول الجانبان الأميركي والإسرائيلي نقاش الإشكالية السورية خلال اتصال هاتفي جرى مساء الجمعة بين رئيس القيادة الأميركية المشتركة الجنرال مارتن دمبسي، وقائد أركان الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال بني غنتس، ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر وصفته بالرسمي في الجيش الإسرائيلي قوله: "إن الاتصال بين دمبسي وغنتس تطرق إلى عدة قضايا مهمة تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وجاء في طليعتها استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية، والتفجيرات الأخيرة في لبنان، كما تناول الاتصال حديثاً مستفيضاً عن الوضع في مصر".
وتبحث الإدارة الأميركية في الوقت الراهن عن أدلة دامغة تؤكد تورط النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين من أبناء شعبه، وتؤكد الأوساط العسكرية في تل أبيب أنه حال توافر تلك الأدلة، ستقرر الإدارة الأميركية البدء في عملية مسلحة ضد نظام الأسد فوراً، ولن تنتظر في ذلك قراراً من مجلس الأمن الدولي.
ويشير المراقبون في إسرائيل إلى أن الولايات المتحدة لها سابقة في استخدام القوة العسكرية دون الرجوع إلى مجلس الأمن، إذ اتخذت قراراً مماثلاً في كوسوفو، حينما قصفت بأسلحتها القوات الصربية، استناداً الى قرار صادر عن قوات حلف الناتو، رغم أن روسيا حالت دون تمرير مثل هذا القرار عبر مجلس الأمن الدولي، وكان المبرر الأميركي في حينه هو الدفاع عن المدنيين، الذين باتوا عرضة للإبادة الجماعية.
عملية عسكرية محدودة  
وتؤكد التقديرات الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تدرس حالياً وبجدية غير مسبوقة القيام بعملية عسكرية محدودة ولكنها ستكون مكثفة في سوريا، فعندما تتأكد الإدارة الأميركية من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد السوريين، فلن يكون لدى المجتمع الدولي أي رفض للعمل العسكري ضد الأسد، لا سيما أن لجوءَه إلى الأسلحة المحرمة دولياً لن يؤثر على أبناء شعبه فقط، وإنما سيسبب أضراراً بالغة للشعوب المجاورة لسوريا.
وتشير معلومات التقرير العبري إلى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لا يكل من الاستماع لكافة الدوائر السياسية والعسكرية في ادارته، لحسم موقف واشنطن من الرد على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد شعبه في ضواحي مدينة دمشق.
وأوضحت مصادر مسؤولة في البيت الأبيض خلال حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن أربع مدمرات اميركية ترابض حالياً قبالة الشواطئ السورية في مياه البحر الأبيض المتوسط، وذلك لتمكين الولايات المتحدة من إطلاق صواريخ بحرية صوب سوريا، وكانت هناك مناقشات في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" حول عودة إحدى هذه المدمرات، لكنه تم الاتفاق في نهاية المطاف على أن تظل في موقعها، تحسباً لاستخدام الخيار العسكري ضد نظام الأسد، وتؤكد معلومات عسكرية أن الولايات المتحدة تضع في منطقة الشرق الأوسط ثلاث مدمرات من هذا النوع، لكن البيت الأبيض أوصى بأن تظل المدمرات الأربع في مكانها للسبب عينه المشار إليه.
جدّية في العمل العسكري
التقديرات الإسرائيلية استندت كذلك في توقعاتها إلى تصريحات أدلى بها مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، جاء فيها: "إننا جادون في العمل عسكرياً ضد النظام السوري، وإذا تم اتخاذ قرار بذلك، فإنه سيتناغم حتماً مع مصالحنا الوطنية، ما زلنا حتى الآن في مرحلة توفير الأدلة ضد بشار الأسد، وإذا باتت الإدارة الأميركية على يقين منها، فلن ينقصنا سوى قرار باراك اوباما".
ويشير تقرير الصحيفة العبرية إلى أن جلسات اوباما شبه اليومية مع مستشاريه حول ما يجري في سوريا، تتضمن ايجازات استخباراتية مفصلة تضم معلومات سرية حول عمليات القصف، التي قام بها النظام السوري في ضواحي العاصمة دمشق ما بين يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وهي العمليات التي تؤكد تقديرات غربية استخدام كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية فيها.
تلميحات المعارضة وعدد كبير من الدوائر الغربية باستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد شعبه في ضواحي مدينة دمشق، لاقت رفضاً ونفياً غير مسبوقين من الدوائر المحيطة برأس النظام الاسدي، وحذر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من مغبة تفكير الولايات المتحدة والغرب بشكل عام من توجيه ضربة عسكرية لبلاده، وأضاف في سياق لقاء تلفزيوني: "الهجوم العسكري على سوريا لن يكون نزهة خلوية أو رحلة لمن يقوم به، فلن يفيد هذا العمل أي طرف وستكون له عواقب وخيمة جداً، فإذا هوجمت سوريا فسوف ينطلق لهيب من النار لإشعال منطقة الشرق الأوسط".
وأشار الوزير السوري إلى أن ضغوطات الولايات المتحدة على سوريا لن تفيد، وتعتبر مضيعة للوقت، ولن يقصي ذلك النظام السوري من الحرب التي يقودها بلا هوادة ضد الإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق