دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا من باريس بعيد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس إلى "ردع أممي ودولي قوي" لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لم يحصل على التزام واضح بالحصول على الأسلحة التي تطالب المعارضة بها.
باريس: في اجواء حرب اثر إعراب العديد من الدول الغربية عن استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيميائي في ضواحي دمشق في الحادي والعشرين من آب/اغسطس، استقبل الرئيس الفرنسي الجربا لنحو ساعة في قصر الاليزيه.
اضربوه كي يختفي
وقال الجربا في تصريحه بعيد اللقاء مع الرئيس الفرنسي "نحن نقول ان هذه الجريمة ضد الانسانية لن تفلت من العقاب، ويجب ان يكون هناك ردع قوي اممي دولي من حلفاء الشعب السوري، على رأسهم فرنسا"، واعتبر ان "اي عقاب لن يطال إلا هذا المجرم وإلا آلة القتل التي تدمّرنا، والسلاح الذي لم يستعمله الا ضد هذا الشعب".
وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية نشرت الخميس، طالب الجربا المجتمع الدولي باتخاذ "قرار شجاع" والتدخل في سوريا ضد نظام الاسد. وقال "ليضرب وليختف هذا النظام"، معربًا عن الاسف لميوعة الدعم الدولي للمعارضة السورية. واضاف الجربا في مقابلته "نحن لا نشكك بصدقهم، لكن مضت سنتان، ونحن ننتظر ولم يفعلوا اي شيء لنا".
وقال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس، الذي شارك في اللقاء مع هولاند، ان فرنسا "اتخذت القرارات المناسبة". واضاف في تصريح لفرانس برس بعد مقابلة هولاند "ان الرئيس الفرنسي على وشك اتخاذ قرارات فاعلة جدا وسيتحمل مسؤولياته التاريخية والاخلاقية"، مشيرا الى "تسليم اسلحة وتوجيه ضربات عسكرية في سوريا".
ومع ان الرئيس الفرنسي كان اعلن الثلاثاء بانه سيزيد "الدعم العسكري" للمعارضة السورية، فانه تجنب الخميس بعد اللقاء مع الجربا الالتزام بهذا الامر. واعتبر هولاند ان على المجتمع الدولي ان "يوقف تصاعد العنف" واكد دعمه للمعارضة. وقال "ان فرنسا ستقدم كل مساعدتها السياسية ودعمها كما نفعل منذ اشهر، وايضا ستقدم دعمها الانساني والمادي" الى الائتلاف. وتابع "كما سنستخدم ايضا الدعم الذي نملكه في دول الخليج" بهذا الشأن.
المطلوب بديل قوي
وهي جملة ملتبسة، لان بعض الدول العربية، وخاصة قطر والسعودية، هي التي ترسل اسلحة الى المعارضة السورية. ومع ان دول الاتحاد الاوروبي رفعت في ايار/مايو الماضي الحظر على ارسال اسلحة الى سوريا، فانها بقيت متحفظة جدا ازاء ارسال سلاح نوعي الى المعارضة السورية، بحجة الخوف من وقوعه بايدي مقاتلين اسلاميين متطرفين يقاتلون ايضا في سوريا ضد نظام الاسد.
واضاف هولاند "لا بد من القيام بكل ما هو ممكن توصلًا الى حل سياسي، الا ان هذا الحل لن يأتي الا اذا كان الائتلاف قادرا على الظهور بموقع البديل مع القوة المطلوبة بما في ذلك قوة الجيش اي القوة العسكرية، ولن نصل الى ذلك ما لم يقم المجتمع الدولي بوقف هذا التصعيد في العنف الذي عبّرت عنه المجزرة الكيميائية الاخيرة". وهي طريقة للقول ان الائتلاف لم يبلغ هذه المرتبة بعد.
ولا تزال صدقية الائتلاف المعارض وفعاليته موضع تشكيك لدى الدول الغربية بسبب النزاعات التي تعصف بين اعضائه والفصائل التي يتكون منها. وخلال اقل من عام تبدل رئيس الائتلاف مرارًا ما جعل الثقة تتراجع بفعاليته لدى فرنسا والدول الغربية.
ويقول محمد حسين علي الضابط السوري المنشق منذ صيف 2012 لفرانس برس "هناك فصائل عديدة في المعارضة السورية وللاسف لم نتمكن من توحيد كل الضباط الذين انشقوا". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان اجتماعا جديدا لمجموعة اصدقاء سوريا سيعقد "قريبًا، الا ان الموعد لم يحدد بعد".
الضربة "ستغير ميزان القوى"
اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الخميس ان الضربة العسكرية المحتمل ان تشنها دول غربية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، "ستغير موازين القوى على الارض"، وان النظام "سيلفظ انفاسه الاخيرة".
وقال الجربا في حديث الى قناة "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان "هذه العملية ستغير ميزان القوى على الارض (...) هذه العملية ستعيد ميزان القوى الذي طالبت فيه من اول يوم"، في اشارة الى تاريخ انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تموز/يوليو الماضي.
اضاف "نحن في هذه اللحظة، الجيش الحر (الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة) مستعد لانهاء المعركة مع النظام".
ودعا الجربا في الحديث الذي اجري معه من باريس الجيش السوري النظامي الى "الانفصال عن هذا النظام المجرم الفاسد (لانه) خلال هذه الفترة النظام سيلفظ انفاسه الاخيرة".
وطمأن رئيس الائتلاف المعارض المدنيين السوريين الى ان العملية "لن تطال مدنيين ابدا"، بل ستضرب "الآلة العسكرية لهذا النظام ولن تضرب مدنيين مهما كانوا، أكانوا مع النظام او ضده".
وتصاعدت في الايام الاخيرة استعدادات دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتوجيه ضربة محتملة الى النظام السوري الذي يتهمه الغرب والمعارضة السورية بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق في 21 آب/اغسطس.
وقال الجربا ان الضربة العسكرية المحتملة هي "عملية رد وردع وعقاب على قيام النظام بهجوم ارهابي كيميائي ضد شعبنا في ريف دمشق".
واتت تصريحات الجربا بعد ساعات من لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ودعا رئيس الائتلاف بعد اللقاء الى "ردع اممي ودولي قوي" للنظام السوري، من دون ان يحصل على التزام واضح بالحصول على الاسلحة التي تطالب المعارضة بها.
الا ان الجربا قال في حديثه المتلفز "بعد ضربة الغوطة سيأتي السلاح (...) وسيكون نوعيا وغير نوعي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق