الجمعة، 10 يوليو 2009
جيش حماس يستعد ....معاريف – من عميت كوهين
من قال ان حماس لم تفعل شيئا كي تعيد بناء غزة بعد "رصاص مصهور" ؟ منذ وقف النار والمنظمة تعنى باعادة البناء لشبكة صواريخها وشبكتها العسكرية ووسعت شبكة اتصالاتها وحسنتها.يبدو أن حماس تعتزم قريبا استئناف العمليات من قطاع غزة، بقرار اتخذ بالتشاور مع قيادة المنظمة في دمشق في أعقاب ضغوط داخلية وخارجية. اثناء هذا الاسبوع عقدت جلسة المجلس العسكري برئاسة رئيس أركان حماس، احمد الجعبري وتقرر فيها استئناف العمليات بشكل تدريجي وتصعيدها وفقا لردود فعل اسرائيل. الخطوة الاولى لحماس هي تنفيذ عمليات ضد قوات الجيش الاسرائيلي العاملة على طول الحدود. اذا ما طرأ تصعيد، ستعود حماس لاطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية.وللتحلل من المسؤولية، تعتزم حماس تنفيذ العمليات عبر شبكات ارهابية "مستقلة" مثل منظمة "جلجلة، التي نفذت في الاشهر الاخيرة عدد من عمليات زرع العبوات الناسفة على طول الجدار. وتلميح بالمستقبل جاء أمس بالذات من جهة الجهاد الاسلامي.... "الهدوء في جبهة غزة هو تكتيكي فقط"، اعترف ابو احمد، الناطق بلسان الذراع العسكري للجهاد في مقابلة مع موقع المنظمة.... "المنظمات الفلسطينية تواصل تحسين قدراتها دون انقطاع.... نحن نتابع جيدا تحركات العدو على طول الحدود خشية أن يحاول الهجوم علينا".خطة دفاعيةتغيير السياسة يأتي بالتوازي مع استكمال الخطة الدفاعية لحماس في قطاع غزة. الخطة السابقة انهارت في اثناء حملة "رصاص مصهور" وفي الاشهر الاخيرة اجرت حماس استخلاصا جذريا للدروس وعملت بنشاط كي تبني خطة جديدة افضل. حماس اقامت خط الغام، عبوات ناسفة وانفاق متفجرة.... الى جانب ذلك، اقيمت منظومة مكثفة لاطلاق الصواريخ، من شأنها أن تمنح حماس قدرة اطلاق افضل ولمسافات ابعد.اكمال الخطة الدفاعية لحماس تم برعاية اشهر طويلة من الهدوء، رغم انه لم يعلن بشكل رسمي عن اتفاق التهدئة. الوضع الحالي من شأنه أن يضلل ..... حتى في اطار التهدئة السابق، الذي انتهى في نهاية 2008 عملت حماس على بناء قدراتها العسكرية. في تلك الايام ابرزت كل المنظمات في غزة تدريباتها وسمحت لوسائل الاعلام الفلسطينية بمشاهدة استعداداتها. اما هذه المرة، فأغلب الظن في اطار استخلاص الدروس، حرصت حماس على ان يتم بناء القوة بعيدا عن ناظر الكاميرات.القرار باستئناف العمليات ينبع من الضغط الذي تشعر به حماس.... في قطاع غزة يشعرون بان حماس لم "توفر البضاعة"، كما وعدت بعد "رصاص مصهور". ومع الاعلان عن وقف النار اعلنت حماس بانها تعطي اسرائيل اسبوعا على الاقل كي تفتح المعابر – والا فستستأنف العنف. اما عمليا، فقد حرصت حماس على الهدوء بل وكبحت جماح منظمات اخرى. ومع ذلك، تعمل المعابر بشكل جزئي فقط..... مواد البناء مثلا لا تدخل الى القطاع، الامر الذي يمنع ترميم حطام الحرب ويبعث على استياء شديد. في حماس شرحوا الهدوء في انهم معنيون بمساعدة السكان للعودة الى الحياة الطبيعية، ولكن الاكثر شبابا لا يقبلون هذا المبرر ويفرون الى التيار السلفي المتطرف، المتماثل مع القاعدة. في حماس يتابعون بقلق كيف تحظى هذه التنظيمات الارهابية بجمع القوة والشعبية، وتتحداها من ناحية دينية. احدى هذه المنظمات جند انصار الله، تقف خلف محاولة "عملية الجياد" التي نالت هالة كبيرة في قطاع غزة. وبالتوازي، تواجه حماس ضغوط خارجية على خلفية الجمود السياسي.... محادثات المصالحة مع فتح عالقة، ورغم محاولات بث التفاؤل، يبدو أن المنظمتين لن تنجحا في التوصل الى اتفاق .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق