الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مجلة "نوفيل أوبزرفاتور" الفرنسية تكشف فضيحة الرئيس الفرنسي وإدارته ليلة العدوان على سوريا: كانوا قطيعا من الحمير يقودهم أوباما من رسنهم

 كشفت مجلة"نوفيل أوبزرفاتور" الفرنسية المتصهينة ، التي يسيطر عليها اللوبي الإسرائيلي في فرنسا،ما يمكن وصفه بالقضية التي تثبت أن الرئيس الفرنسي ، ودولته كلها، ليسوا سوى مجموعة من الحمير والبغال الذين يمسكهم الرئيس الأميريكي برسن من رقابهم، ويقودهم إلى حيث لا يعرفون؛ وفي الحد الأدنى مجرد قطيع من الكلاب ينبحون بأوامر واشنطن ويخرسون بأوامرها، وحالهم مثل حال الزوج المخدوع : آخر من يعلم! ولعل ما هو أشد فظاعة من ذلك هو أن كلب الإليزيه، الذي يقاتل"من أجل الحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات في سوريا"، أصيب بالصدمة عندما أبلغه أوباما بأنه يريد أخذ موافقة الكونغرس(ممثل الشعب الأميركي) على العدوان، وحاول بكل ما أوتي من قوة ثنيه عن ذلك، وشن عدوانه دون الحصول على تلك الموافقة!!
تقرير المجلة يتعلق بما حصل ليلة وصباح السبت 31 آب / أغسطس الماضي، وهو اليوم الذي كان مقررا أن تشن فيه الولايات المتحدة وعملاؤها الأوربيون والعرب عدوانا على سوريا. وتقول المجلة إن طائرات"رافال" الفرنسية كانت مستعدة للإقلاع ، وكانت الأهداف السورية قد جرى تحميلها على لائحة بنك الأهداف، لكن هولاند أمر في آخر لحظة بإلغاء العملية و وقف كل شيء!
فما الذي جرى؟
جوابا على هذا السؤال، تقول المجلة إن جميع المعنيين كانوا مقتنعين بأن "الضربة" ستكون صباح اليوم المذكور. وكان هذا حال معظم المسؤولين المدنيين والعسكريين. والأكثر إثارة للدهشة ، كما تقول المجلة، هو أن هولاند نفسه كان مقتنعا ومؤمنا بذلك. وكان جرى التخطيط لأن تكون العملية عند الثالثة صباحا بينما يغط الناس في نومهم. أما الأهداف التي جرى تحميلها فكانت بطاريات الصواريخ و "الفرقة الرابعة" حيث السلاح الكيميائي، وفق مزاعم المصدر الفرنسي الذي تنقل عنه المجلة.
كان هذا أمرا لا يمكن أن يصدق، أي أن يبقى جميع هؤلاء على قناعاتهم حتى ظهيرة ذلك اليوم، وعلى مدى عشر ساعات متواصلة، بينما بقي "مجلس الحرب" الفرنسي مجتمعا بانتظار الأوامر الأميركية!
مجلس حرب:
المستشار الدبلوماسي لفرانسوا هولاند، جان بول اورتيز، يكتشف رسالة من البيت الابيض في الساعة 8:00 صباحاً ، عندما يصل إلى مكتبه بشارع "الإليزيه" قبل أن يقوم باخطار فرانسوا هولاند على الفور . وعندها يقرر هذا الأخير أن يعقد مجلسا مصغرا بعد مكالمة هاتفية مع باراك أوباما. وقد حضر المجلس وزراء الدفاع والداخلية والخارجية، فضلا عن رئيس الأركان، ورئاساء الاستخبارات الخارجية DGSE والاستخبارات العسكرية. وبعد ذلك سوف يعطي رئيس الدولة الأمر النهائي لبدء الضربات الفرنسية على سوريا في وقت مبكر. وهذا ما كان يعتقده هولاند ومن معه "المدعوين".
صباح 31 آب / أغسطس، طلب الإليزيه من الجيش أن يكون مستعدا لتنفيذ الأوامر المفترض أنها وشيكة . وكان مخططا للهجوم أن يكون  حوالي الثالثة صباحا حين يكون الناس في نوم عميق ، وفق ما يقوله مسؤول فرنسي رفيع المستوى. أما الأهداف فهي بطاريات صواريخ ومراكز قيادة تابعة للفرقة الرابعة "الكيميائية ".
الضربات تقوم بها عدة طائرات "رافال" التي ستحلق في البحر الأبيض المتوسط، فوق المياه الدولية. "لأننا لا نريد اطلاق النار من السماء التركية"، كما يقول مصدر آخر. ويوضح الصدر بالقول"نحن نخشى أن يقوم الأسد، بموجب الدفاع عن النفس، بقصف جارته تركيا، و الذي قد ينطوي عليه توريط حلف شمال الأطلسي" في الحرب.
كانت هناك: صواريخ "كروز" المعدة للعملية مداها الأقصى 250 كيلومتر، أما الضربات الفرنسية فتصل إلى نقاط في غرب سوريا، بما في ذلك دمشق. الأمريكان يأخذون على عاتقهم النقاط المتبقية. "لكننا لا نعتمد عليهم في ضرباتنا و في التزود بالوقود، هناك شيء واحد لا نسيطر عليه هو أن إعطاء إشارة البدء بالعملية كان في يد أوباما".
أدلة وبراهين رفعت عنها السرية :
ليثبت للجمهور الفرنسي أن فرانسوا هولاند ليس تابعاً للولايات المتحدة، مثل طوني بلير خلال الحرب على العراق، قرر الاليزيه السبت 31 آب / أغسطس"رفع السريةعن بعض الأدلة الفرنسية على الهجوم الكيماوي. وقال أحد المسؤولين نحن نطلق على هذه الوثيقة اسم "التحليل الوطني لمعلومات رفعت عنها السرية". وقد وضعنا العلم الأزرق والأبيض والأحمر (العلم الفرنسي) في كل صفحة. كما تم وضع خطة الاتصالات العملية بأكملها خلال اجتماع يوم السبت في الساعة 14:30 في مكتب جان بول اورتيز، مع رؤساء أركان الوزارات الرئيسيةالعملية كانت جاهزة، وتلك من أولى الضربات التي يمكن أن تقدم بشكل سريع جدا، وفق المسؤول ـ المصدر. "ناقشنا أيضا الصور التي سوف تعطى للمحطات الأخبارية خصوصاً ما يتعلق بالضربات التي كانت جاهزة ، يقول أحد الضباط . بدا واضحا أن هولاند سوف يبلغ بنفسه أنجيلا ميركل، مباشرة بعد مكالمة أوباما."
ساعة الصفر :
من أين أتى هذا اليقين بأن الرئيس الأمريكي سيطلق ساعة الصفر ابتداء من هذا السبت؟ "كل شيء قادنا إلى الاعتقاد بأن ساعة الصفر قد حانت"، قال أحد المسؤولين الفرنسيين. منذ اسبوع و احتمال العمل العسكري الأمريكي الفرنسي ضد سوريا يبدو لا مفر منه.بدأ كل شيء يوم الأحد الماضي، بعد أربعة أيام من الهجوم الكيماوي ضد المدنيين، عندما ناقش باراك أوباما و هولاند عدة أنواع من "العقاب"، بما في ذلك الرد العسكري . "وفي اليوم التالي، بدأ كل من رئيسي الأركان في البلدين العمل على خطة مشتركة للضربة ".
بالتأكيد، يمكن للأيام التالية عرقلة كل شيء. يوم الأربعاء، في لندن، صوت مجلس العموم ضد مشاركة بريطانيا في الضربات. ونحن نعرف بأن يوم الخميس، كان اليوم الذي أضاع فيه الفرنسيون وحلفاؤهم الضربة الدبلوماسية لإعطاء بعض الشرعية الدولية للقيام بعمل عسكري ضد سوريا. انهم يأملون في جمع أغلبية الأصوات في مجلس الأمن، وبالتالي إجبار بكين وموسكو باستخدام حق النقض. على الرغم من جهود لوران فابيوس، فشلت باريس ولندن وواشنطن ،وفقا لمعلوماتنا، في حشد عدد كاف ( ستة أصوات من أصوات الأعضاء غير الدائمين في المجلس). لذلك تم التخلي عن فكرة الذهاب من خلال الأمم المتحدة.
مع نهاية الاسبوع، كان الأميركيون  ما زالوا مصممين على الحرب. فيوم الخميس، نورغن الانتكاسة في مجلس العموم البريطاني وفي الأمم المتحدة، أخبرت مستشارة الأمن القومي الأميركي ، سوزان رايس، جان بول اورتيز، بأن واشنطن"مصممة على الذهاب الى الحرب ". وفي اليوم التالي، الجمعة 30 آب / أغسطس، كان ثمة عدة مؤشرات من واشنطن تشير إلى أن الضربات الاميركية الفرنسية باتت وشيكة. "في ذلك اليوم، التقى جون كيري عدة مرات مع لوران فابيوس وقال إن أوباما كان قد طلب منه  تهيئة الرأي العام لتوجيه الضربات". وخلال هذا اليوم، "أصدر البيت الأبيض الأدلة الكيميائية." ومازال هذا يوم الجمعة، تناقش فرانسوا هولاند وباراك أوباما في مرة أخرى. وقال الرئيس الامريكي انه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا لكنه سيكون قريبا. وأضاف أن الضربات يمكن ان تتم قريبا "، قبل أو بعد قمة G20.
تحول أوباما: كان مستشارو هولاند مقتنعين بأن أول اتصال جديد من البيت الأبيض،يوم السبت 31 آب/ أغسطس، أن الرئيس الأمريكي سوف يقرر ليلا من البدء بالضربه أو حتى في وقت لاحق من ليلة يوم الأحد. أما زعيم البيت الأبيض فقال لنظيره الفرنسي يوم السبت في الساعة 18:15، قررت أن اذهب الى الحرب ولكن سأسعى أولا للحصول على موافقة من الكونغرس. وهذا ما أصاب فرانسوا هولاند بالصدمة ، وجعله يحاول أن يقنع الرئيس الأمريكي أن يعيد النظر في قراره. ولكن  دون جدوى بعد ذلك انضم هولاند الى المجلس المصغر الذي استدعاه. وكان يجب الأنتظار حتى تاريخ 15 ايلول / سبتمبر حين يلتئم الكونغرس للتصويت على قرار أوباما. هذا فضلا عن أن افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة سيجعل من الأمر أكثر صعوبة أو بالأحرى مستحيلا. وفي الأسبوع التالي أحكم بوتين، بمناورته الديبلوماسية، إغلاق هذه النافذة بشكل نهائي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق