الجمعة، 1 أغسطس 2014

نظرية الفسفس ... محمد الوحيدي

بعد نقاش طويل .. مع صديق مزدوج الجنسية و الهوية و الإنتماء ... قال لي كيف يمكنكم هزيمة إسرائيل ؟.. صواريخكم " فسفس " ما تعملش غير خرم في حيط و يا دوب .. و الناس بتموت و إنتو بتلطموا و تصوتوا ودوشتوا الدنيا ..فأخذت أشرح له ( من طيبتي) - الفرق بين القيمة العددية و الإستراتيجة في الصمود ، و رفض إملاءات العدو .. و أحاول أن أشرح له أن المقاومة تحسب لك مقاومة حتى ولو عبرت عن رفضك للأنحناء بهز الكتفين أو الإيماء .. صديقي لم يقتنع و ضحك و سخر ، المهم أني بعد الغدا نمت .. فحلمت و خير اللهم إجعله خير .. حلمت إلى جانب صواريخ الفسفس التي تطلقها المقاومة الفلسطينية ، سقط على تل أبيب و نهاريا و القدس صاروخين بشنبات من دولتين عربيتين .. صاروخين بس .. بس كل صاروخ بشنب أطول من شنب التاني .. من شدة فرحتي .. صحيت و أنا بسقف ..

بالكم يا ترى يا هل ترى ... لو حلمي إتفسر ، إسرائيل عايزة جهد كام غلوة بعد ما ثبت أنها بتترعب و تقشعر و تكز على سنانها و تنزل ناسها ملاجئ و تعيط و تصوت و قيادتها تتخبط و إعلامها يتشتت .. فهمت بقى أصحاب نظرية الفسفس طلعوا بإفتكاسة الفسس ليه ... عشان محرجين يعني ؟ متورطين و خايفين إن الناس تحلم زيي ، بنفس الحلم ؟ ممكن ..

السؤال التاني .. هو يعني إحنا مش عارفين إن الصواريخ إللي بشنبات هي مجرد حلم ؟ و أن أي دول عربية لن تقف معنا معنويا فضلا طبعا عن أنها لن ( بتشديد النون ) تسمح لفكرة ضرب إسرائيل لا إنتقاما لكرامتنا أو أرضنا أو دمنا أو أقصانا أو اي شئ ، لن تسمج للفكرة ، مجرد الفكرة أن تطرأ على فكرها أو تصورها ؟ الا نعرف نحن ذلك ؟.
الا نعرف أننا في كل معركة ننتصر بالصمود و بأننا لم نمت كلنا كلنا كلنا بعد ؟.
الا نعرف أننا وحدنا ووحدنا بوحدتنا نستطيع أن نكون ؟.
الا نعرف أن هدفنا يجب أن يكون وطنيا قوميا .. و ليس مرافقيا .. هدفنا القدس و اللاجئين و الحدود .. و ليس كهرباء و معبر ..
الا نعرف أنه ممنوع ممنوع ممنوع علينا أن نقتل ابانا و أعمامنا و أخوالنا و خالاتنا و كل أهلنا ليرثهم واحد من الإخوة دون باقي إخوته ؟
الا نعرف أن المقاومة العنيفة ضرورة و أن المقاومة الشعبية ضرورة و أن التفاوض و السياسة و الديبلوماسية ضرورة ، و أن حفظ الدماء ضرورة بل هو عين المقاومة ؟.
بين التطرف في الثورية و التطرف في الواقعية تكمن الوطنية الصحيحة .
الا نعرف أن لا فرق بين صاحب نظرية الفسفس في إنهزامه و سطحيته ، و بين صاحب نظرية أنا ومن بعدي الطوفان في أنانيته و سطحيته ايضا ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق