الجمعة، 31 يوليو 2009

اتركوا الفتحاويين يشاركون ....د. عبدالستار قاسم

لا أرى حكمة بقيام الحكومة في غزة بمنع الفتحاويين من المشاركة في مؤتمر الحركة في بيت لحم على الرغم من أهمية البحث عن سبل لتسريح المعتقلين لدى السلطة الفلسطينية. المعتقلون بالمئات، وهم يعانون من صنوف شنيعة من التعذيب والقهر والإذلال، ويجب أن تستمر الضغوط من أجل تسريحهم، لكنني لا أرى أن قرار غزة بشأن حظر سفر الفتحاويين حكيم.

السؤال المطروح : هل تريد حماس كسب ود الشعب الفلسطيني، أم تريد إغاظة حركة فتح؟ الشعب الفلسطيني يرفض الاعتقال السياسي، وشعبنا يدرك تماماً أن السلطة الفلسطينية تقوم باعتقال أفراد حماس حتى لا يقاوموا الاحتلال الإسرائيلي. صحيح أن السلطة تخشى أن يتكرر مشهد غزة، لكن السبب الرئيسي في الاعتقالات هو الدفاع عن الأمن الإسرائيلي، وبالتالي عن الراتب آخر الشهر. هذا ما يفهمه أغلب الناس، وهذا ما يؤدي إلى ضيق شديد ونقمة. وأيضاً هم يرفضون الاعتقال السياسي في غزة، والذي لم تعطه حماس الأهمية الوطنية اللازمة من الناحية الإعلامية، أو من ناحية التحسس لمشاعر الناس.

الإغاظة والمماحكة والانتقام لا تشكل أساساً للحكم الرشيد أو لاستقطاب قلوب الناس، والحكم يدوم بالعدل وليس بمواجهة الإساءة بمثلها. القادة ورجال الدولة يعزفون تماماً عن الانتقام، وعن السياسات الكيدية، وهم بذلك يكبرون أمام الشعوب وأمام التاريخ. القائد هو من يعزف عن صغائر الأمور ويتمسك بالقيم العليا والمبادئ، ويبقى نظره إلى الأمام حتى لا يضل الطريق.

مؤتمر فتح ينعقد بإذن من الاحتلال الإسرائيلي، وهناك من يأتون إلى الضفة الغربية بإذن من الاحتلال، ويكفي هذا أمام الشعب لكي يقيّم كل واحد منهم إلى أين وصلت الأمور من الناحية الوطنية. الشعب يرى ويقرأ ويستوعب ويستنتج، وربما يعاني في هذه الحقبة التاريخية جزئياً من قلة الشجاعة، لكن التاريخ لا بد أن يأخذ مجراه في النهاية فتستقيم الأمور. فلماذا تقحم حماس نفسها في الأمر؟ بمنعها عناصر فتح من السفر، تحول الجدلية من احتلال يأذن إلى حماس تمنع.
وأخيراً أقدم نصيحة سياسية : دع الخطأ للآخرين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق