الأحد، 25 أغسطس 2013

توماهوك... الورقة الرابحة لحسم التدخل العسكري الاميركي في سوريا -..

استبعد مراقبون خوض الولايات المتحدة حرباً برية في سوريا، وبات الخيار الافضل هو قصف المواقع الكيميائية التي يشتبه في تبعيتها لنظام بشار الاسد، وستعتمد واشنطن في ذلك على 4 مدمرات تحمل صواريخ متطورة من طراز توماهوك، وترابض كل منها قبالة السواحل السورية منذ فترة.

 
القاهرة: يصل خيار التعامل العسكري الاميركي عبر القوات البرية مع نظام بشار الاسد الى نسبة الصفر، فتجربة واشنطن في الحربين العراقية والافغانية، اللتان حصدتا الكثير من ارواح الجنود الاميركيين، تشي بضرورة توخي الحذر وعدم تكرار اخطاء الماضي، فإذا كان من اللازم تبني الخيار العسكري في ردع بشار الاسد ومنعه من استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه وفقاً للمعارضة السورية ودوائر غربية، فإنه من اللازم استخدام آليات عسكرية بعينها في عملية القصف، وتفادي السقوط في خوض حرب برية، بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية.
 
ويؤكد الخبراء في واشنطن ان الادارة الاميركية لن تخاطر بخوض حرب برية في سوريا وذلك لسببين، اولهما: ان نتائج استطلاع الراي التي جرت مؤخراً في الولايات المتحدة، تعكس رفض الجماهير الاميركية للقيام بعملية برية في سوريا، إذ ان السنوات الـ12 الماضية تؤكد سقوط الولايات المتحدة في مستنقع الحروب، التي دارت رحاها في افغانستان والعراق، فلم تقتصر خسائر تلك الحروب على فقدان الالاف من ارواح الجنود الاميركيين، وانما كبّدت الاقتصاد الاميركي خسائر غير مسبوقة.
 
تحذيرات حثيثة من اوباما لحكومة دمشق
وإذا ثبت استخدام نظام الاسلحة للاسلحة الكيميائية ضد شعبه، رغم التحذيرات الحثيثة التي ساقها اوباما لحكومة دمشق، فلا يعني ذلك الا ان نظام الاسد يتعمد جر الولايات المتحدة الى حرب برية، ربما تلعب فيها روسيا وايران دوراً الوكيل على الاراضي السورية، لذلك بات اوباما بين خيار واحد وهو، تلقين الرئيس السوري درساً ربما يعيد هيبة الردع الاميركية للأنظمة المارقة في منطقة الشرق الاوسط، وتفادي خوض حرب برية عبر اللجوء الى اطلاق الصواريخ البحرية على مواقع الاسلحة الكيميائية في دمشق ومختلف المدن، التي لازالت تسيطر عليها قوات بشار الاسد. 
 
وتفيد التقديرات بأن الادارة الاميركية ستعتمد في تعاملها العسكري مع سوريا على عدة سيناريوهات، يأتي في طليعتها الهجوم الجوي على الوحدات العسكرية السورية، التي تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين، ثانياً: الاعتماد على القوات الجوية عينها في قصف وحدات قوات الجو السورية وقواعد الصواريخ الباليستية، ثالثاً: خلق منطقة واسعة يحظر فيها على سلاح الجو السوري الطيران، رابعاً: السيطرة على مواقع الاسلحة الكيميائية في سوريا.
 
من هذا المنطلق تؤكد المؤشرات العسكرية في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون"، ان التعامل عسكرياً مع نظام الاسد سيكون من خلال اطلاق صواريخ عن بعد مع الاحتفاظ بالدقة في اصابة الهدف المرصود، لذلك وضعت الادارة الاميركية قبالة السواحل السورية اربعة مدمرات، تستطيع كل واحدة منهن تنفيذ عمليات عسكرية نوعية، يأتي في مقدمتها اطلاق صواريخ من طراز "توماهوك"، وهو الطراز عينه الذي استخدمه الاسطول الاميركي منذ حرب الخليج الاولى عام 1991 ضد اهداف عراقية، وكذلك في افغانستان وليبيا واليمن ويوغوسلافيا، وحققت عمليات القصف التي يدور الحديث عنها نجاحاً كبيراً في اصابة الاهداف.
 
قدرات الصواريخ الاميركية توماهوك
 
المعطيات العسكرية الموثقة تشير الى ان صاروخ توماهوك يستطيع الوصول الى مدى 2.500 كيلومتراً بسرعة تصل الى 880 كيلومتر في الساعة، كما ان طول الصاروخ لا يتجاوز 5.5 متراً، ويصل وزن رأسه المتفجرة الى 450 كيلوغراماً، وهو ما يقرب من ثلث وزن الصاروخ العادي، ويمكن اطلاق الصاروخ من آلية طيران عامودية، ويعد الصاروخ من اكثر الصواريخ دقة في اصابة الهدف، إذ يعتمد في توجيهه على منظومة رادار ذكية، تقوم بتوجيهه بدقة متناهية صوب الهدف المرصود، وكانت الولايات المتحدة قد رفضت في وقت سابق امداد اسرائيل بهذا النوع من الصواريخ عالية التقنية، إذ انها لم تدخل حتى الان الا في تسليح الجيش الاميركي، وكذلك سلاح البحرية الاميركي، بالاضافة الى سلاح البحرية البريطاني. 
 
ووفقاً للمعلومات المتداولة عبر دوائر عسكرية، ترابض اربعة مدمرات اميركية قبالة السواحل السورية تحمل جميعها صواريخ من طراز توماهوك، وتأتي في مقدمتها المدمرة "باري"، التي دخلت الخدمة العسكرية منذ عام 1991، وانطلقت منذ هذا التاريخ من ميناء فرجينيا العسكري، ويبلغ طولها 154 متراً، وتتحرك بسرعة 56 كيلومتراً في الساعة، وكانت اولى المهام العسكرية التي قامت بها المدمرة في هاييتي، وفي عام 1994 وصلت للمرة الاولى الى مياه البحر الابيض المتوسط، وشاركت في تطبيق منطقة حظر الطيران في البوسنة، ثم مالبثت ان قامت بمهام عسكرية في مياه الخليج العربي.
 
وفي حرب لبنان الثانية كانت المدمرة مرابضة في منطقة الشرق الاوسط، وساعدت في اخلاء الرعايا الاميركيين من لبنان، وفي عام 2011 قامت المدمرة باري بمهمة اخرى قامت خلالها باطلاق صواريخ من طراز توماهوك على الاراضي الليبية.
 
مدمرة ترسو في ميناء حيفا الاسرائيلي
 
المدمرة الاميركية الثانية التي ستعتمد عليها الولايات المتحدة في التعامل عسكرياً مع سوريا هى المدمرة "راماغ"، ودخلت الخدمة العسكرية منذ عام 1994، ويصل طولها الى 154 متراً وتتحرك بسرعة 56 كيلومتر في الساعة، وقامت المدمرة بالعديد من المهام العسكرية في مياه البحر الابيض المتوسط، والخليج العربي، واثيوبيا، والصومال، وتحمل المدمرة على متنها العديد من منصات اطلاق صواريخ توماهوك، وكانت ترسو في كثير من الاحيان بميناء حيفا الاسرائيلي، وقبل ما يقرب من شهر رابطت قبالة السواحل السورية، ضمن القوات البحرية العاملة في اطار الاسطول السادس الاميركي.
 
اما المدمرة الاميركية الثالثة فهى "مهان"، التي دخلت الخدمة عام 1996، ويبلغ طولها هى الاخرى 154 متراً وتتحرك بنفس سرعة سابقتيها، الا انها تحمل على متنها بالاضافة الى صواريخ توماهوك، صواريخ اخرى من طراز هرفون وصواريخ اخى متطورة، كما يمكن لاية مروحية صغيرة الهبوط على سطحها بسهولة. وكانت المدمرة تقوم بعملية عسكرية في مياه البحر الابيض المتوسط، وبعد الانتهاء من العملية كان من المقرر ان تعود الى قاعدتها على سواحل فرجينيا، الا انه بسبب الاوضاع الراهنة في سوريا تقرر بقاؤها في مياه البحر الابيض انتظاراً لقرار سياسي قد يصدر قريباً عن البيت الابيض للتعامل عسكرياً مع نظام بشار الاسد.
 
اما المدمرة الرابعة التي ترابض هى الاخرى قبالة السواحل السورية، فهى المدمرة "غرايفلي"، وتم بناؤها عام 2009، ويبلغ طولها 155 متراً، ولا تختلف سرعتها عن سرعة سابقيها من المدمرات الاميركية، وتحمل المدمرة اسم "صموئيل غرايبلي" وهو اول اميركي من اصول افريقية يقود مدمرة، فضلاً عن قيادته في وقت لاحق للاسطول الثالث الاميركي، وشاركت المدمرة الأميركية الرابعة في مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق