الأحد، 3 أغسطس 2014

صناعة الخوف في نفوس الصهاينة >بقلم / أحمد منصور



شاهدت وقرأت شهادات بعض الجنود الصهاينة الذين جرحوا ونجوا من الموت خلال الحرب الدامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات، وقد فوجئت بحالة الذهول والخوف التي سيطرت على الجنود خلال وبعد المعركة، فقد اشادوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة ببسالة وقوة رجال المقاومة الذين اشتبكوا معهم في نقاط تماس مباشرة بل ان كثيرا من العمليات تمت من نقطة الصفر أي وجها لوجه.
فقد فوجئوا بأن رجال المقاومة من الشجاعة والبسالة والتدريب والكفاءة التي ألقت الرعب في قلوبهم، حتى ان موقع واللا العبري نقل عن احد الجنود قوله «ان مقاتلي حماس اطوالهم تزيد على ثلاثة امتار وحينما نطلق عليهم النار لا يموتون» ولا ادري هل هذا الوصف من حجم الرعب الذي سيطر على الجندي الذي كان جريحا في احد المستشفيات ام من خياله ام حقيقة؟.
وجندي آخر في احدى المقابلات التي بثتها قناة الجزيرة عن الاعلام الاسرائيلي اشاد بالتدريب العالي لقوات حماس وقال انه لم يكن يتخيل ان تدريبهم على مستوى تدريب الجيوش وانهم مقاتلون اشداء.
ومع الحظر المفروض على وسائل الاعلام الاسرائيلية في التغطية لاسيما ما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش فإن التسريبات تشير الى ان عدد الجنود والضباط الذين قتلوا حتى الآن يفوق المائة اما حركة حماس وحركات المقاومة فلها تقديرات اخرى من خلال الاشتباكات المباشرة تقدر فيها عدد القتلى بضعف هذا العدد.
وحتى لو اعتمدنا الاعداد وفق التقديرات الصهيونية فإن النسبة تعتبر كبيرة للغاية في خسائر الجيش الاسرائيلي وهي خسائر لم يتعرض لها في مواجهات كبرى مع جيوش عربية، بل ان هذه الحرب ستدون في التاريخ العسكري الصهيوني على انها واحدة من اقسى المعارك واكثرها ايلاما ليس للجيش الصهيوني وحده وانما للمجتمع الصهيوني بشكل عام ، فقوات النخبة لم تعد نخبة بعدما اثخنتها المقاومة بالجراح والقتل ، ولواء جولاني سقطت هيبته بعد الخسائر الهائلة في صفوفه واصابة قائده في ايام المواجهة الاولى حتى الفيلم الاستعراضي الذي قام به الاعلام الصهيوني له وهو عائد لأرض المعركة لم يغير شيئا من المعادلة.
ومن الواضح ان التوابيت التي تعود من الجبهة كل يوم إلى تل ابيب تملأ المجتمع الصهيوني بالرعب، ومع تقارير كثيرة تقول ان اغلاق مطار بن جوريون لم يكن بسبب صواريخ المقاومة فحسب وانما كان بسبب موجة الهجرة المعاكسة الهائلة من الصهاينة الذين يملكون جنسيات مزدوجة عائدين الى بلادهم الاصلية طلبا للأمان الذي افتقدوه في ارض الميعاد فإن حالة الرعب وزراعة الخوف التي نجحت المقاومة في صناعتها في اركان وارجاء المجتمع الصهيوني هي اكبر نجاحات هذه المعركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق