أكدت دراسة تحقق في التقارب والتماثل الإجرامي والعنصري والتطرف الديني والمذهبي بين إسرائيل والسعودية التي أنشأتهما المخابرات البريطانية، وجعلت استمرار كل منهما مرتبطا ببقاء الآخر مع ملاحظة، أن دولة آل سعود إنما انشئت لتكون أساسا لقيام المشروع الصهيوني في فلسطين.
وقالت الدراسة التي أجراها الدكتور وليد سعيد البياتي تحت عنوان " السعودية وإسرائيل أكبر جرائم التاريخ الحديث": إن الغاية من إنشاء دولة آل سعود هي فقط لتكون عاملا أساسيا لإنشاء إسرائيل واستمرارها، حيث تم تأسيس إسرائيل، بعد أقل من 16 عاما من إنشاء الدولة السعودية.
وأضافت الدراسة أن هناك مقاربات تاريخية وتكوينية بين الكيان الإسرائيلي ودولة السعودية تؤكد وجود تشابه بينهما؛ بل تماثل ، يصل حد التطابق والتكامل الوجودي:
أولا: التأسيس:
إن كلا منهما أنشىء بأمر من المخابرات البريطانية، فالدولة السعودية الحالية أسسها وأشرف عليها "هاري سانت جون فيلبي" الذي يعرف بالحاج (عبد الله فيلبي)، وهو أحد عملاء المخابرات البريطانية في الجزيرة العربية.
وإسرائيل تم التحضير لها منذ وعد أو تصريح وزير خارجية بريطانيا الأسبق "ليونيد آرثر بلفور" في تشرين الثاني 1917 والذي أرسله الى أحد أكبر الشخصيات اليهودية "ليونيل ولتر دي روتشيلد".
ثانيا: الطائفية الدينية والمذهبية:
لأول مرة في التاريخ المعاصر تقوم دولة على أسس من المعتقدات الخرافية تحت حجة أنها تنبؤآت توراتية، حيث قامت إسرائيل على أسس طائفية دينية بحتة، فإسرائيل التي تدعي العلمانية، هي دولة دينية الى حد النخاع، وعقيدتها السياسية تتبع الطروحات التوراتية والتلمودية القائلة بقيام إسرائيل لبناء هيكل سليمان كأساس لمملكة إسرائيل الكبرى، وقد اتخذت اليهودية مبدأ مخاصمة ومحاربة كل من يخالفها أو لا يتفق معها.
كما اعتبرت نفسها الدولة الساميّة الوحيدة، متجاهلة بقية العروق الساميّة على مسار حركة التاريخ وأولهم العرب، رغم أن إسماعيل جد العرب هو أخ إسحاق جد اليهود وأكبر منه، كما جاء في مصادرهم التوراتية في سيرة إبراهيم الخليل عليه السلام .
ومن جانب آخر، نرى المملكة السعودية كإسرائيل، أقامت أسسها على منهج طائفي، وفق تحريفات محمد بن عبد الوهاب وأحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية في تكفيرهما لكل المسلمين، ثم رفضهما وخاصة ابن عبد الوهاب لبقية المذاهب الإسلامية، وتحريف عقيدة مسلمي شبه الجزيرة العربية، بإجبارهم على ترك مذاهبهم واتباع المذهب الوهابي الذي رفضته كل المذاهب الأخرى، واعتبرته خارجا عن تعاليم الإسلام .
فابن عبد الوهاب يكفر كل من خالفه من المسلمين دون اعتبار لشيء، والوهابيون يعتبرون أنفسهم أنهم هم المسلمون فقط، وأما غيرهم فكفار يجب قتلهم! وهم في أفعالهم ماثلوا ما فعله اليهود مع أصحاب الديانات التي سبقتهم أو التي تلتهم حتى الآن!
ثالثا: اغتصاب الأرض:
قام اليهود باغتصاب أرض فلسطين مدعين صلتهم التاريخية بها، وفق التحريفات التوراتية في محاولة لإعادة هيكل سليمان المزعوم، وقاموا بقتل وتشريد السكان الأصليين واحتلال الأرض وتدمير البنى التحتية لها، من أجل قيام المشروع الصهيوني في فلسطين، في حين أن صلتهم بفلسطين قد انقطعت منذعام 134 ق.م. ما يعني أكثر من الفي سنة؛ وبذا لا يوجد ما يسمى بالحق التاريخي لهم في فلسطين، في المقابل، احتلت عصابات سعود المتحالفة مع الفكر الوهابي السلفي أرض الجزيرة العربية، وقاتلت القبائل العربية، مستعملة تحالفها مع الجيش البريطاني بقيادة الكابتن "وليم آرثر شكسبير" .
ولم تعرف البشرية جرائم كتلك التي قامت بها عصابات ابن سعود وأبناء عبد الوهاب في قتل النساء وبقر البطون والاعتداء على الأعراض، وذبح الرجال والأولاد، وهو نفس ما يكررون فعله الآن في العراق.
ولكن الأدهى من ذلك كله أنهم أطلقوا اسم ابن سعود على كل الجزيرة العربية، بكل تنوع قبائلها وأعراقها، ومسخوا تاريخها العريق، فحتى الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله لم يسمِ المناطق الإسلامية في عصره باسمه الخاص، مع أنه يحمل كل الشرف الإنساني، كما أن تسمية "يثرب" بالمدينة جاء بأمر إلهي كما جاء اسمها في محكم القرآن الكريم. أن عبد العزيز وأبناؤه لا يمتلكون أي حق في استلاب تاريخ شبه الجزيرة العربية كما أن اليهود لا يمتلكون ذات الحق في فلسطين التي خرجوا منها منذ أكثر من ألفي سنة.
رابعا: تحريفهم للكتب السماوية وللسنن الرسالية:
إن تاريخ اليهود استثنائي بسبب رفضهم المستمر لكل ما هو إلهي، وتعنتهم أمام الإرادة الإلهية، حيث قتلوا الأنبياء، وحرفوا التوراة، كما حرفوا سنة موسى عليه السلام، ومن هنا كان أنبياء اليهود استثنائيين بما يتناسب مع حجم تحريف اليهود وجرائمهم، حتى أن القرآن الكريم يفرد الكثير من الآيات والسور في ذكر أنبيائهم، وذكر تحريفات اليهود للكتب السماوية، وافترائهم على الله، فقد قال الله عنهم: " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ". التوبة/30.
من جانب آخر، وفي مشابهة لمثل فعل أجدادهم اليهود، قام آل سعود بتحريف الرسالة السماوية، فهم لم يتمكنوا من تحريف النص القرآني، لكنهم حرفوا معانيه وفسروه بأهوائهم التي جاء بها ابن تيمية وابن عبد الوهاب، فقالوا بالتجسيم، وأهانوا الرسول الخاتم(ص)، بما نسبوه إليه من ضعة وسوء تقدير وضعف، وبما حرفوا من تاريخه وسيرته، وبما نسبوا إليه من مغالاة مما لا يجوز على الإنسان العادي فكيف يجوز على خاتم الأنبياء والمرسلين(ص)، وقد سبق وأفردنا لها بحوثا منشورة فلا حاجة هنا للتكرار.
وهم قد جبلوا على النفاق بادعائهم التفرد بالإسلام، فامتازوا عن المسلمين بأشكال وملابس وعادات مثيرة لاشمئزاز النفس البشرية، وهم يعتبرونها تجملا، وبعضها يغري الجهال، وهم في ذلك كما قال الله عزوجل: " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ". المنافقون/4.
خامسأ: تدميرهم لآثار الأنبياء والرسل وهدمهم للتراث الإسلامي:
نرى اليهود في فلسطين والقدس بالذات يعملون بجد على تهديم المسجد الأقصى عبر الحفريات المستمرة عند أسسه، تحت حجة البحث عن آثار الهيكل المزعوم، هذا غير تدميرهم المستمر لكل الآثار القديمة لغير اليهود، وبالذات المساجد الإسلامية التاريخية، كما تنقل الوثائق الرسمية، وتلك الخاصة بمراكز البحوث التاريخية.
في المقابل، يقوم تاريخ آل سعود على التدمير المنهجي لكل التاريخ الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، فلم يبق في مكة المكرمة غير الكعبة المشرفة والحرم المكي الذي يتم التلاعب به سنويا، بحجة التطوير، حتى اختفت الملامح الأصيلة له، وقد تم تدمير كل آثار الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله هناك، بما فيها مكان ولادته الشريفة، وبيته، ومنزل السيدة خديجة رضوان الله عليها، ومكان ولادة الزهراء عليها السلام، وبقية بيوت النبي وآله عليهم السلام وبيوت الصحابة الأخيار.
وفي المدينة المنورة لم يبق غير قبر الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله، وبعد أن تم تدمير كل الآثار الإسلامية الخاصة بدولة الرسول(ص) في المدينة، وتدمير بيوته، وبيوت آله الأطهار، وبيوت الهاشميين، وتدمير المساجد الإسلامية، وتدميرهم المتعمد لمقبرة "بقيع الغرقد" بعد هدم القباب والمساجد الخاصة بأئمة أهل البيت عليهم السلام، إضافة الى كل تلك الملامح التي تعود الى عصر الهجرة المباركة.
وقد سعى آل سعود لتدمير القبة المشرفة المقامة على قبر الرسول الخاتم(ص)، ولولا وقوف المسلمين بوجه هجمتهم ومنعهم، لما بقي من قبر الرسول الخاتم(ص) شيء.
كل ذلك التدمير، وكل تلك الجرائم، إنما جرت وتجري بفتاوى مباشرة من ابن عبد الوهاب أول الأمر، ثم من مدعي العلم من مشايخ السوء مثل ابن عثيمين وابن جبرين وآل الشيخ وليس آخرهم الخارجي المدعو العريفي.
فالتشابه والتماثل بين جرائم اليهود والوهابيين يدخل حد التطابق في كرههم لكل ما هو سماوي، وحقدهم على الإسلام الرسالي ممثلا بأهل البيت الأطهار عليهم السلام وشيعتهم.
كما أن الفساد والإفساد صفات متأصلة في اليهود، فإنها متأصلة كذلك في الوهابيين الذين افسدوا في العقيدة، وأفسدوا في الشريعة، كما أفسدوا في الحياة، وخربوا التاريخ الإسلامي .
ففساد أبناء سعود والوهابيين هو الشكل الآخر من فساد اليهود، إذا علمنا الترابط التكويني بينهم، فالأصول العرقية لآل سعود تعود الى جدهم الأعلى (مرخان) اليهودي، كما تقول به شجرة عائلتهم ومؤرخوهم، رغم كل المحاولات المتأخرة لتزييف هذه الحقيقة التاريخية، والتي ليس بالإمكان دحضها بعد أن نشرت الموسوعات الإسرائيلية نفسها طبيعة هذه العلاقة.
في كل يوم، تخرج علينا الصحف الأوربية والأميركية بقصص وحكايا لا تنتهي عن فساد الأمراء والأميرات من آل سعود، والمحاكم الأوربية والأميركية تكتظ بالعديد من القضايا المدنية والجنائية والجنسية، التي وصل بعضها الى القتل والاغتصاب والاحتيال واستعمال الصفة الدبلوماسية، من أجل تهريب وبيع وشراء المخدرات، والمتاجرة بالرقيق الأبيض، وبالأعضاء البشرية.
وقد حملت كل من الدولتين الوهميتين (إسرائيل والسعودية) جرثومة فنائها منذ بداية تأسيسها، فالفساد والظلم والانحراف من مقومات الفناء، وكل تلك العناصر قد تجمعت بشكل متميز في هاتين الدولتين، لكن الحال لن يقف عند هذا الحد، إذ بدأنا نسمع في الفترة الأخيرة عن تقارير من أهم اصدقاء إسرائيل والسعودية تتساؤل عن جدوى الاستمرار بدعم دولة العدوان في فلسطين وعن حقيقة استمرار السعودية كصديق عتيق لأميركا، خاصة أن النفط السعودي لم يعد عاملا مغريا لصناع القرار الأميركي.
من جانب آخر، يعتقد الكثيرون من الخبراء العسكريين أن السعودية لا تصلح أن تكون مركزا للقيادة العسكرية الأميركية في الخليج، حسب رأي "رامسفيلد" وأيضا وفق تقارير "الأدميرال ديفيد نيكولز"؛ بل يمكن اعتبارها مركزا لتخزين السلاح.
وعلى ضوء هذا الرأي، تم نقل مركز القيادة الى قطر قبل عدة سنوات، ثم تم عقد عدد من صفقات الأسلحة (طائرات وصواريخ ودبابات واعتدة وأسلحة متنوعة)، وليس آخرها صفقة صواريخ باتريوت التي بيعت للسعودية مؤخرا ببضعة مليارات من الدولارات، فالخطة تقتضي بيع السلاح للسعودية وإلى عدد من دول الخليج العربية ليتم تخزينها حتى يحين وقت الحرب القادمة على إيران.
إن نهاية السعودية قد صارت على مرمى إطلاقة رصاصة إسرائيلية على إيران أو حزب الله، فالحرب القادمة ستقضي على مخازن العتاد الأميركي في الخليج، وستستهلك السلاح السعودي، وعندها ستكتشف السعودية أنها أصغر من حصاة صغيرة تقذفها قدم طفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق