الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

صحيفة"ها آرتس": الإسرائيليون والخليجيون "يخرأون في سراوليهم" بسبب التقارب الإيراني ـ الأميركي

لقاءات ديبلوماسية واستخبارية بين مسؤولين إسرائيليين وخليجيين لبحث"التحالف السني ـ الإسرائيلي" في مواجهة التطورات التي قد تفضي إلى"مصالحة" أميركية ـ إيرانية
كشفت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية عن لقاءات ديبلوماسية واستخبارية عقدت خلال الأيام الأخيرة بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من دول الخليج والأردن لبحث "التحالف السني ـ الإسرائيلي" في مواجهة التطورات على صعيد العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، لاسيما إذا أفضت هذه التطورات إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين. وقالت الصحيفة بصريح العبارة"إن إسرائيل ودول الخليج يخرأون في سراويلهم" بسبب هذه التطورات!
وبحسب تقرير الصحيفة الذي كتبه مراسلها للشؤون الأمنية، باراك رفيد، فإن سلسلة من اللقاءات والحوارات الدبلوماسية والأمنية جمعت مؤخرا مسؤولين إسرائيليين بنظراء لهم من دول عربية خليجية، للبحث في"الخشية المشتركة" من إمكانية تطبيع العلاقات بين طهران و واشنطن على خلفية مسألة البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله "إن الخليجيين قلقون جدا من التقارب الأميركي ـ الإيراني، ويطالبون واشنطن بعدم الوقوع في الفخ الإيراني، وهو ما تفعله إسرائيل أيضا".
وطبقا لما نقلته الصحيفة عن المسؤول، فإن ديبلوماسيا سعوديا، وبينما كان وزيرا خارجية إيران والولايات المتحدة يجتمعان في الأمم المتحدة، توجه إلى نظيره الإسرائيلي وسأله بصيغة تعجب استنكارية "ما الذي يحدث هنا"!!!؟ وقال المصدر الإسرائيلي للصحيفة إن "حوارات مشابهة جرت خلال الأسابيع الأخيرة بين دبلوماسيين اسرائيليين رفيعي المستوى ونظراء لهم من الإمارات والأردن، اضافة الى غيرهما من دول الخليج السنّية" لبحث "القلق المشترك" من هذا التقارب بين طهران و واشنطن. وأكد المسؤول الاسرائيلي أن "جميع حكومات الدول السُنّية المعتدلة، خصوصا الخليجية منها، قلقة جداً من ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وايران، وهي تخشى من أن تأتي الصفقة الأميركية الايرانية على حساب مصالحها"، مشيرا الى أن "اسرائيل ليست وحدها التي تعيش في حالة من الضغط، بل ايضاً الدول الخليجية، التي تخرأ في سراويلها الداخلية أيضا"!! وقال المسؤول الإسرائيلي نفسه إن "رسائل القلق التي تصل الى واشنطن، ليست اسرائيلية وحسب، بل ايضاً، وربما اساساً، من السعودية والامارات"، كاشفاً عن ان "السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، عادل جبير، أجرى محادثات مكثفة خلال الأيام الأخيرة مع مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الاميركية، وطالبهم بتوضيحات حول الموقف الاميركي من ايران". وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الموضوع الإيراني"كان أيضا على رأس جدول أعمال اللقاءات التي أجراها كيري مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية، ومن بينهم وزراء خارجية الإمارات ومصر والاردن والكويت، حيث حذر الوزراء العرب، كما رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من مغبة وقوع الأميركيين في فخ العسل الايراني".
وبحسب الصحيفة، فإن دول الخليج والأردن ومصر كانت كلها ، ومنذ البداية، في مواجهة البرنامج النووي الايراني، لكن منذ ان تسلم الرئيس حسن روحاني مهماته، باتت الاتصالات وتبادل الرسائل بين هذه الدول واسرائيل، أكثر تواترا واكثر حميمية من ذي قبل".
ولفتت الصحيفة، أخيرا، إلى أن"المعهد الدولي للسلام" في نيويورك جمع قبل أيام على مأدبة عشاء مغلقة أربعين مسؤولاً من العالم،بينهم وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني، الى جانب وزراء خارجية تركيا وقطر والمغرب والكويت والأردن ومصر والعراق والأمين العام لجامعة الدول العربية. وكان لافتا أن ايا من الوزراء العرب لم يهاجم اسرائيل ولم يغادر القاعة حين اكتشف أن مسؤولة اسرائيلية رفيعة المستوى تجلس الى جانبه ، بل "أعرب الجميع عن اهتمامهم (بما تقوله) واستمعوا الى كلمتها، وعندما بدأ البحث المفتوح بين المجتمعين، كانت ايران هي الموضوع الأساسي الذي طرح على الطاولة".
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة تعقيبا على ذلك"على الرغم من أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لم تثمر حتى الآن ولم تحقق أي انفراج (...) فإنه انه بات من الاسهل بكثير على الدول العربية أن تجري اتصالات ظاهرة ومفتوحة مع إسرائيل"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق