الجمعة، 30 أغسطس 2013

حزب الله يضع قواته العاملة في حالة"الجاهزية القصوى" على عموم الأراضي اللبنانية وفي سوريا، ويدعو قوات"التعبئة" للالتحاق بوحداتهم

قالت مصادر مقربة من حزب الله إن هذا الأخير وضع قواته العاملة والاحتياطية( قوات"التعبئة") في حالة استنفار قصوى اعتبارا من يوم أمس. وبحسب أحد المصادر، وهو من كوادر الحزب في قطاع الطلاب بالجامعة الأميركية في بيروت، فإن جميع أعضاء الحزب ممن هم في عداد قوات"التعبئة"، أي الأعضاء الذين يجيدون استخدام السلاح من مختلف الاختصاصات، ذكورا وإناثا، والذين سبق لهم أن خضعوا لتدريبات عسكرية أو شبه عسكرية، سواء داخل أو خارج لبنان، وكذلك منهم المعبأون في القطاعات الرديفة الأخرى مثل القطاع الطبي، تلقوا دعوة للتعبئة العامة "بحيث يكونون جاهزين للالتحاق بوحداتهم العسكرية أو اللوجستية الرديفة حالما يطلب منهم ذلك، وفي غضون بضع ساعات وحسب على الأكثر". كما أن أعضاء الحزب الموجودين في الخارج، على اختلاف قطاعات التعبئة الخاصة بهم، تلقوا هم أيضا توجيهات بأن يكونوا على استعداد وجاهزية قصوى للعودة إلى لبنان في غضون يوم واحد من تاريخ تلقيهم طلبا بذلك، علما بأن بعضهم طلب منه فعليا العودة فورا.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحزب لا يضع قواته في حالة استنفار قصوى ويدعو للتعبئة إلا إذا كان"شبه متيقن من حصول مواجهة مع إسرائيل". وأشار  مصدر آخر إلى أن إعلان حالة الاستنفار القصوى جاء بعد أن حصل الحزب على نص برقية من الأمم المتحدة موجهة إلى أعضاء بعثتها في دمشق تطلب منهم  البدء بمغادرة سوريا فورا. وشملت البرقية مساعد المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ، السفير "مختار لاماني" وفريقه، إضافة إلى فريق المفتشين الدوليين في قضية الأسلحة الكيميائية. وبحسب المصدر، فإن قسماً من فريق المحققين وموظفين آخرين من المنظمة الدولية بدأوا مساء أمس الانتقال إلى لبنان، مشيرا إلى أنه تقرر مغادرة الجميع خلال 24 ساعة وألا يبقى في سوريا إلا "لاماني" وفريق صغير من المساعدين.
وكان الحزب لزم الصمت المطبق إزاء رد الفعل الذي سيقوم به في حال تعرض سوريا لهجوم أمريكي أو غربي كما هو متوقع، ولم تصدر عنه أي ردة فعل إزاء هذه القضية، وهو ما أربك الجهات الأمريكية والإسرائيلية التي حاولت عبر موفدين أوربيين وديبلوماسيين عرب وأجانب في بيروت معرفة موقفه وردة فعله، لكنهم فشلوا جميعا في الحصول على أي إشارة منه توحي بما يمكن أن يتصرفه في حال حصل مثل هذا الهجوم!
وبسبب الطبيعة الكتومة جدا ، والسرية الكبيرة التي يخضع لها أنشطته، من الصعب تقدير حجم القوات التي يمكنه تعبئتها، ولو أن هناك إجماعا على أنه أصبح قادرا على حشد عشرة أضعاف ما كان عليه الأمر في العام 2006. وتتفاوت الأرقام بين الجهات المختلفة المهمتة به، إلا أن أن هناك إجماعا على أن وحداته القتالية لا تقل الآن عن أربعين ألفا من مختلف صنوف الاختصاصات العسكرية، فضلا عن قوات"التعبئة" التي تزيد عن هذا العدد. وأيا يكن، تبقى هذا الأرقام مجرد تكهنات، بالنظر للطابع السري جدا الذي يحيط بكل ما يتصل به، بما في ذلك حتى المتعلق منه بالتعبئة في المجالات الاجتماعية واللوجستية التي يحتاجها خلال الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق