الأربعاء، 15 يوليو 2009
"أزمة صامتة" تتفاقم بين الأردن والسلطة الفلسطينية بعد اتهامات القدومي لعباس بالضلوع بقتل عرفات
رام الله / سما /
يقف المطبخ السياسي المحيط بالرئيس الفلسطيني محمود عباس باهتمام بالغ أمام المكان الذي إنطلقت منه التصريحات الأخيرة والمثيرة للرجل الثاني في حركة فتح فاروق القدومي وهو العاصمة الأردنية عمان، فيما تثير تساؤلات طرحتها رام ألله عبر أصدقاء لها من سياسيي الأردن شهية المراقبين حول 'ازمة صامتة' ومفصلية بين عباس وسلطته والحكومة الأردنية تترجمها تعليقات القدومي الأخيرة والساخنة.
وأبلغ القيادي في السلطة الفلسطينية صائب عريقات شخصيات سياسية وبرلمانية أردنية أمس بان سماح عمان للقدومي بالإدلاء بتـــصريحاته الأخـــيرة انطلاقا منها أستوقف أركان الرئيس عباس أكثر من مضمون هذه التعليقات التي قرئت رئاسيا على انها محاولة لمنع المؤتمر الحركي الذي سيعقده عباس في الرابع من آب المقبل من تجريد القدومي من لقبه الوحيد المتبقي له عمليا وهو أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح.
ونقل عن عريقات قوله بان تمكن القدومي من عقد مؤتمر صحافي هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة في عمان أصبح السؤال الأكثر أهمية بالنسبة للقيادة الفلسطينية، وأن هذا السؤال ساهم في تخفيف وتيرة رد الفعل على القدومي وتصريحاته لإن المسألة الأهم في نظر السلطة الأن تتعلق بخلفيات عقد مؤتمر صحافي في عمان لرجل بمواصفات القدومي سبق ان منع من دخول المخيمات في الأردن.
والعلاقة بين الحكومة الأردنية والسلطة أصلا توترت مؤخرا بسبب إعلان رئيس الوزراء في السلطة سلام فياض بأنه سيلجأ للقضاء الدولي، لإعاقة مشروع قناة البحرين الذي يعتبره الأردنيون من أهم مشروعاتهم الإستراتيجية مستقبلا. ورغم ان عريقات ادلى لاحقا بشروحات عبر صحيفة 'الدستور' الأردنية إلا ان الجانب الرسمي رأى في تهديدات فياض 'قفزة' جديدة ضد المصالح الأردنية مرسومة على مقاس المصالح المصرية التي ترفض مشروع قناة البحرين الأردني كما قال أحد الوزراء في الحكومة الأردنية.
وكان القدومي قد دفع بالتساؤلات حول أزمة باطنية في العلاقة بين عمان والرئيس عباس عندما فوجئ المراقبون به يعقد مؤتمرا صـــحافيا نادرا فــــي عمان يكشف فيه عن وجود محضر إجتماع يثبت ضلوع الرئيس عباس بتصفية الرئيس الراحل ياسر عرفات بالتعاون مع أرئيل شارون.
ولم تعلن الحكومة الأردنية موقفا من أي نوع بخصوص المؤتمر الصحافي الذي عقده القدومي.ويؤكد مقربون جدا من القدومي انه لايمكن ان يعقد مؤتمرا صحافيا من هذا الطراز دون الحصول على موافقة مسبقة من الجانب الأردني، وهو ما تمتنع الحكومة الأردنية عن شرحه والتعقيب عليه مع ان صحيفة القدس العربي حاولت الإتصال عدة مرات بوزيري الخارجية وشئون الإعلام ناصر جودة ونبيل الشريف بقصد الإستيضاح.
ويفترض ان يوفد عباس قريبا إلى عمان ثلاثة قياديين بهدف بحث أمر مؤتمر القدومي الصحافي مع السلطات وتقييم مجمل العلاقة الأردنية الفلسطينية وإعداد تقرير حول المسألة مع ان كل ما حصل يعكس مستوى البرود والجفاف في العلاقة منذ عامين تقريبا بين عباس والقيادة الأردنية.
وقال مصدر فلسطيني مطلع جدا ان اللقاءات الثلاثة الأخيرة بين العاهل الأردني والرئيس عباس إتسمت بـ'البرود السياسي' من الجانب الأردني فيما إعتذرت عمان مرتين على الأقل وخلافا للعادة عن إستقبال عباس .
وتجمع نخب القرار الأردنية على ان عباس يضع 'الورقة الفلسطينية' برمتها في السلة المصرية ودون تشاور او إنصاف، الأمر الذي يهدد مصالح إستراتيجية لعمان.
وفي ذات السياق وتأكيدا لما نشرته وكالة "سما" كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي أن اللجنة المركزية ستعقد اجتماعاً طارئاً خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة تداعيات تصريحات فاروق القدومي والعمل على معالجة هذا الملف.
وكانت مصادر فلسطينية قد أكد لمراسل "سما" ان قيادة حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة ستعقد اجتماعا عاجلاً لبحث موقفهم من محضر الاجتماع الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية والعربية، والذي جمع بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون والقيادي محمد دحلان، وتم فيه الاتفاق على اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقال زكي خلال نشرة حصاد اليوم على قناة "الجزيرة" الفضائية إن اللجنة واحتراماً للعلاقة التاريخية ستتخذ إجراءات بعيدة عن الإعلام على أن يتم تبليغها للقدومي بشكل داخلي، وذلك حتى لا يتشفى الآخرون وكي لا يتم نشر مثل هذا الغسيل أمام وسائل الإعلام. على حد قوله.
وطمأن زكي الجميع بأنه لن يكون هناك انشقاقات داخل حركة فتح ولا أي تداعيات، مشيراً إلى أنه كان يتمنى ألا يتم إقحام الرئيس الراحل ياسر عرفات في الخلافات الداخلية.
وفيما يتعلق بوفاة عرفات، قال زكي "نعترف أن إسرائيل هي وراء تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات"، لكنه استدرك قائلاً "كنت أتمنى ألا يتم تفجير مثل هذه القنبلة من الأخ أبو اللطف في هذا الوقت الحساس".
وكانت اللجنة المركزية لـ"فتح" قد أصدرت صباح اليوم عقب نشر المحضر بيانا أكدت فيه أن محضر الاجتماع الفلسطيني الإسرائيلي الأمريكي مفبرك ومليء بالتناقضات والأكاذيب، كما أنه يثير الفتنة ويوقع المجتمع الفلسطيني فى ثارات هو فى غنى عنها.
وأضافت اللجنة المركزية، أن الأصول التنظيمية والحركية تقضى أن يطرح القدومى ما لديه من ادعاءات على اللجنة المركزية أو أن يرسلها إلى المجلس الثوري وألا يقدمها لأعداء الحركة كى يستمروا فى استهدافها، فى إشارة لحركة حماس، كما أن النظام الداخلي للحركة يعتبر ما فعله القدومى محاولة انشقاق وتحريض لإفشال المؤتمر العام السادس للحركة.
سما + القدس العربي
يقف المطبخ السياسي المحيط بالرئيس الفلسطيني محمود عباس باهتمام بالغ أمام المكان الذي إنطلقت منه التصريحات الأخيرة والمثيرة للرجل الثاني في حركة فتح فاروق القدومي وهو العاصمة الأردنية عمان، فيما تثير تساؤلات طرحتها رام ألله عبر أصدقاء لها من سياسيي الأردن شهية المراقبين حول 'ازمة صامتة' ومفصلية بين عباس وسلطته والحكومة الأردنية تترجمها تعليقات القدومي الأخيرة والساخنة.
وأبلغ القيادي في السلطة الفلسطينية صائب عريقات شخصيات سياسية وبرلمانية أردنية أمس بان سماح عمان للقدومي بالإدلاء بتـــصريحاته الأخـــيرة انطلاقا منها أستوقف أركان الرئيس عباس أكثر من مضمون هذه التعليقات التي قرئت رئاسيا على انها محاولة لمنع المؤتمر الحركي الذي سيعقده عباس في الرابع من آب المقبل من تجريد القدومي من لقبه الوحيد المتبقي له عمليا وهو أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح.
ونقل عن عريقات قوله بان تمكن القدومي من عقد مؤتمر صحافي هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة في عمان أصبح السؤال الأكثر أهمية بالنسبة للقيادة الفلسطينية، وأن هذا السؤال ساهم في تخفيف وتيرة رد الفعل على القدومي وتصريحاته لإن المسألة الأهم في نظر السلطة الأن تتعلق بخلفيات عقد مؤتمر صحافي في عمان لرجل بمواصفات القدومي سبق ان منع من دخول المخيمات في الأردن.
والعلاقة بين الحكومة الأردنية والسلطة أصلا توترت مؤخرا بسبب إعلان رئيس الوزراء في السلطة سلام فياض بأنه سيلجأ للقضاء الدولي، لإعاقة مشروع قناة البحرين الذي يعتبره الأردنيون من أهم مشروعاتهم الإستراتيجية مستقبلا. ورغم ان عريقات ادلى لاحقا بشروحات عبر صحيفة 'الدستور' الأردنية إلا ان الجانب الرسمي رأى في تهديدات فياض 'قفزة' جديدة ضد المصالح الأردنية مرسومة على مقاس المصالح المصرية التي ترفض مشروع قناة البحرين الأردني كما قال أحد الوزراء في الحكومة الأردنية.
وكان القدومي قد دفع بالتساؤلات حول أزمة باطنية في العلاقة بين عمان والرئيس عباس عندما فوجئ المراقبون به يعقد مؤتمرا صـــحافيا نادرا فــــي عمان يكشف فيه عن وجود محضر إجتماع يثبت ضلوع الرئيس عباس بتصفية الرئيس الراحل ياسر عرفات بالتعاون مع أرئيل شارون.
ولم تعلن الحكومة الأردنية موقفا من أي نوع بخصوص المؤتمر الصحافي الذي عقده القدومي.ويؤكد مقربون جدا من القدومي انه لايمكن ان يعقد مؤتمرا صحافيا من هذا الطراز دون الحصول على موافقة مسبقة من الجانب الأردني، وهو ما تمتنع الحكومة الأردنية عن شرحه والتعقيب عليه مع ان صحيفة القدس العربي حاولت الإتصال عدة مرات بوزيري الخارجية وشئون الإعلام ناصر جودة ونبيل الشريف بقصد الإستيضاح.
ويفترض ان يوفد عباس قريبا إلى عمان ثلاثة قياديين بهدف بحث أمر مؤتمر القدومي الصحافي مع السلطات وتقييم مجمل العلاقة الأردنية الفلسطينية وإعداد تقرير حول المسألة مع ان كل ما حصل يعكس مستوى البرود والجفاف في العلاقة منذ عامين تقريبا بين عباس والقيادة الأردنية.
وقال مصدر فلسطيني مطلع جدا ان اللقاءات الثلاثة الأخيرة بين العاهل الأردني والرئيس عباس إتسمت بـ'البرود السياسي' من الجانب الأردني فيما إعتذرت عمان مرتين على الأقل وخلافا للعادة عن إستقبال عباس .
وتجمع نخب القرار الأردنية على ان عباس يضع 'الورقة الفلسطينية' برمتها في السلة المصرية ودون تشاور او إنصاف، الأمر الذي يهدد مصالح إستراتيجية لعمان.
وفي ذات السياق وتأكيدا لما نشرته وكالة "سما" كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي أن اللجنة المركزية ستعقد اجتماعاً طارئاً خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة تداعيات تصريحات فاروق القدومي والعمل على معالجة هذا الملف.
وكانت مصادر فلسطينية قد أكد لمراسل "سما" ان قيادة حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة ستعقد اجتماعا عاجلاً لبحث موقفهم من محضر الاجتماع الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية والعربية، والذي جمع بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون والقيادي محمد دحلان، وتم فيه الاتفاق على اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقال زكي خلال نشرة حصاد اليوم على قناة "الجزيرة" الفضائية إن اللجنة واحتراماً للعلاقة التاريخية ستتخذ إجراءات بعيدة عن الإعلام على أن يتم تبليغها للقدومي بشكل داخلي، وذلك حتى لا يتشفى الآخرون وكي لا يتم نشر مثل هذا الغسيل أمام وسائل الإعلام. على حد قوله.
وطمأن زكي الجميع بأنه لن يكون هناك انشقاقات داخل حركة فتح ولا أي تداعيات، مشيراً إلى أنه كان يتمنى ألا يتم إقحام الرئيس الراحل ياسر عرفات في الخلافات الداخلية.
وفيما يتعلق بوفاة عرفات، قال زكي "نعترف أن إسرائيل هي وراء تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات"، لكنه استدرك قائلاً "كنت أتمنى ألا يتم تفجير مثل هذه القنبلة من الأخ أبو اللطف في هذا الوقت الحساس".
وكانت اللجنة المركزية لـ"فتح" قد أصدرت صباح اليوم عقب نشر المحضر بيانا أكدت فيه أن محضر الاجتماع الفلسطيني الإسرائيلي الأمريكي مفبرك ومليء بالتناقضات والأكاذيب، كما أنه يثير الفتنة ويوقع المجتمع الفلسطيني فى ثارات هو فى غنى عنها.
وأضافت اللجنة المركزية، أن الأصول التنظيمية والحركية تقضى أن يطرح القدومى ما لديه من ادعاءات على اللجنة المركزية أو أن يرسلها إلى المجلس الثوري وألا يقدمها لأعداء الحركة كى يستمروا فى استهدافها، فى إشارة لحركة حماس، كما أن النظام الداخلي للحركة يعتبر ما فعله القدومى محاولة انشقاق وتحريض لإفشال المؤتمر العام السادس للحركة.
سما + القدس العربي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق