ويمكن قراءة نتائج لقاءات الوفد الفلسطيني بعدة طرق, ولكن اقصر الطرق لقراءة المشهد انه وفي غياب الوفد الاسرائيلي عمل الفلسطينيون والمصريون على انجاز ما يمكن انجازه على صعيد الحصاد السياسي للمعركة بعيدا عن ابتزاز الوفد الاسرائيلي المباشر, ومنح الوقت والجهد لتقارب فلسطيني مصري غير مسبوق من اجل تماهي الورقة المصرية مع الورقة الفلسطينية .
وامام الاستكبار الاسرائيلي وتعنت تل ابيب يسعى وسطاء دوليون واقليميون للتدخل واتمام اتفاق اوسع يجمع بين اتفاق 2012 وبين الورقة المصرية وهو امر سهل من الناحية النظرية لكنه يستنسخ الماضي وينزع عن السياسة رداء التحديث والتطوير بما يوائم المشهد الراهن.
مصر التي لا تزال بشكل شعبي واعلامي تنظر بتحفظ الى مواقف حماس رفعت سقف توقعاتها هذه المرة ما منح الوفد الفلسطيني هامشا كبيرا في سد الثغرات وفتح الطريق امام حكومة التوافق لتمخر عباب بحر غزة , وليس مصادفة ان عزام الاحمد هو نفسه الذي وقع اتفاقية الشاطيء مع اسماعيل هنية وهو الذي يعول عليه اليوم استكمال جهوده برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح كل الطرق امام ماسسة الحكومة الفلسطينية الوليدة واطلاق جناحها الذي بدا مكسورا في القطاع.
زياد النخالة ممثل الجهاد الاسلامي لعب دورا كبيرا في اعتدال موقف جميع الاطراف ولم يكن سرا ان نسمع المديح لموقف الجهاد من داخل الوفد الفلسطيني ومن اوساط اعلامية مصرية .
اما الجبهة الديمقراطية ممثلة بقيس ابو ليلي وحزب الشعب ممثلا ببسام الصالحي فكان لوجودهما رسالة سياسية هامة للجبهة الداخلية الفلسطينية وان ما يحدث هو لاجل مصلحة الجميع وليس من اجل تقسيم المشهد بين فتح وحماس , كما ان حضور ماهر الطاهر من الجبهة الشعبية حمل دلالات جيوسياسية وتمثيل لفلسطينيي الشتات.
ومع اعلان اسرائيل هدنة انسانية حتى الخامسة عصرا يبدو جليا ان هذه الساعات ا بين العاشرة والخامسة مساء ستكون بروفة تجريبية لنجاح وقف اطلاق النار , وفي حال نجح الطرفان في ضبط النار وسريان الهدوء وعدت اسرائيل امام قوى اقليمية وعالمية ان يجري تمديد التهدئة 72 ساعة وارسال الوفد الاسرائيلي الى القاهرة الليلة القادمة او نهاء الثلاثاء لاتمام واعلان وقف اطلاق نار ثابت.
ولسان حال السياسيين يقول لمقاتلي الميدان , اعطونا وقف نار لسبع ساعات نعطيكم اتفاقا دائما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق