وقالت وكالة «دوجان» للأنباء إن محتجين ألقوا قنابل حارقة على مكاتب «حزب العدالة والتنمية» الحاكم خلال الليل في مدينة إزمير الساحلية بغرب تركيا وأظهرت مشاهد تلفزيونية اشتعال النار في جزء من مبني الحزب.
وتناثرت المظلات المخصصة لانتظار ركاب الحافلات وحجارة الأرصفة وإشارات الطرق التي اقتلعها المتظاهرون ليصنعوا منها حواجز في شارع رئيسي عند مضيق البوسفور في اسطنبول حيث وقعت بعض من أعنف الاشتباكات خلال الليل وغطت الكتابات الجدران.
وأغلقت الطرق الواقعة حول مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول في الوقت الذي اطلقت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لصد المحتجين في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وفي الشارع الرئيسي الواقع قرب مكتب اردوغان قاد متظاهر جرار صغير صوب خطوط الشرطة خلال الليل وسار خلفه محتجون آخرون. وعند مسجد قريب عالج مسعفون، ومن بينهم أطباء متدربون، من اصيبوا خلال الاشتباكات.
وداهمت الشرطة مجمعاً تجارياً في قلب العاصمة انقرة لاعتقادها لجوء المتظاهرين إليه وقامت باعتقال عدة أشخاص.
في السياق نفسه، دعا الرئيس التركي عبد الله غول، اليوم، إلى الهدوء بعد أيام من المواجهات العنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للحكومة قائلاً إن رسالة المتظاهرين «وصلت».
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن غول قوله في اليوم الرابع من التظاهرات المناهضة للحكومة «الديموقراطية لا تعني فقط انتخابات»، مضيفاً «الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلت».
وكان اردوغان قد صرّح مراراً بأن المتظاهرين تحت تأثير مجموعات متطرفة وأن عليهم أن يعبروا عن استنكارهم «في صناديق الاقتراع»، وحثهم على وضع حد للتظاهرات على الفور.
وأضاف غول «أدعو جميع المواطنين إلى احترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق». كما دعاهم إلى الحذر من «المنظمات غير الشرعية» التي تستغل التظاهرات. وحذر من أي أعمال يمكن أن تضر بصورة تركيا.
من جهته، أبقى اردوغان على برنامج جولته في المغرب العربي رغم التظاهرات المعادية لحكومته والتي تشهدها تركيا منذ ثلاثة أيام بشكل متواصل، ومن المفترض أنه قد استقل الطائرة التي ستنقله إلى المغرب، منذ ساعات قليلة، حسبما أعلن مسؤول في مكتبه.
وأضاف المسؤول رافضاً الكشف عن هويته أن «اردوغان سيتوجه إلى المغرب ومنه إلى الجزائر وتونس على أن يمضي ليلة في كل بلد»، قبل أن يعود إلى تركيا الخميس.
وأعلن مكتب اردوغان، في بيان، أن رئيس الوزراء سيجري محادثات مع مسؤولين من هذه الدول الثلاث حول «العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية» مع تركيا، بالإضافة إلى «التطورات الإقليمية والدولية».
وسيشارك اردوغان في اجتماعات لرجال أعمال على أن يحضر في تونس الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي التونسي.
وتأتي جولة اردوغان في وقت تشهد فيه تركيا تظاهرات معادية للحكومة لا سابق لها منذ تولي «حزب العدالة والتنمية» بزعامته الحكم في 2002.
وبعد أن بدأت التظاهرات احتجاجاً على مشروع بناء يتضمن إزالة أشجار من حديقة في وسط اسطنبول، تحولت إلى حركة احتجاج واسعة ضد الحزب الحاكم إثر أعمال القمع العنيفة التي مارستها الشرطة عند بدء التظاهرات.
ويتهم المتظاهرون اردوغان بـ«التسلط» وبالسعي إلى تحويل نظام البلاد العلماني إلى نظام إسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق