الاثنين، 13 يوليو 2009
هل وصل خطاب مشعل إلى من يعنيهم الأمر؟ .. عريب الرنتاوي
لم أعثر على نسخة بـ"الانجليزية" لخطاب رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق خالد مشعل ، مع أن الخطاب بما تضمنه من مواقف ورؤى ، شكل نقطة تحوّل مهمة في مسيرة حماس السياسية ، فهل قررت الحركة ترك أمر "الترجمة" لكل من يعنيهم الأمر ، بل وهذا هو السؤال الأهم ، هل نجحت الحركة في تسويق هذه التحولات وتسويغها ولفت انتباه العالم لها.
كنا نعتقد أن الجمهور المستهدف بالخطاب والتحولات على حد سواء ، لم يكن جمهور مخيم اليرموك ولا "نادي الفصائل والشخصيات الفلسطينية" التي كبرت وشاخت في دمشق ، كنا نعتقد أن الجمهور المستهدف هم قوم آخرون ، لا يتقنون العربية ، وكان من الأفضل لو أن الخطاب وجّه إليهم بلسانهم ، أما وقد اختارت قيادة حماس "النطق بلسان الضاد" فلا بأس في ذلك ، ولكن بشرط واحد ، أن تعقب المهرجان والخطاب حملة تسويق وترويج للخطاب واسعة النطاق ، وفي كل الأوساط المستهدفة ، وإلا ضاعت الرسالة والفكرة من وراء تلك الصياغة الدقيقة لكل كلمة من كلماته ، وضاع الجهد السياسي والتنظيمي الكبير الذي رصد من أجل إخراج الخطاب والمواقف إلى دائرة الضوء ، وباسم الحركة في مختلف أماكن تواجدها كما أراد أصحاب الخطاب ومنظمو المهرجان ذلك.
ولو كنت مكان قيادة حماس ، لعمدت فورا إلى ترجمة الخطاب إلى مختلف اللغات الحيّة ، ولأوصلته إلى كل من يتعين عليهم قراءته ، ولحشدت جيشا صغيرا من الناطقين ، إعلاميين وسياسيين ، ممن يمكنهم الدفاع عن الخطاب وإبراز عناصره الجديدة ، ولم أكن لأترك المسألة حتى لبعض رموز حماس والناطقين باسمها ، الذي تأخذهم المناكفات أحيانا فيضيّعون فكرة الخطاب ورسالته ، ولا لأولئك الذين يحتاجون لفترة أطول من الوقت لكي يستوعبوا مراميه وأهدافه ، فليس لدى حماس ولا الفلسطينيين ترف إضاعة الوقت وتبديده.
والحقيقة أن على حماس ، وبالأخص رئيس مكتبها السياسي ، أن يراجعا حصيلة الجدل وردود الأفعال التي أثارها الخطاب ، وأن يقيما جدية هذه الحصيلة وجدواها ، وما إذا كانت بمستوى التطلعات والرهانات أم أنها جاءت دون ذلك بكثير ، فبعد مرور أسبوعين فقط على الخطاب وما تضمنه من تحولات نوعية في مواقف حماس وأطروحاتها ، يبدو أن الجدل قد هدأ أو تراجع كثيرا ، وأن ردات الفعل عليه قد تلاشت إلى حد كبير ، والأرجح أن الجدل وردود الأفعال ظلت في معظمها محصورة في الدوائر الإعلامية والصحفية ، وعلى المستوى الفلسطيني (وإلى حد ما العربي) على أبعد تقدير ، فهل هذا ما قصد بالخطاب وهل تلك هي الحدود المتواضعة للنتائج المتوقعة أو المتوخاة من؟.
في ظني أن الخطاب تعرض لـ"مؤامرة صمت" ، من قبل دوائر لا تريد أن تسمع صوت الاعتدال الفلسطيني ، سواء صدر عن المنظمة أو عن حماس ، وفي ظني أن حماس تتحمل المسؤولية على "ضعف مردود الخطاب وتواضعه" ، فقد كان يتعين على الحركة إتباعه بحركة سياسية ودبلوماسية وإعلامية واسعة النطاق ، وبمبادرات تبنى عليه ، تضع في قلب استهدافاتها ، الوصول إلى الدوائر الغربية ، السياسية والإعلامية ، إلى السلطات والرأي العام في دول أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وتركيا وغيرها من الأطراف ذات الصلة بما فيها الرأي العام الإسرائيلي ، فمشكلة حماس والفلسطينيين مع هذه الأطراف ، وليست مع تحالف الفصائل ولا الشخصيات التي حضرت المهرجان الحاشد الذي نظمته الحركة في العاصمة السورية قبل أسبوعين
كنا نعتقد أن الجمهور المستهدف بالخطاب والتحولات على حد سواء ، لم يكن جمهور مخيم اليرموك ولا "نادي الفصائل والشخصيات الفلسطينية" التي كبرت وشاخت في دمشق ، كنا نعتقد أن الجمهور المستهدف هم قوم آخرون ، لا يتقنون العربية ، وكان من الأفضل لو أن الخطاب وجّه إليهم بلسانهم ، أما وقد اختارت قيادة حماس "النطق بلسان الضاد" فلا بأس في ذلك ، ولكن بشرط واحد ، أن تعقب المهرجان والخطاب حملة تسويق وترويج للخطاب واسعة النطاق ، وفي كل الأوساط المستهدفة ، وإلا ضاعت الرسالة والفكرة من وراء تلك الصياغة الدقيقة لكل كلمة من كلماته ، وضاع الجهد السياسي والتنظيمي الكبير الذي رصد من أجل إخراج الخطاب والمواقف إلى دائرة الضوء ، وباسم الحركة في مختلف أماكن تواجدها كما أراد أصحاب الخطاب ومنظمو المهرجان ذلك.
ولو كنت مكان قيادة حماس ، لعمدت فورا إلى ترجمة الخطاب إلى مختلف اللغات الحيّة ، ولأوصلته إلى كل من يتعين عليهم قراءته ، ولحشدت جيشا صغيرا من الناطقين ، إعلاميين وسياسيين ، ممن يمكنهم الدفاع عن الخطاب وإبراز عناصره الجديدة ، ولم أكن لأترك المسألة حتى لبعض رموز حماس والناطقين باسمها ، الذي تأخذهم المناكفات أحيانا فيضيّعون فكرة الخطاب ورسالته ، ولا لأولئك الذين يحتاجون لفترة أطول من الوقت لكي يستوعبوا مراميه وأهدافه ، فليس لدى حماس ولا الفلسطينيين ترف إضاعة الوقت وتبديده.
والحقيقة أن على حماس ، وبالأخص رئيس مكتبها السياسي ، أن يراجعا حصيلة الجدل وردود الأفعال التي أثارها الخطاب ، وأن يقيما جدية هذه الحصيلة وجدواها ، وما إذا كانت بمستوى التطلعات والرهانات أم أنها جاءت دون ذلك بكثير ، فبعد مرور أسبوعين فقط على الخطاب وما تضمنه من تحولات نوعية في مواقف حماس وأطروحاتها ، يبدو أن الجدل قد هدأ أو تراجع كثيرا ، وأن ردات الفعل عليه قد تلاشت إلى حد كبير ، والأرجح أن الجدل وردود الأفعال ظلت في معظمها محصورة في الدوائر الإعلامية والصحفية ، وعلى المستوى الفلسطيني (وإلى حد ما العربي) على أبعد تقدير ، فهل هذا ما قصد بالخطاب وهل تلك هي الحدود المتواضعة للنتائج المتوقعة أو المتوخاة من؟.
في ظني أن الخطاب تعرض لـ"مؤامرة صمت" ، من قبل دوائر لا تريد أن تسمع صوت الاعتدال الفلسطيني ، سواء صدر عن المنظمة أو عن حماس ، وفي ظني أن حماس تتحمل المسؤولية على "ضعف مردود الخطاب وتواضعه" ، فقد كان يتعين على الحركة إتباعه بحركة سياسية ودبلوماسية وإعلامية واسعة النطاق ، وبمبادرات تبنى عليه ، تضع في قلب استهدافاتها ، الوصول إلى الدوائر الغربية ، السياسية والإعلامية ، إلى السلطات والرأي العام في دول أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وتركيا وغيرها من الأطراف ذات الصلة بما فيها الرأي العام الإسرائيلي ، فمشكلة حماس والفلسطينيين مع هذه الأطراف ، وليست مع تحالف الفصائل ولا الشخصيات التي حضرت المهرجان الحاشد الذي نظمته الحركة في العاصمة السورية قبل أسبوعين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق