السنيورة ينتمي إلى هذا الفريق، رغم أنه تابع لتابع يتبع نظاماً يتبع أميركا. عوّلت أميركا في إدارة بوش على السنيورة في الكثير من الأمور. علمت الإدارة الأميركيّة أن مقدّرات المخطّط في لبنان آنذاك لا يمكن أن تُترك في يد صبي آل الحريري المُتجوّل أو المهاجر. رسى الاتفاق السعودي ـــ الأميركي على السنيورة. لكن السنيورة كان صغير الدور بالمقارنة مع أدوات أميركيّة سبقته. هو كان أداة بيد أداة (آل الحريري) والتي كانت هي بدورها أداة (بيد آل سعود الذين هم أداة بيد الإدارة الأميركيّة). هذا التسلسل في الولاء يضعف من مكانة السنيورة ودوره، مع أن جورج بوش نفسه ربّت كتف فؤاد السنيورة ـــ أوّاه ـــ، كما أن لورا بوش استقبلت لبضع دقائق (سمحت بشرب نصف فنجان من القهوة) زوجة السنيورة.
لكن عظمت مكانة السنيورة في نفس السنيورة. كان رؤساء دول يتصلون به (لثوان فقط) لتسقّط أخباره، وكان الرجل، للتاريخ والإنصاف، مطيعاً وخدوماً للراعي الأميركي. كان يجد صعوبة في رفض الطلب الأميركي. شُبّه للسنيورة أن الإدارة الأميركيّة لن تقدم على خطوة من دون طلب مشورته، وذلك لكمّ الحكمة والفطنة المتوفّر لديه. صحيح أن الإدارة الأميركيّة عدّلت وقوّمت سياستها في عدوان تمّوز بناءً على وجود السنيورة واستقراره في سدّة الحكم. ولا ننسى أن الإدارة الأميركيّة أشرفت في ظلّ حكومة السنيورة على إنشاء جهاز استخبارات (لا يمرّ كل تسليحه وتمويله في سياق دورات الميزانيّة الرسميّة) خاص بها، وبالاستخبارات السعوديّة. كانت أميركا تحثّ إسرائيل على الإيغال في العدوان الوحشي شريطة أن لا تشكّل الوحشيّة تلك خطراً على استقرار السنيورة في المنصب. لعيونك سنيورة.
كل هذا ربما أثّر على توازن السنيورة الذي كاد أن يقع على الأرض مغشيّاً من النشوة. فؤاد عبد الباسط السنيورة القادم من صيدا ظنّ أن رئيس الجمهوريّة الأميركي يعوّل عليه لميزات ومواهب خاصّة به، وليس لغياب القدرات البديهيّة البسيطة عند خليفة رفيق الحريري. لكن هناك ما ساهم في دغدغة غرور السنيورة: تلقّى دعوات من «مركز ويلسون» في واشنطن (وهو، كأكثر المراكز في العاصمة، خاضع بالكامل لنفوذ اللوبي الصهيوني) كي يلقي خطباً عن الشباب العربي. لا تنسوا أن صهاينة أميركا يعتبرون أن السنيورة ورعاته بين طغاة الخليج هم الناطقون الرسميّون باسم الشباب العربي المُنتفض، أو هم يريدون أن يصدّقوا ذلك حتى لو كانت القرائن تشير إلى العكس. وعليه، فإن الملك الأردني يشكّل فخر الإعلام الغربي بسبب طلاقته في الحديث بالإنكليزيّة ـــ وهذا دليل حضارة ورقيّ عندهم. (ألهذا يجهد فؤاد السنيورة لتصنّع لهجة بريطانيّة (مُضحكة) في حديثه بالإنكليزيّة مع أنه درس في بيروت، أي أن لهجته بالإنكليزيّة يجب أن تكون بيروتيّة لا بريطانيّة؟).
لكن السنيورة «رجل دولة» ـــ وهذا لقب لا يسبغه الغرب إلا على من بالغ في الطاعة والولاء: من الملك حسين إلى أنور السادات إلى شارل مالك وحميد قرضاي وأبو مازن وإياد علاوي (حتى أحمد الجلبي كان رجل دولة عند الأميركيّين، قبل أن يتحوّل إلى رجل مقتدى الصدر). والسنيورة صدّق اللقب وخُيّل له أن الأميركي يحبّه لمواهبه وليس لطاعته ولتمثيله لفريق يوالي نظاماً يوالي قوة عظمى. ومثل كل أدوات ووكلاء السياسة السعوديّة والقطريّة في الشرق العربي، يظن السنيورة أن طاعته وولاءه لأميركا، وخصوصاً في ظروف عدوان تمّوز حين حرصت أميركا على بقائه، يخوّلانه إسداء النصح والمشورة وحق الحثّ والتأجيج الرسميّين. هل يظنّ السنيورة أن أوباما يعرف حقّاً من هو؟ إن اسم فؤاد السنيورة لا يعني لأوباما أكثر من اسم خالد زهرمان. لكن إذا كان سمير جعجع قد أصدر رسالة شخصيّة لأوباما، وإذا كان وليد جنبلاط يطيّر البرقيّات بسرعة نشر جريدة «النهار» لأخبار اكتشافات «لأدوية» للسرطان من قبل أطباء لبنانيّين مهرة، فلماذا لا يوجّه السنيورة رسالة إلى أوباما بالإنكليزيّة (وباللكنة البريطانيّة أيضاً). لمَ لا؟
وعندما صدرت ردود فعل في لبنان على رسالة السنيورة، احتجّ الأخير وظهر ـــ كما يظهر دوماً ـــ بمظهر المظلوميّة. والسنيورة (بالعربيّة) يحاول دائماً أن يقنعنا بأن اعتراض الآخرين على مواقفه وتصريحاته يعود إلى سوء فهم، وأن مواقفه على حقيقتها لا يمكن إلا أن تكون محلّ إجماع من قبل جميع اللبنانيّين والعرب، لا بل من الإنسانية جمعاء. من قال إن السنيورة يعاني من تواضع جمّ؟ وأوضح السنيورة أنّه لم يقل «سيّدي الرئيس» بل قال «السيد الرئيس» مع أن المعنى لا يختلف. السنيورة خاطب أوباما بنفس المعنى لأنه تعاطى مع أوباما على أنه هو (الرجل الصيداوي) مواطن أميركي يخاطب رئيسه. لكن أليس هذا ديدن الساسة في لبنان عندما يخاطبون وليّ الأمر؟ والسنيورة هذا نجدي عندما يخاطب آل سعود، مثلاً. لكن العنوان في التوجّه في الخطاب يستعمل مصطلحاً أميركياً سائداً يطالب فيه أوباما بـ«تحمّل المسؤوليّة» مع أن المعنى الحقيقي (وقد يكون العنوان من صياغة مُحرّري موقع «فورين بوليسي»لكنهم حصلوا على موافقة السنيورة بالتأكيد) يتضمّن إشارة إلى التصعيد أو الزيادة في القيام بعمل ما، ولهذا فإن المصطلح يُستعمل أحياناً في مجال زيادة وتيرة الطاقة الكهربائيّة. لكن ما علينا. لنتصدّ للمقالة عينها ولننسَ لحظة العاطفة عندما توجّه السنيورة بالكلام إلى «السيّد الرئيس».
يبدأ السنيورة بنبذة تاريخيّة عن «الثورة» السوريّة، لكنه لا يضمّن في تلك السيرة أنه كان واحداً من حلفاء النظام السوري في لبنان منذ عام 1992 حتى عام 2005 (أي حتى انفراط عقد التحالف السوري ـــ السعودي في المنطقة العربيّة). نسي السنيورة، أو لعلّه يريدنا أن ننسى، أن له مدائح وتبجيلات لحافظ الأسد ولابنه من بعده وأنه تنافس مع مروان حمادة في كتابة المراثي لقادة النظام المتوفين. لكن هدف السنيورة من المقالة لا يحتمل لبساً بالرغم من محاولة مكتبه الإعلامي اللعب على الحبال عبر القول إن السنيورة «لم يأت مطلقاً على ذكر العمل العسكري أو ضرب سوريا». على مَن يضحك السنيورة هنا؟ هل يخاطب حشداً في روضة أطفال؟ إن المقالة كلّها تتلخّص بالحثّ على ضرب سوريا من قبل أميركا. لا بل هو يقول بصريح العبارة إن أميركا ترتكب خطأً مميتاً إذا هي لم تتعامل مع إجرام النظام السوري، وخصوصاً مع القصف بالسلاح الكيميائي. قال هذا السنيورة من دون مواربة. إذا كان السنيورة لم يقصد هذا، فماذا كان يعني؟ هل كان السنيورة (الذي يظنّ أنه يستطيع أن يذهب حتى إلى الكنيست، لكن من دون أن يُغيّر ذلك من خامة دمه القومي الذي ـــ كما لا ينفكّ عن تذكيرنا ـــ لا يحتاج إلى فحص) يحثّ أوباما على قصف سوريا بالدبلوماسيّة؟ والسنيورة حذّر أوباما (كمواطن أميركي) من أن عدم شنّ العدوان على سوريا (حتى لو يستعمل الكلمات تلك، لكن على من تضحك يا داود؟) يعزّز من مواقع الطغاة حول العالم (وعندما يتحدّث السنيورة عن الطغاة، هو لا يعني الملك السعودي ـــ وقد رأينا طريقة عناق السنيورة له على الشاشات عندما يُسمح له بالاقتراب منه بتؤدة ـــ لكنه يعني كل من يقف بوجه الإدارة الأميركيّة).
وهو يقول إنّ الغرب (والغرب يقف على حافّة الكرسي للاستماع إلى نصائح السنيورة نظراً إلى ما يمثّله في الغرب والشرق على حدّ سواء) يجب «أن يفعل أكثر للتعامل مع الاعتداء هذا». ماذا يعني بالفعل هنا؟ ويدعو الغرب أيضاً إلى مد «قوى الاعتدال» (يعني السنيورة وصحبه) بمزيد من الدعم. ولا يتورّع عن تقديم مضبطة اتهام ضد حزب الله وإيران إلى «الغرب» (وهل يتقن فريق السنيورة إلا تقديم التقارير ومضابط الاتهام ضد خصومهم إلى الفريق الأميركي المحايد والعادل؟)، وهو يقول إن التدخّل الخارجي في سوريا حدث فقط من طرف واحد (يحدّد أطرافه بروسيا وإيران وحزب الله)، ولا يرى تدخلاً خارجيّاً غيره، لهذا هو يطالب بضربة أميركيّة من أجل التوازن لأن أميركا وفرنسا وبريطانيا والإمارات وقطر والسعوديّة وألمانيا وتركيا لم تتدخّل في الشأن السوري «بنوب». ولامَ السنيورة العلماني المُتنوّر حزب الله لأنه حوّل «ثورة» نبيلة إلى صراع طائفي. أوّاه، يا سنيورة، أوّاه. أي أن السنيورة يُعلم (أو يُخبر، أخبر يُخبر، مُخبراً) الغرب هنا أن السعوديّة وقوى السلفيّة الوهابيّة والإخوان في المنطقة العربيّة التزموا بعلمانيّة روبسبير على مرّ العقود إلى أن تدخّل حزب الله في سوريا، فاندلعت الفتنة مذّاك. لم يكن فريق السنيورة ورعاته في الرياض إلا علمانيّين متزمّتين قبل القصير.
والسنيورة لا يريد حلاً سياسيّاً تتفق عليه أميركا وروسيا، ولا يرى حكمة من الانخراط في مسيرة مؤتمر جنيف. السنيورة يريد الحرب الأميركيّة، ويريدها فوراً ومن دون أي تأخير. ويضيف السنيورة إن للغرب «واجباً أخلاقيّاً» لوقف حملة بشّار الأسد «الكريهة». لكن لا يفسّر لنا السنيورة لماذا يحتكر هذا الغرب (العزيز جداً على قلب السنيورة الغربي الهوى واللكنة) هذا الواجب الأخلاقي؟ هل لأن الحروب الأميركيّة المستمرّة هي ذروة الأخلاقيّة؟ أم لأن التاريخ الاستعماري للغرب يعطيه هذا الواجب الأخلاقي؟ ثم لماذا تظاهر السنيورة (عندما كان فتى فقط) ضد سفارات هذا الغرب وهو في جوهره تجلٍ أخلاقي؟ من المحتم أنّه ينظر إلى سنوات اليفاعة بخجل وندم شديديْن.
وعلى طريقة الإسرائيليّين في التحذير من أعدائهم، يتوجّه السنيورة إلى الغرب (الشديد الانتباه لكل كلمة أو همسة تصدر عن السنيورة) ويقول لهم إنّ الأسد يشكّل «خطراً على الشعب السوري وعلى الكرة الأرضيّة». بالحرف. لا يبالغ السنيورة هنا على الإطلاق. بات النظام السوري يشكّل خطراً على الصين وأندونيسيا وعلى أميركا اللاتينيّة والقطبيْن الشمالي والجنوبي وأوستراليا. كم هو حريص هذا السنيورة على أمن الكرة الأرضيّة. لكنه لا يفصح لنا عن سرّ تحالفه الطويل والذليل مع هذا النظام الذي (للأمانة) انحصر خطره في كوكب واحد، لا اثنين. والسنيورة الذي تذكّر أولاد درعا (في المقالة المذكورة) نسي أنه صمت (هو وصحبه في الحظيرة السعوديّة) عندما تعرّض أولاد درعا للقمع الوحشي من قبل النظام لأنّ النظام السعودي كان متريّثاً حينها، ولهذا التزم إعلام الحريري الصمت المطبق عن معاناة الشعب السوري في بداية الانتفاضة السوريّة عندما غطت «السفير» و«الأخبار» فقط أخبار الانتفاضة السوريّة (كان هذا قبل أن «يكتب» إلياس المرّ ـــ أو يُكتب له ـــ مقالة في «الجمهوريّة» يعبّر فيها عن تأييده للنظام لأسباب طائفيّة محضة).
لكن السنيورة لم يكتفِ بذرف الدموع على معاناة شعب لم يتذكّره قبل صدور الأمر السعودي (لم يذرف السنيورة دموعاً على الشعب السوري في سنوات تحالفه الطويلة مع النظام) بالحزن والأسى، بل استنبط الخطاب الأميركي الاستراتيجي. لم يكتفِ بمخاطبة أوباما كواحد من أهل البيت (القومي العربي تحوّل إلى قومي أميركي في سنوات بوش)، بل خاطبه بالنيابة عن «المصلحة الاستراتيجيّة»للولايات المتحدة. ومن يحقّ له تحديد تلك المصلحة أكثر من نائب صيدا ومجدليون؟ ونبّه السنيورة بوش إلى أن استمرار الحرب سيولّد «إرهاباً» وإلى «اتساع الهيمنة الإيرانيّة» في المنطقة. يظن أنّه اكتشف هذا الخطاب عن خطر الإرهاب الإيراني، مع أن كل الفريق التابع لآل سعود برمّته لا يستقيم له النطق إلا بمحاكاة الخطاب الليكودي. إن خطاب السنيورة هذا لا يختلف عن خطاب الليكوديّين من أمثال جون بولتون وفؤاد عجمي وغيرهم الكثيرين في الإعلام الأميركي.
تزاوج السنيورة مع الغرب وخالط بين الدلال الذي لقيه في عهد بوش لما أدّاه من دور في مقاومة مقاومة العدوّ الإسرائيلي وبين القدرة على التأثير. لكن هذا الدور ليس بجديد. كان الساسة في لبنان يطلبون من شارل مالك في الستينيات وحتى السبعينيات وأوائل الثمانينيات التأثير في الإدارة الأميركيّة. وكان بشير الجميّل يطلب من شارل مالك صياغة كل مراسلاته الرسميّة مع الإدارة الأميركيّة في عهد رونالد ريغان. صدّقوا أن مالك كان يأمر أيزنهاور من «سنترال» الكورة في الخمسينيات. وربما ظنّ شفيق الوزّان أنه هو بدوره صانع قرار قبل أن يلعب دور المُسلم الكتائبي، كما لعب سامي الصلح من قبله دور المُسلم الشمعوني ـــ الكتائبي في 1958.
والسنيورة يصرّ وبإباء على أنه لم يشر لا من بعيد ولا من قريب إلى العدوان العسكري، مع أنه يستهلّ خطابه بتذكير أوباما (على افتراض أن أوباما سيضيّع وقته بقراءة خطاب رئيس سابق للحكومة في واحدة من أصغر دول العالم ومن أقلّها تأثيراً. على افتراض أنه قرأ من قبل خطاباً من قائد ميليشيا سابق في نفس البلد خاطبه بنفس المضمون) أنه أمام قرار حرج عليه أن يتخذه. يتذاكى السنيورة على طريقة حكّام العرب، الذين يقولون شيئاً بالعربيّة ويقولون عكسه بالإنكليزيّة. وكل الطغاة العرب يجاهرون بمكنوناتهم الصريحة في أحاديثهم باللغات الأجنبيّة ـــ أتقنوها أو لم يتقنوها على طريقة ملوك آل سعود ـــ لأنهم ينسون الرأي العام العربي الذي ينتظر عودتهم. وسعد الحريري وقع في نفس المطبّ في أوّل مقابلة أجراها بعد وفاة والده، عندما قال لليلي ويميث من «واشنطن بوست» إنه «سينزع» سلاح حزب الله (لكن صحيفته «المستقبل» لم تقدّر له صراحة طموحاته، فنشرت يومها ترجمة نُزعت منها تلك العبارة على افتراض أن ما يُقال بالإنكليزيّة لا يُقال بالعربيّة).
هناك صور مختلفة من السيرة السياسيّة لفؤاد السنيورة. من وزير ماليّة مكروه أرسى مع وليّ أمره دعائم رأسماليّة متوحّشة متفلّتة من أي عقال ومتحالف مع النظام السوري برباط الصرّة، إلى تحوّل آخر على أثر النزاع السعودي ـــ السوري في عام 2005، حيث عكس (ودوره لا يسمح بأكثر من العكس والترجمة والتنفيذ والطاعة) تحالفاً أكبر منه بكثير بين آل سعود والدولة الصهيونيّة. وصورة السنيورة وهو يمنح (بأي صفة؟) شهادة دكتوراه فخريّة لأمير سعودي أمّي (نايف بن عبد العزيز) ستبقى في المخيّلة كي تلخّص له دوره ومسيرته الطويلة. لكن صورته أو صوره في حرب تمّوز وما تلاها من حرب سياسيّة ضد المقاومة ستبقى أرسخ في المخيّلة والذاكرة. سيُقال إن السنيورة كان واحداً من صبية بوش في المنطقة العربيّة. أما فحص الدم، فلا حاجة لنا به أبداً، فليقلع السنيورة عن ترداد تلك اللازمة. تجاوزتها دموعه الرقراقة في حرب تمّوز.
* كاتب عربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق