الأحد، 2 يونيو 2013

مظاهرات تقسيم في اسطنبول احتجاج على مشروع تطوير ميدان تقسيم من قبل الشرطة التركية ام ثورة للعلمانيين الاتراك في وجه العدالة و التنمية ؟

احتفل الالاف من المتظاهرين الأتراك في ساحة تقسيم في اسطنبول بالانتصار على حكومة اردوغان، وذلك بعد انسحاب الشرطة التي اعتدت عليهم بالعنف الشديد، بينما أعلنت منظمة العفو الدولية عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 1000 آخرين بجروح في المواجهات.

اسطنبول: اشتبكت قوات الأمن التركية مع محتجين أضرموا النار في مناطق بمدينتي اسطنبول وأنقرة صباح اليوم الأحد. وشهدت بعض الشوارع هدوءا نسبيًا لا سيما بعد انسحاب الشرطة من ميدان تقسيم وسط العاصمة.
وأشعل مئات المحتجين النيران في منطقة تونالي في العاصمة التركية أنقرة، واطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات من الشبان كانت ترمي الحجارة قرب مكتب لرئيس الوزراء في اسطنبول.
وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر إن نحو ألف شخص اعتقلوا لمشاركتهم في أكثر من 90 مظاهرة ضمن الاحتجاجات المعارضة للحكومة في اسطنبول ومدن تركية أخرى. وأوضح غولر أن 26 من رجال الشرطة و53 من المدنيين قد أصيبوا في الاحتجاجات، واحد منهم جراحه خطيرة.
وتحدثت منظمة العفو الدولية عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 1000 آخرين بجروح في المواجهات بين الشرطة التركية ومتظاهرين محتجين على مشروع لهدم منتزه في اسطنبول. وقالت المنظمة في بيان إنه "يتعين على السلطات التركية اتخاذ خطوات طارئة للحؤول دون وقوع المزيد من القتلى والجرحى والسماح للمتظاهرين بالحصول على حقوقهم الأساسية وضمان أمن كافة المواطنين".
وأضافت أنها تتابع تقارير تفيد عن أكثر من "1000 إصابة وقتيلين بين المتظاهرين في اسطنبول". وأشارت إلى أن "20 طبيباً من طواقمها يعملون في مقرّ المنظمة قرب ساحة تقسيم لمعالجة الجرحى".
وقال مدير المنظمة في أوروبا جون دالهوسين إن "استخدام عناصر الشرطة للقوة المفرطة قد تكون أمراً روتينياً في تركيا، ولكن ردة الفعل البالغة جداً ضد كلّ المظاهرات السلمية في تقسيم هو أمر مخز بالفعل". وتحدثت المنظمة عن "استخدام خراطيم المياه والاستعمال غير الملائم للغازات المسيلة للدموع".
وبعد ظهر السبت احتفل الالاف من المتظاهرين في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، قائلين له "نحن هنا يا طيب. اين انت؟".
وفور انسحاب عناصر شرطة مكافحة الشغب ضجت ساحة تقسيم بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا اليها بالالاف وهم يهللون فرحا. البعض اخذ يردد النشيد الوطني والاخرون يصفقون ويرقصون في وسط ساحة تقسيم التي انتشرت في ارجائها روائح النصر بعد الرائحة الحارقة للغازات المسيلة للدموع.
وضمت هذه الجماهير المتحمسة ممثلين لكل التيارات السياسة، من يمين قومي الى يسار متشدد من مسلمين متدينين الى علمانيين وفنانين. وقامت مجموعة من المتظاهرين بتغطية النصب التذكاري لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بالاعلام الملونة.
وهكذا انفجر فجاة في كل مكان بركان الغضب المتراكم من حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامية المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002 والمتهمة بالرغبة في العمل على "اسلمة" المجتمع التركي.
وقالت سيدة متقاعدة فضلت عدم ذكر اسمها "الحكومة تمارس الضغوط في كل شيء: انجب ثلاثة اطفال لا اثنين فقط، لا تشرب الخمر،ـ لا تدخن، لا تسر في الطريق ويدك في يد حبيبك او حبيبتك اذا لم تكن العلاقة جدية". واكدت "انا ابنة اتاتورك ولا يمكن ان اوافق على ذلك. نحن كلنا نتشارك هذه الافكار لذلك نحن هنا".
وقال طالب فضل ايضا عدم ذكر اسمه "لا اعتقد ان حكومة العدالة والتنمية كانت تتوقع ذلك" مضيفا "الناس تثور لمنع سلسلة من الممنوعات التي فرضتها حكومة لا تفهمنا". ورغم الاجواء الاحتفالية يبدي البعض نوعا من الحذر. لقد ربح المتظاهرون معركة لكنهم بالتاكيد لم يربحوا الحرب المعلنة على الحكومة.
ويقول بيرك سنتورك وهو مدير فني "الاجواء هنا تعمها الفرحة والسعادة. اليوم انسحبت الشرطة اخيرا" مضيفا "لكن ورغم كل هذه الجماهير الغفيرة المحتشدة هنا فقد اعلن رئيس الوزراء انه مستمر وانه سيقوم ايضا اذا اقتضى الامر بهدم مركز اتاتورك الثقافي الموجود خلفي" مضيفا باصرار "لذلك سنبقى هنا لحراسة المكان".
من جانبه يقول باتوهان كانتاس وهو طالب في التاسعة عشرة من العمر "معركتنا لم تنته. ما زال يحكمنا رئيس وزراء يرى الناس مجرد خرفان ويعتقد انه سلطان".
وتقول ليلى وهي معلمة في الثامنة والثلاثين "لقد نجحنا في جعل الشرطة تنسحب. لكن هذه الحكومة مثل اللزقة ولن تسقط بسهولة". وفي احدى مداخلاته السبت اقر اردوغان بان انتصارات حزبه الانتخابية الساحقة "ليست تذكرة لفرض رغبة الاكثرية على الاقلية".
لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لارضاء المتظاهرين او تثبيط عزيمتهم. وعلت اصوات مجموعة من المتظاهرين المصرين على قضاء الليل في "ساحتهم" بالهتاف "تقسيم في كل مكان .. المقاومة في كل مكان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق