الاثنين، 26 أغسطس 2013

المعارضة السورية تتلقى أكبر شحنة من السلاح عبر تركيا -

تلقت فصائل الثورة السورية أكبر شحنة من السلاح، ضمت الكثير من القذائف المضادة للدروع، ما يمكن ان يعطي الثوار دفعًا جديدًا لتحقيق الانجازات الميدانية.

أكدت فصائل في المعارضة السورية المسلحة تعمل شمالي البلاد أنها تسلمت أكبر شحنة من السلاح حتى الآن، بعد أشهر من المماطلات والتأخيرات رغم كل المناشدات. وقال قادة عسكريون في هذه الفصائل  إن مئات الأطنان من الذخيرة وكمية من الأسلحة الخفيفة سُمح لها بالمرور عبر الحدود التركية خلال الأيام الماضية، في ما وصفوه بأول شحنة كبيرة لرفد المعارضة بالسلاح منذ بداية العام.
وكانت الأسلحة مخزونة في مستودعات داخل الأراضي التركية منذ اشهر، وأكد قادة ميدانيون كبار في اتصالات مع صحيفة الغارديان أنها لا تتضمن صواريخ مضادة للطائرات، لكنها تحوي عشرات القذائف المضادة للدبابات.
تهديد بالانتقام
جاء إيصال السلاح بعد مجزرة الكيميائي في ريف دمشق. ولا يُعرف ما إذا كان قرار الافراج عن شحنة الأسلحة تأثر بالمجزرة. وقال قائد ميداني في جماعة احرار الشام، ذات الميول السلفية: "منذ اشهر، لم نتمكن من التقدم على جبهة من جبهات القتال، والشحنة الجديدة ستتيح لنا أن نقاتل كجيش".
وتتألف قوات المعارضة السورية المسلحة في الشمال من فصائل وطنية تسعى إلى اسقاط نظام بشار الأسد وبناء دولة مدنية ديمقراطية، ثم دخلت على الخط جماعات جهادية تعتبر سوريا ساحة مهمة في حملة عالمية لاقامة إمارات اسلامية.
وتضم الجماعات الجهادية آلاف المقاتلين غير السوريين، وكان منع وقوع السلاح بأيديها مطلبًا أصرت عليه الولايات المتحدة واوروبا، خشية أن تسيطر هذه الجماعات على رقعة واسعة من البلاد. وحذرت جبهة النصرة، إحدى هذه الجماعات الجهادية، الأحد من انها ستثأر لضحايا الهجوم الكيميائي على الغوطة في ريف دمشق بقصف المناطق ذات الأغلبية العلوية. وظهر ابو محمد الجولاني على شريط فيديو متوعدًا باطلاق الف صاروخ على هذه المناطق من أجل الثأر لمجزرة الغوطة.
تهريب ضحايا
في هذه الأثناء، واصل الناجون من مجزرة الغوطة الشرقية التدفق عبر الحدود إلى الاردن ولبنان، حيث أخذت اجهزة الاستخبارات عينات بيولوجية منهم لارسالها إلى اوروبا والولايات المتحدة. وكانت مناطق في الغوطة الشرقية التي وقع فيها الهجوم الكيميائي تعرضت لقصف شديد بالأسلحة التقليدية من قوات النظام خلال الأيام الأربعة الماضية، وتسبب بزيادة صعوبة الرحيل عن المنطقة الذي تعترضه مخاطر كبيرة اصلًا.
لكن فصائل معارضة قالت إنها تمكنت من تأمين خطوط لتهريب اللاجئين والمقاتلين الجرحى إلى الاردن بصفة خاصة. ونقلت صحيفة غارديان عن ابي خليل، القائد الميداني في الغوطة الشرقية، قوله: "الوصول إلى لبنان صعب والتحرك فيه بعد الوصول أصعب، فوزارة الصحة اللبنانية تسيطر عليها حركة أمل المسؤولة أمام حزب الله، والتعامل معها يشكل مخاطرة كبيرة". وما زالت تركيا تعتبر الأكثر امانًا لعمل مقاتلي المعارضة بين الدول الأربع التي لسوريا حدود معها، لكن الرحلة من دمشق إلى الحدود التركية طويلة ومحفوفة بالأخطار.
عبر الأردن
وتستخدم السعودية الحدود الاردنية لايصال الدعم إلى المعارضة المسلحة، بعد اتهام الولايات المتحدة بأنها لا تسمح إلا لامدادات قليلة بالعبور عن طريق تركيا، بحسب الغارديان. وظهر مقاتلون سوريون في أشرطة فيديو يستعرضون أسلحة ثقيلة جديدة نُسب مصدرها إلى كرواتيا.
وكانت هذه الأسلحة عاملًا حاسمًا في ترجيح كفة قوات المعارضة خلال بعض المعارك في الجنوب، لكن بعضها ظهر لاحقًا بأيدي جهاديين في شرق البلاد.
وقال مسؤول غربي في المنطقة لصحيفة الغارديان: "مهما حاولنا، سيكون هناك دائمًا بازار للسلاح في هذه المناطق، التي ينعدم فيها القانون، وهناك مقايضة وتجارة تجري طول الوقت، وهذا هو الثمن الذي علينا دفعه إذا قررنا المضي إلى آخر الشوط في تقديم السلاح".
وأعرب المسؤول الغربي عن اعتقاده بأن ما حدث في الغوطة الشرقية دفع ببعض الفصائل الوطنية في المعارضة إلى التراخي في رقابتها على السلاح، لكنه اضاف أن الجماعات التي ترتبط بتنظيم القاعدة قوية، وهي تزداد قوة، "ونحن مصممون على ألا نساهم في ذلك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق